سَـيِّـدَةُ الْوَقْـتِ

هِيَ سَيِّدَةُ الْأَبْجَدِيَّاتِ
هِيَ سَيِّدَةُ الْأَعَالِي
هِيَ سَيِّدَةُ الْأَقَاصِي
هِيَ سَيِّدَةُ الْأَنْخَابِ
هِيَ سَيِّدَةُ الْفِتْنَةِ
وَالْعِشْقِ
وَسَائِرِ الْبَهَاءْ…

+ + +
هِي سَيِّدَةُ الْكِبْرِيَاءِ
وَالشُّمُوخِ
وَالاِعْتِدَادْ
هَيَ سَيِّدَةُ الْحِكْمَةِ
وَالْحِلْمِ
وَالاِسْتِشْفَافْ
!!! هِيَ سَيِّدَةُ الْآلاَم
حِينَ خَرَّمَ ظَهْرَهَا الْغَدْرُ
أَضَاءَ مِنْ كُوَّاتِهِ قَلْبَهَا
الْجُرْحُ
فَاسْتَنَارَتْ وَأَنَارَتْ …
+ + +

هِيَ شَهْوَةُ الْأَرْضِ
وَالرِّيحُ سَابِحَةً
فِي تَجَدُّدِ الْمَوْجِ
تَخْرُجُ مِنْ عُتْمِ أَيَّامِهَا
تَمْلَأُ قَلْبَهَا باِلشَّمْسِ
وَالْأُقْحُوَانِ
وَالْفَجْرِ
يَمْلَؤُهَا ضَوْءٌ حَفِيٌّ
وَتَفِيضُ عَنْهَا حَالَاتُ
الْحَـيـَاة…

+ + +

فِي الطَّرِيقِ نَحْوَ قِمَّتِهَا
تَتَرَجَّلُ عَنْهَا السَّرِيرَةُ
تَقُودُهَا وَتَحْدُوهَا
تَقِيهَا عَثَرَاتِ الْأَبْوَابِ
وَمَالَا تَطَالُهُ الْحَوَاسُّ
تَلْبَسُ الشَّمْسَ
وَتَرَى فِي غَدِهَا
مَا لَا يَرَاهُ
الْآخَرُونْ…
+ + +
هِيَ سَيِّدَةُ الْمَوْتِ
وَالِانْبِعَاثِ
عَنْقَاءُ هَذَا الزَّمَــانْ
هِيَ سَيِّدَةُ الْأمَامِ
الَّذِي لَا يَلْتَفِتُ
كَتَبَتْ بِحِبْرِ الْمَحْوِ
كَثِيراً مِنْهَا
وَالْأكْثَرُ الْآخَرُ خَلَّدْتْهُ
بِحِبْرِ الْوَفَــاءْ…
+ + +
هِيَ رَغْمَ الْعُزْلَةِ
سَيِّدَةُ الْأُنْسِ
وَالْأَلَقِ
وَالْأَفْرَاحْ
مَا بِهَا الْيَوْمَ ؟
فَقْدٌ كَثِيفُ الْفَتْكِ
يُضَاعِفُ غُرْبَتَهَا
يَنْثُرُ وَابِلَ شَظَايَاهُ
عَلَى وَهَجِهَا الْبَاقِي

+ + +
يَتَوَقَّفُ الزَّمَنُ
تَهْبِطُ عَمِيقاً
فِي فَقْدِهَا
وَتَتِيــهُ…
أَهْوَ السَّيِّدُ الْغِيَابُ
صَارَ سَيِّداً عَلَيْهَا ؟

+ + +
مُفْتَرَقٌ فَادِحٌ
اَلدُّرُوبُ فَقْدٌ
اَلْخَفْقُ فَقْدٌ
اَلرَّائِحُونَ الْغَادُونَ
فَقْدٌ
اَلْأَحْوَالُ الْمُحَالُ السُّؤَالُ
فَقْدٌ
اَلِانْتِظَارُ فَقْدٌ
خَاتَمُهَا الْعَاشِقُ الْمَعْشُوقُ
فَقْدٌ…
+ + +

لَطَالَمَا، آسِرَةً،
أَسْلَمَتْ جَنَاحَيْهَا
لِأُبَّهَةِ الْأعَالِي
مَا أَسَرَهَا لَوْنٌ
أَوْ حَجَرٌ
أَوْ شِبَاكْ…
كَيْفَ الْيَوْمَ يَلُفُّهَا
كُلُّ
هَذَا الْبَيـَاضْ
!مَا أَطْوَلَهُ مِنْ بَيـَاضْ

+ + +
فِي ضَبَابِ الْبُخُورِ
وَتَنَهُّدَاتِ الزَّمَنِ
تَشْحَذُ بَصِيرَتَهَا
لِلْآتِي
تُمْلِي عَلَى الْمَعْرِفَةِ ثَوْبَهَا
وَتَمْضِي
شَجَرُ آخِرِ الْمَمْشَى الْعَالِي
يَعْرِفُهَا
وَقُبَّعَاتُ الْأَيَّامِ تَتْرَى
تَنْحَنِي لِإِزْهَارِ خُطَاهَا
اَلْمَجْدُ لَكِ سَيِّدَةَ الْوَقْت

+ + +

بِهِمَّةِ الْفَارِسِ الْكَرِيمِ
مُتَأَهِّباً لِنِدٍّ شَهْمٍ حَلِيمٍ
تَذْهَبُ شَامِخَةً
إِلَى مَوْتِهَا الْمُشْتَهَى
لَمْ تَهَبْ يَوْماً وَحْدَتَهَا
وَلَا الْمَوْتَ
بَلْ تَعَدَّدَتْ فِيهِمَا
وَعَلَتْ
كُلَّمَا غَاصَتْ أَعْمَقَ
أَحَسَّتْ أَنَّهَا أَكْثَرُ عُلُوّاً
وَشُفُوفاً

+ + +
مَا أَقْسَى أَنْ يَقْضِمَ مِنْهَا الْوَطَنُ
كُلَّ يَوْمٍ
قِطْعَةَ هَوَاءْ
أَلِهَذَا تُهَاجِرُ مَعَ النُّجُومِ الْأَخِيرَةِ ؟
وَمِثْلَ غَابَةٍ هَوَتْ لِلتَّوِّ
تَنَامُ وحيدة قَرِيرَةً
عَلَى عُشْبِ الذَّاكِرَةْ
تُصْغِي لِنَايِ أَعْمَاقِهَا
وَتَسْتَسْلِمُ بِكُلِّ الْعُنْفُوَانِ
لِحُنُوِّ الْبَيَـاضِ
هَذَا الْبَيَــاضِ
وَتَـغِــيــــبُ…
أبوظبي في : 22/08/2017


الكاتب : شعر: وفاء العمراني

  

بتاريخ : 20/10/2017