عمي مساهل في زقاق «مسدود»!

بديعة الراضي

حدثني صديقي المغاربي عشية إلقاء جلالة الملك محمد السادس خطاب افتتاح الدورة التشريعية الثانية من الولاية الحالية للبرلمان ، وإعلان جلالته، عن حقيبة وزارية للشؤون الإفريقي، أن عبد القادر مساهل وزير خارجية الجزائر، سيصاب هذه الليلة بالجنون، بعدما ارتفع ضغطه قبل شهور إبان عودة المغرب إلى كرسيه الطبيعي بالاتحاد الإفريقي.
وأضاف صديقي المغاربي المعروف بتنكيته على التصرفات البهلوانية لمساهل، الذي شارف عمره على تخطي السن السبعين،أن هذا الأخير يعتبر نفسه وزيرا على شمال إفريقيا بتعيين من كافة الرؤساء والملوك، ولربما يعتقد أن فتح الحدود من إغلاقها مع المغرب رهين بتسليم المفاتيح من الرباط إلى القاهرة عبر طرابلس الجريحة، التي كان مساهل يخطب فقط ودها ، ذهابا وإيابا إلى سرت المنكوبة، متحملا انتظار الموعد مع الزعيم، منسيا في الفندق الكبير، وإن طلع حظه ،في أحد انتظاراته، الدالة جدا ، يكون نصيبه غرفة في «المهاري» حيث يداوم على أكل «المبكبكة» التي جمدت دماغه وأطلقت بطنه للهواء.
ويبدو أن صديقي المغاربي محقا فعلا ، وأنا أطلع على تصريحات وزير الخارجية الجزائري السيد عبد القادر مساهل،الذي فاض لسانه، على هامش الجامعة الصيفية لمنتدى المؤسسات الجزائرية، نهاية الأسبوع المنصرم ، ردا على سؤال يتعلق بالحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب، والذي بدا فيه الوزير خارج السياق الدولي ، المصحوب بكل المتغيرات التي تخص، ملف الهجرة غير الشرعية والإرهاب، والأمن ،والاتجار بالمخدرات، وهي الملفات التي يرفع السقف اليوم للتنسيق فيها ،إقليميا ودوليا.
لكن يبدو أن عمي مساهل يعتقد أنه في علبة في الهواء خارج المكان والزمان، يحكمها وحده، في غياب الرئيس شافاه الله، بمفاتيح إفريقية من بوابة الخارجية هذه المرة، بعدما تحولت «المبكبكة»، في رأيه، إلى ملء صحون بفضاءات مغلقة، وتبعثها تونس في انشغالات داخلية، ومصر إلى مبعدة من الملف ،ولهذا فإن موريتانيا، كما يقول : «هي الجارة الوحيدة التي لا يربطها بالجزائر مركز حدودي»، وسيتم «لأول مرة فتح مركز حدودي على مستوى منطقة تندوف وذلك في سبيل ولوج السوق الموريتانية والسنغالية وكذا إفريقيا الغربية».
وبهذا يكون عمي مساهل قد ركب جواده انطلاقا من «زقاق الحشاشين»، لمواجهة الرباط التي تعدت على بند أساسي، في حلمه القاضي بالاحتفاظ بحقيبة الشؤون الافريقية في المهمة المغاربية، وهي بذلك-أي الرباط- تستحق الرمي» بسكود»، الناتج عن «سكرة» حقيقية، أصابت دماغ عمي مساهل ، والتي لا يمكن الوصول إلى «نشوتها العالية جدا» إلا بتناول حشيش المغرب المهرب عبر الخطوط المغربية إلى دول إفريقية.
تلك الخطوط المغربية ، التي فضلت قبل الذهاب إلى أديس أبابا ، ثم روندا ، أن تحط فوق سطح فيلا محاذية لقصر المرادية لإنزال هدية الرباط بشكل «سري للغاية «، لأن الكمية المخصصة لا تكفي إلا لسكرة واحدة هذه المرة ، مع رسالة مختومة من «وزارة الظل في تدبير شؤون المساهلية» ، يتعهد وزيرها، بأن كميات أخرى ستصل في الموعد المحدد ضمن مخطط استراتيجي جدا ، وهادف إلى علاقة قوية ومدبرة لكافة البنود التي تربط وزارته مع «زقاق الحشاشين». كما أن بنودا أخرى تدرس، والمتعلقة بالأزقة المنتشرة في إفريقيا، كفروع تعمل على تبييض أموال المخدرات والحشيش ، مع التفكير في نقل «فرع المبكبكة» من طرابلس إلى الجزائر، كي يظل تحت إدارة فعلية لعمي مساهل، الذي سيستعين بالتأكيد، في ذلك، مع كافة أعضاء زقاق الحشاشين، طالبي اللجوء الى هذا الزقاق انطلاقا من قصر المرادية، حرصا على عدم اصطدامهم بباقي المهجرين إلى تيندوف ، والذين بإمكانهم الاستفادة من الحشيش المغربي عبر الفروع التي ستسلم لهم عناوينها فور خروجهم من جسر تيندوف صوب السوق الموريتانية والسنغالية وكذا إفريقيا الغربية.
ويتعهد بند آخر تعمل الرباط على تكثيف جهودها الإفريقية من أجل خلق إجماع عليه، أن يكون عمي مساهل المنسق الإفريقي لكافة أزقة الحشاشين من شمال إفريقيا إلى جنوبها.
وستعمل الرباط على تمويل الدعاية الخاصة بضم أوروبا إلى إفريقيا ،في منصب مستقبلي إفريقي أوروبي. وترتكزهذه الدعاية -التي وافق الشعب المغربي على دفع مصاريفها باكتتاب عاجل ، قررت شخصيا أن أبيع «حماري» من أجل توفير دريهماته- كون عمي مساهل مثالا يحتذى به في الاستثمار، في حشيش الأزقة الإفريقية ،وفي تبييض أمواله عبر الفروع الإفريقية ، التي من شأنها أن تخلق نظيرتها في أوروبا، وأن قادة أفارقة يعترفون بذلك.
وسنعمل في هذه الدعاية الممولة من شعبنا بمختلف أوضاعه المعيشية، على جلب كاميرات من العالم، لتلقي الأضواء على هؤلاء القادة، وهم يقرون بقدرات عمي مساهل على ركوب الصعاب،بعدما عملت «المبكبكة» على صلب طوله، وتمتين قدراته، على تفعيل البند الخاص بأزقة الحشاشين في الشؤون الإفريقية.
وبناء عليه، ستعمل وزارة الخارجية الجزائرية، على وضع هذا البند ضمن أهم أولوياتها الدبلوماسية الاقتصادية، بالتعاون مع الخطوط الملكية المغربية ، وسيكون الأمر موضوع توقيع برتكول على حدود «جوج بغال»، بعد مراجعة المنظومة القانونية الخاصة بالاستثمار في أزقة الحشاشين بإفريقيا ، لضمان مصالح الشركات الإفريقية ،أثناء إبرامها للاتفاقيات مع الأجانب، وخاصة الشريرة أوروبا.
عاش عمي مساهل منتصرا للحشاشين في إفريقيا ضد كل الحشاشين في العالم، ورحم الله مقدمي صحون المبكبكة في ممرات قاعة واكدوكو ببنو إعلاني سرت المنكوبة .

الكاتب : بديعة الراضي - بتاريخ : 23/10/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *