وزير خارجية غينيا بيساو يدعو إلى الوقوف إجلالا لسياسة الملك محمد السادس في القارة

بنعتيق  ينجح في إرباك البوليساريو  برواندا، والجزائر تدافع عن احتلال الكيان الوهمي، لكرسي الهجرة واللجوء بالاتحاد الإفريقي

 

استطاع الوفد المغربي الذي ترأسه عبد الكريم بنعتيق الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، والذي شارك الجمعة 20 أكتوبر 2017 في أشغال الدورة العادية الثانية للجنة التقنية المتخصصة في الهجرة واللجوء والأشخاص النازحين للاتحاد الأفريقي المنعقدة برواندا ، إدخال جل مقترحات وتحفظات المغرب على مشروع النص القانوني المتعلق بحرية تنقل الأشخاص وحق الإقامة والاستقرار ،أخذا بعين الاعتبار الموقف الجيوسياسي للمغرب، مما جعل الجزائر ووفد «البوليساريو»، في وضع مربك، بعدما ظلت البوليساريو، ولمدة ثلاثين سنة ملتصقة بمنصب مهمة اللجوء في الاتحاد الافريقي.
وقالت مصادرنا أن ممثل الكيان الوهمي ،الذي كان يرأس اللجنة المختصة بقضايا الهجرة واللجوء والنزوح قبل رجوع المغرب للاتحاد الأفريقي، حاول بواسطة أساليبه المعهودة الرجوع إلى هذه اللجنة عن طريق بوابة منصب مقرر اللجنة، وقد تصدى الوفد المغربي بحزم وصلابة لكل مناوراته . ودافع الوفد المغربي عن التناوب بين أعضاء الاتحاد الافريقي المنتمين لمنطقة شمال افريقيا على هذا المنصب الذي لا ينبغي أن يظل حكرا على البوليساريو.
وأضافت نفس المصادر أن معركة الوفد المغربي أثمرت إدخال جل مقترحاتها وتحفظاتها على مشروع النص القانوني المتعلق بحرية تنقل الأشخاص وحق الإقامة والاستقرار،أخذا بعين الاعتبار الموقف الجيوسياسي للمغرب، مما جعل وفد المرتزقة يحس بارتباك بعدما كان حاضرا بقوة في هذا المنصب لثلاثة عقود خلت .
ومع غياب توافق بين الوزراء المشاركين في هذه الدورة ، رفع الأمر للجنة الوزارية التنفيذية بأديس أبابا للبت فيه، وهو في حد ذاته أول الانتصارات للمغرب بعدما أتاح قبلا الكرسي الفارغ للمغرب في الاتحاد الافريقي ، للجزائر أن تموقع صنيعتها أينما أرادت . وحضرت هذه الأخيرة اللقاء بوزير العدل الجزائري الذي بدأ غير قادر على تثبيت البوليساريو، في مقعد احتلته لسنوات .
ومما ينبغي الإشارة إليه، أنه في الوقت الذي تلجأ فيه الجزائر في كافة واجهاتها إلى محاولاتها لمضايقة المغرب، بتفكير مشدود إلى «حرب الرمال»، يعمل المغرب على جعل ارتفاع وتيرة الهجرة في إفريقيا فرصة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالقارة.
و يذكر أن عبد الكريم بنعتيق كان مصحوبا في هذا اللقاء بسفير المغرب بجمهورية رواندا يوسف العماني وممثلي القطاعات الحكومية المعنية.
ولم يتسن للوزير المكلف بشؤون الهجرة بنعتيق حضور الذكرى الرابعة للسياسة الوطنية للهجرة واللجوء، التي نظمها الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة الخميس 19 أكتوبر 2017 بالصخيرات ، لتزامن هذا الاحتفاء مع اجتماع رواندا ، وعوض بنعتيق وزير العدل محمد أوجار الذي أكد أن سياسة المغرب في مجال الهجرة، تكريس لعمقه الإفريقي، مشيرا إلى أن المملكة المغربية مرتبطة بشكل عميق بمستقبل القارة، مؤكدا أن الشعب المغربي يتشبث دائما بقيم الانفتاح و الاعتدال و التسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات و الحضارات الإنسانية جمعاء.
و أوضح أوجار أن المغرب سيحتضن خلال الفترة ما بين 5 إلى 7 دجنبر 2018، الدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي للهجرة و التنمية، والذي سيقام بمدينة مراكش، كما أشار إلى أن المغرب أطلق سياسته في مجال الهجرة، و التي تندرج ضمن الإطار الأوسع لجهود المجتمع الدولي الرامية، إلى إرساء حكامة عالمية في هذا المجال، و ذلك بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي جانب متعلق بفاعلية المغرب في قطاع الهجرة واللجوء ، و أمام الحضور الدولي الوازن بالمركز الدولي للندوات بالصخيرات، هنأ المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة وليام لاسي سوينغ، في كلمته المغرب على سياسته الجديدة في مجال الهجرة،وأكد المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، عزم المنظمة تطوير تعاونها ومساعدتها للمغرب الذي يشكل مخططه الجديد في الهجرة، والذي أطلق الملك محمد السادس، نموذجا يحتذى به اقليميا وقاريا ، وأشاد المسؤول الدولي بسياسة المغرب جنوب- جنوب التي تربط المغرب بالبلدان الأصلية للهجرة، والتي أظهرت أساليب مبتكرة في التعاون الإقليمي والقاري ، ومن شأن ذلك تدبير تمظهرات الهجرة اللجوء، مؤكدا أن سياسة التعامل مع المهاجر كمنتج يساهم في اقتصاد بلد اللجوء كفيل بتغيير السياسات صوب نظرية بديلة في التعامل مع الموضوع، وأن السياسة المغربية في مجال الهجرة تعكس إرادة حقيقية في إدماج المهاجرين في احترام لحقوق الإنسان، مؤكدا على دعم المنظمة للحكومة وللفاعلين غير الحكوميين في إدراج بعد الهجرة في قطاعات حيوية مثل الصحة والتنمية المحلية، كما أكد أن المغرب يشكل نموذجا على رهانات الهجرة المتعددة الأوجه، ومحورا إقليميا وقاريا في قيادة مسعى تحقيق تغيير إيجابي .
وفي كلمته، دعا وزير الخارجية والتعاون الدولي والجاليات بجمهورية غينيا بيساو، جورج مالو الحضور، للوقوف والتصفيق للملك محمد السادس، الذي أطلق مشاريع هامة نحو افريقيا . وقال الوزير الغيني في مداخلة له إن المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أثمرت نتائج إيجابية في معالجة قضايا الهجرة بالمملكة المغربية، وباتت تشكل نموذجا يحتذى للدول الأخرى، مشيرا إلى العلاقة القوية بين غنيا بيساو والمغرب ،والمتوجهة إلى بناء مستقبل انطاقا من دعم جوهره، التكوين في مجالي التعليم وتكوين الأطر وبناء عقول منتجة على مستوى القارة الافريقية عامة وغنيا بيساو خاصة . ومن جهته، أشاد إمانويل إلونغا كاسونغو، الوزير المنتدب المكلف بالجالية الكونغولية بالخارج، بالسياسة «الإنسانية والمحمودة» التي اعتمدها جلالة الملك محمد السادس في مجال الهجرة.
وفي هذا الصدد، تعزز الحضور الموريتاني في هذا اللقاء برئاسة خديجة امبارك فال، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالشؤون المغاربية والإفريقية وبالموريتانيين في الخارج، ، التي نوهت بسياسة الهجرة التي اعتمدها المغرب لتسوية وضعية المهاجرين غير القانونيين، مؤكدة رغبة بلادها في الشراكة على المستوى المغاربي والإفريقي لمواجهة كافة التحديات. ويشكل حضور الوزيرة على رأس الوفد الموريتاني ، لهذا اللقاء الاحتفائي بالذكرى الرابعة للسياسة الوطنية للهجرة واللجوء نقلة نوعية في العلاقات المغربية الموريتانية بعد فتور أصابها في الشهور الأخيرة.
وفي سلسلة المداخلات، اعتبر إدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن إطلاق المرحلة الثانية من عملية التسوية الإدارية الاستثنائية للأجانب، تأكيد للداخل والخارج وللفاعلين الحكوميين والمدنيين والمجتمع المدني وللمهاجرين أنفسهم، على أن اعتماد المغرب لسياسة جديدة في مجال الهجرة، «اختيار استراتيجي وليس مبادرة مرحلية».
وأبرز رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن سياسة المغرب في مجال الهجرة واللجوء، تستند إلى إرادة ملكية في إطار رؤية استباقية تتجاوز المتخيل المشترك الذي يتصور أن التنظيم والتدبير محليا ووطنيا ودوليا لقضايا الهجرة موكول فقط للغرب والشمال. مشددا على أن التحديات المطروحة لإيجاد المداخل الأساسية للإشكالات الكبرى في مجال الهجرة واللجوء ،تتطلب تفكيرا جماعيا لتعزيز الانخراط في الديناميات القارية والدولية في مجال الهجرة من خلال تعزيز دور المملكة كنقطة ارتكاز إفريقية مكلفة بالهجرة من خلال إعداد «أجندة إفريقية» حول الهجرة قبل انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي المقبلة.
وشكل الاحتفاء بالذكرى الرابعة للسياسة الوطنية للهجرة واللجوء، مناسبة لتقديم نتائج المشاورات الوطنية المتعلقة بمساهمة المغرب في الميثاق العالمي لهجرات آمنة، منظمة ومنتظمة، والتي تم تنظيمها خلال الفترة ما بين 26 و 29 شتنبر 2017. وستعقب هذه الجلسة مائدة مستديرة تضم مسؤولين حكوميين وممثلي المجتمع المدني والمنظمات الدولية، وعرض التقدم في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، عبر تقديم تقرير 2017 حول حصيلتها، وتنظيم مائدة مستديرة مع مسؤولين عموميين وممثلي المنظمات الدولية. وقالت أرضية أنجزتها الوزارة المكلفة، إن التقرير السنوي حول السياسة الوطنية للهجرة واللجوء لعام 2017 اعتمد النهج التشاركي، فقد تمت استشارة جميع الشركاء المعنيين من سلطات عمومية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، بشأن مداخلاتهم، والتقدم المحرز والصعوبات والتوصيات. ويعكس تقرير عام 2017 نتائج هذه المشاورات بين مختلف الفرقاء، وان الاحتفال بالذكرى الرابعة للسياسة الوطنية للهجرة واللجوء، هو حدث رئيس لعرض نتائج المشاورات الوطنية بشأن الميثاق العالمي للهجرة، وتسليط الضوء على الإنجازات الرئيسية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء خلال الفترة 2016-2017 ومناقشة التحديات والأجوبة عن القضايا التي يشكلها واقع حركات الهجرة.
يحدث هذا في المغرب، في الوقت الذي يتوجه فيه وزير الخارجية الجزائري إلى أساليب صبيانية، أطلقت العنان للسانه في اتهام المغرب بتبييض أموال المخدرات بأفريقيا، الشيء الذي لن يزيد إلا توترا وتعقيدا في العلاقات المغربية الجزائرية.


الكاتب : بديعة الراضي

  

بتاريخ : 23/10/2017