بالمياشر … الفينال

عزيز بلبودالي

لم أستوعب كيف فكر مسؤولو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف في تحديد يوم غد السبت لإجراء الشوط الأول من المباراة النهائية لكأس عصبة الأبطال؟ وعلى أي منطق رياضي وغيره من كل أنواع المنطق، استندوا كي يختاروا موعدا لمباراة هامة جدا بقيمة نهاية عصبة الأبطال، ولم يمر سوى أسبوع واحد فقط على خوض المتباريان الوداد والأهلي لمباراة نصف النهاية؟

ألم يكن من الأفضل والأحسن والمنطقي أن يحدد موعد آخر بعد أسبوعين،على الأقل، لإجراء مباراة النهاية، أولا لإتاحة الفرصة والوقت الكافي للفريقين معا للتحضير والاستعداد، وثانيا، حتى تمنح لهما ولجماهيرهما مساحة أكبر لتنفس هواء التأهل لمباراة النهاية والتحضير بعد ذلك للسفر ومرافقة الفريق في رحلة ذهاب المباراة النهائية؟
ألا يعلم صناع القرار في الكاف، أن السفر من المغرب لمصر، ومن مصر للمغرب، يتطلب ويفرض تدابير عديدة لا تكفي أيام أسبوع واحد لتغطيتها واتخاذها؟ ألا يفرض، مثلا وفي هذا الإطار، البلدان معا تأشيرة الدخول لترابيهما مع ما يتطلب ذلك من إجراءات ورسوم ووقت وتنقل وانتظار الموافقة على ملف طلب التأشيرة أورفضها؟ هل يكفي أسبوع بل وأقل من أسبوع، إذا احتسبنا أن قرار تحديد يوم غد السبت لإجراء مباراة النهاية لم يتخذ إلا يوم الاثنين الماضي، في التهييئ وفي التحضير للسفر، بما يتطلب ذلك من تقديم طلب الترخيص للمشغل وانتظار الحصول على الموافقة، ثم حجز تذكرة السفر وتغيير العملة وكل ما يرتبط عادة بإجراءات السفر؟
وهل يكفي أقل من أسبوع لطرح تذاكر ولوج الملعب للبيع، في مصر، وفي المغرب أيضا، إذ من المؤكد أن عددا كبيرا من جمهور الوداد يرغب في التنقل لأرض الكنانة من أجل متابعة الفريق الأحمر وتشجيعه ؟
نعلم أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف»، يرغب في التخلص من أي التزامات تشتت تركيزه على الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها حدثان في غاية الأهمية، ويتعلق الأمر بآخر شوط في تصفيات المنتخبات الإفريقية لكأس العالم 2018، وتليها مباشرة نهائيات منتخبات اللاعبين المحليين «الشان» التي سينظمها المغرب، لكن كان بالإمكان منح الفرصة لطرفي مباراتي النهاية في التحضير الجيد، فليس كل سنة يتأهلان فيها لمثل هذا الموعد الهام والهام جدا.
ونعلم أيضا، أن الوداد، وهو يدرك ما فرضه عليه اختيار يوم غد السبت لإجراء مباراة النهاية بعد أسبوع واحد فقط على خوضه نصف النهاية، حاول تجاوز ما خلفته تلك البرمجة، وهو يختار تقسيم تحضيراته للأسبوع الذي يسبق موعد المباراة إلى جزأين، الأول خاض خلاله تداريبه بالمغرب، واختار الجزء الثاني هناك في مصر حيث يخوض استعداداته الأخيرة بعد أن قرر تأجير طائرة خاصة لتسهيل تنقله من المغرب إلى مصر.
الجميل في جمهور الوداد، أنه يظل مستعدا ومهيئا لتجاوز كل الصعاب من أجل الحضور مع فريقه، لم ينتظر لكي ينطلق في ترتيب أمور السفر إلى مصر، إذ سارع منذ الإعلان عن موعد المباراة، إلى اتخاذ كل التدابير، وأولها تقديم طلب الحصول على التأشيرة. في هذا الجانب، وحسب مصادر قريبة من سفارة مصر بالرباط، بلغ عدد الذين حصلوا على التأشيرة ما بين يومي الاثنين والثلاثاء، أزيد من 400 مشجع ودادي. والعدد طبعا سيكون عرف ارتفاعا بمسافة كبيرة في أيام الأسبوع الأخرى لدرجة أن صديقا علق على الأمر بطرافة حين قال إن سفارة مصر أكبر مستفيد من مباراة النهاية بين الوداد والأهلي، علما أن رسوم الحصول على الفيزا المصرية يناهز 420 درهما للتأشيرة الواحدة.
في ملعب برج العرب بالإسكندرية، من المرتقب أن يكون الأهلي مساندا بحضور 60 ألف مشجع ومناصر. من حق الجمهور المصري وتحديدا الأهلاوي أن يحضر بكثافة وبكل هذا العدد الكبير، ومن حق الجمهور المغربي، والوداد بشكل خاص ،أن يحضر بدوره بالعدد الذي ستساعده ظروفه على الحضور هناك بالإسكندرية، ومن حقنا، ومن متمنياتنا أن تمر المباراة في أجواء جميلة جمال الشعبين المغربي والمصري، وأن تمر في ظروف لن نقول هادئة، ولكن نتمناها أجواء سليمة، فالرياضة تجمع ولا تفرق، والمغرب ومصر شقيقان تجمعا منذ أزمنة طويلة على الود وحسن العلاقات.
نتمنى الفوز للوداد، من حقنا، كما نتمنى أن تكون مباراة الغد مناسبة من أجل تطوير وتوطيد علاقات المغاربة والمصريين في ما بينهم.
نتمنى أيضا أن يكون « الفينال» أو المباراة النهائية غدا في الإسكندرية، أو بعد أسبوع في الدارالبيضاء، فرصة نرسل من خلالها صورة بلدين متحضرين ومتشبعين بقيم الرياضة النبيلة.

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 27/10/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *