ٍٍموضوع إنشاء فلسفي

إذا كان كل ما هو جوهري وكل ما هو مطلق، يشهد بأن كل شيء في تغيرٍ دائم،وفي صيرورة دائمة، فما السبيل إلى أن أملكَ ، أنا المغربي العربي المسلمَ، وعياُ بالتاريخ، ومن ثمَّ فكراً تاريخياً، بينا أعيش في ظلّ نظام كامل مغلق سوسيوثقافي مكتفٍ بثبوت رؤاه الإيديولوجية ، وأرصدته المعرفية التيولوجية خاصة، المشمولة ببنية مدينة تحكمها قوانين الموافقة والخضوع، للسائد واعتبار كل خروج عليه ردة لاتحتاج إلا لشهادة السماع للحكم عليه بالقتل كما هو معروف في المتون الفقهية الكبرى ،فكل أنظمة المجتمع الذي نعيش فيه تنفي الاعتراف بالتغير، بله الدعوة إلى التغيير ، فكل ما حولنا ، مع استثناء أصوات تأتي من المهاجر ، يلغي إرادة مجتمع الداخل ، والاعتراف بصيرورة البحث، بالاعتماد على غير علوم الفقه التي تكَرِّس الواقع، وتحذر من إثارة أية أسئلة ( عن أشياء إن تبدَ لكم تسؤكم) حتى لا نكتشف العالم في صوره التي تمكننا من معرفته المادية ، بما يسهم في إمكان سيطرة الإنسان على الطبيعة، في أفق تحسين ظروف عيشه ، بنقل ما نراه يتحقق لدى الإنسان المتقدم في كل مكان حصل فيه تقدُّمٌ في الحضارة.

فما هي الإمكانات التي يفتحها أمامي فقْهٌ يربط الإبداع بالشيطان، فيحذر منه، ومن إعمال الفكربما أثبت عندنا بالملموس تخلُّفاً فكريّاً تعاني منه فئات واسعة من متعلمينا، دون أن تدرك مما تعانيه من ضعف ذهني ، بل أصبح كل توصيف لأحوالها الذهنية كشفاً لحالة انحطاط سائد بينها راسخ فيها، متمكن منها، فيكون من يفعل ذلك ، مثل من يقدم صورة بشعة لأهله، وهو يعيش بينهم، مما يجعله يحس بغير قليل من الخجل، حتى وأنا أصم نفسي بذلك في من أصمُهم به؟
كيف يكون وعيي بالتراث، بكل تجلياته الظتهرة والخفية، وعياً تاريخياً؟
وكيف أصل إلى إدراك كامل لتخلف مجتمعِي تاريخياُ بما ينفع هذا المجتمع ، دون أن أبدو مع ذلك، كأنني أضع نفسي خارجه،، فلا يكون في ما أقوم به، من نقد ذاتي، ما يؤذيه ، أو ما يُمَكِّنُ أعداء تطورمجتمعي، من مهاجمتي وهم يبدون له أنني من أعدائه،إذا رأى في ما أصوره به ما لا يرضيه؟


الكاتب : أحمد بنميمون

  

بتاريخ : 27/10/2017