عموتة يكتب التاريخ

 

بعد الهزيمة في الدورة الأولى من الدوري الاحترافي، أمام الفتح الرباطي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وأيضا الخروج من مسابقة كأس العرش عقب التعثر أمام نهضة بركان، ارتفعت أصوات داخل الوداد البيضاوي مطالبة بالتخلي عن المدرب الحسين عموتة، والبحث عن مدرب بديل قادر على تحقيق أحلام الفريق الأحمر، خاصة وأنه مقبل على مباريات حارقة في دوري أبطال إفريقيا، ليبدأ الحديث عن دخول الرئيس سعيد الناصري في مفاوضات مع بعض الأسماء لخلافة ابن الخميسات، الذي وجد نفسه أمام مدفع الانتقادات.
وأمام هذا الضغط النفسي الكبير الذي مورس على الفريق الأحمر، حرص عموتة على إبعاد لاعبيه عن هذه الأجواء الضاغطة، والتركيز على تحضير أبنائه في هدوء تام، بعيدا عن الضجيج الإعلامي، الأمر الذي كان له تأثير جد إيجابي على أصدقاء أشرف بنشرقي.
وبإصرار وتحد كبيرين، رد الحسين عموتة على كافة منتقديه، وبدد كل المخاوف التي سكنت أفئدة الوداديين، خاصة بعد التأهل الصعب على صن داونز الجنوب إفريقي، حيث احتاج رفاق النقاش إلى الضربات الترجيحية لحجز بطاقة العبور.
وقدمت المجموعة الودادية أداء تكتيكيا رفيعا في لقائي نصف النهائي، حيث كسبت تأشيرة التأهل في لقاء مغاربي جد حارق أمام اتحاد العاصمة، لتجد في انتظارها خلال اللقاء النهائي الأهلي المصري، الذي كان يبحث عن لقبه التاسع في هذه المسابقة، وفعلا لقن عموتة نظيره المصري حسام البدري درسا في الانضباط التكتيكي، حيث أحبط كافة محاولاته، وامتص حماس لاعبيه، ليخرج متوجا باللقب القاري.
يستحق عموتة، الهادئ الطباع، هذا التتويج، ويحق له أن يفخر بنفسه وبلاعبيه، الذين قدموا كرة قدم جماعية، وأهدوا الوداد لقبا ظل يطارده منذ سنة 1992، حيث كان اللقب الوحيد رفقة جيل فخر الدين وحسن بنعبيشة ويوسف فرتوت، وغيرهم من الأسماء التي صنعت مجد الحمراء.
يحق لهذا المدرب، ذي 48 ربيعا، أن يكون أول إطار وطني مغربي يتوج بهذا اللقب القاري، بعدما حققته الكرة المغربية في خمس مناسبات رفقة مدربين أجانب، ويحق له أن يفخر بنفسه كأحد المدربين القلائل الذين جمعوا بين لقبين قاريين، إذ انضم إلى المصري محمود الجوهري والتونسي فوزي البنزرتي، بعدما سبق له أن قاد الفتح إلى لقب كأس الاتحاد الإفريقي سنة 2010، قبل أن يتحول إلى دوري النجوم، حيث صنع أفراح السد القطري.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 06/11/2017