حرب المكاسب من الضربة الأمريكية لسوريا بين بوتين وترامب

دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الضربة الأمريكية التي قام بها الجيش الأمريكي في سوريا، بعد  الانتقادات التي وجهها أعضاء الكونغرس الأمريكي وبعض المحللين العسكريين حول جدوى الضربة الجوية على قاعدة الشعيرات بريف حمص، والتي لم تجهز على المدارج رغم قصفها بـ59 صاروخ من طراز توماهوك واسع التأثير.
وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها « إن مسئولين في إدارة ترامب أكدوا أن المطار المستهدف خرج عن العمل بعد استهداف محطات التزود بالوقود وحظائر الطائرات وبعض الطائرات، لكن النظام السوري استخدم القاعدة مجددا لضرب المدنيين في أقل من 48 ساعة على ضربها ما يشكك في جدوى الضربة.
ودفعت الانتقادات ترامب للرد عبر تويتر حيث قال مغردا: «السبب الذي جعلك لا تصل إلى المدارج عموما هو أنها سهلة وغير مكلفة لإصلاحها بسرعة».

 

مخاطر كبيرة

وأشارت الصحيفة أن البيت الأبيض «يكافح» لشرح النتائج الإيجابية للهجوم، «خاصة أنه جاء بعد أربع سنوات من اختيار الرئيس السابق باراك أوباما عدم ضرب الأسد من جانب واحد، رغم استخدامه سابقا لهجمات مماثلة بالأسلحة  الكيميائية».
وقال مساعدو ترامب إنهم لا يستبعدوا بشكل قاطع الضربات المستقبلية ضد قوات الأسد، لكنهم حذروا من أن قرار الرئيس (ضرب النظام السوري) لا يشير إلى زيادة انتشار القوات الأمريكية على الأرض.
ووجه ترامب رسالة السبت إلى الكونغرس قال فيها، إن هدف ضرب سوريا يتمثل في «تحطيم قدرة الجيش السوري على شن المزيد من الهجمات بالأسلحة الكيماوية، وثني النظام السوري عن استخدام أو انتشار تلك الأسلحة، وبالتالي تعزيز الاستقرار في المنطقة، وتجنب تدهور الكارثة الإنسانية الحالية في المنطقة «.
وبحسب الصحيفة فقد اعترف كبار المسؤولين في إدارة ترامب بأن العملية المستهدفة لم تقض على قدرة الأسد في شن هجمات كيميائية جديدة، وأشارت أن محللين في السياسة الخارجية قالوا، إن إصدار أمر بضربة عسكرية قبل وضع استراتيجية للتعامل مع الأوضاع في سوريا؛ يحمل مخاطر كبيرة على البيت الأبيض.
ولم يطلب البيت الأبيض من الكونجرس الإذن بالضربة على سوريا، ولم يقدم أي تفسير عام حتى بعد انتهاء المهمة.
وأدى ذلك إلى ردود فعل داخلية في الولايات المتحدة، حيث انتقد أعضاء من الحزب الجمهوري بالإضافة للعديد من الديمقراطيين، ترامب لتصرفه على نحو متهور و»خيانة» معارضته السابقة للتدخل الأميركي في سوريا.
وتساءلوا عما إذا كانت إدارة ترامب، في مداولاتها السريعة على مدى أقل من ثلاثة أيام، قد نظرت بشكل كامل في كيفية التعامل مع العواقب المجهولة للهجوم الصاروخي.

أولويات الإدارة

وحول مستقبل التعامل ترامب مع سوريا قالت واشنطن بوست، أن الإدارة الأمريكية ستنتهي قريبا من من مراجعة استراتيجية طويلة الأجل لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، كخطوة مقدمة على إزالة نظام الأسد من السلطة.
وقال مسؤول كبير بالإدارة للصحيفة إنه من المتوقع أن يتم تقديم اقتراح متطور بالكامل إلى مكتب ترامب في المستقبل القريب.
وكان وزير الخارجية ريكس تيلرسون قال في مقابلة مع صحيفة «سي بي اس» الإخبارية أن الأولوية تتركز في هزيمة تنظيم الدولة.
وأضاف: «بمجرد أن يتم تخفيض تهديد داعش أو إزالته، أعتقد أننا يمكن أن نوجه اهتمامنا مباشرة إلى استقرار الوضع في سوريا، ونأمل أن نتمكن من منع استمرار الحرب الأهلية وأن نجمع الطرفين على طاولة المفاوضات السياسية».
جدل داخل الكونغرس

لم تقتصر ردود الفعل المستمرة على الضربة الصاروخية الأمريكية على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة لنظام الأسد، على التحليلات والمواقف الخارجية، بل إنها بدأت بأخذ حيز كبير داخل الإدارة الأمريكية ذاتها وكذا داخل الكونغرس الأمريكي.
وغداة الضربة بدا للعيان إصرار برلمانيين أمريكيين على ضرورة أن يحدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجية في النزاع القائم بسوريا، وأن يحصل على موافقة الكونغرس إذا كان يريد شن حرب في سوريا.
وأحيا إطلاق صواريخ عابرة على قاعدة عسكرية في وسط سوريا الجمعة ردا على «هجوم كيميائي» تتهم واشنطن دمشق بتنفيذه، الجدل حول شرعية لجوء الرئيس إلى القوة العسكرية من دون استشارة الكونغرس، وحول صلاحياته العسكرية كقائد للقوات المسلحة، على الرغم من أن غالبية أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديموقراطيين أعلنوا دعمهم لترامب في هذه الضربة.
واعتبر البرلمانيون أن الضربة المحدودة تشكل رسالة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد بأنه لا يمكنه استخدام ترسانته الكيميائية بلا عقاب، على حد قولهم.
لكن أعضاء الكونغرس يؤكدون أن إطلاق 59 صاروخ «توماهوك» لا يشكل استراتيجية ويتوقعون من ترامب أن يحدد أهدافه الاستراتيجية في النزاع السوري.
وهم يطالبون بألا يحذو حذو سلفه باراك أوباما الذي انخرط في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا في العام 2014، بدون أن يحصل على موافقة مسبقة من الكونغرس.
ويرى البرلمانيون أنه، إذا كانت الولايات المتحدة تريد محاربة النظام السوري رسميا، وهو ما لم يفعله باراك أوباما خلال ولايته، فإن ذلك سيشكل مرحلة استراتيجية جديدة تتطلب مشاركة الكونغرس.
وصرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر (جمهوري) الجمعة، قائلا إنه «أمر لا بد منه في حال اتخاذ قرار حول التزام طويل الأمد».

القائد الأعلى للقوات المسلحة

في الماضي، كان الكونغرس يعلن الحرب رسميا بموجب الحق الحصري الذي تمنحه له المادة الثامنة من البند الأول للدستور. لكن المرة الأخيرة التي أعلن فيها الحرب بهذه الصورة كانت في الحرب العالمية الثانية.
عمليا، شن الرؤساء الأمريكيون بقرارات أحادية عمليات عسكرية أو حملات غزو بري عشرات المرات باسم السلطة الدستورية للرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.
بعد حرب فيتنام، تبنى الكونغرس «قرار سلطات الحرب» (وور باورز ريزوليوشن) لإجبار الرئيس على الحصول على موافقة برلمانية قبل أي تدخل في «أعمال عدائية» يمكن أن يطول أمدها أكثر من 60 يوما.
الا أن عددا من الرؤساء تجاهلوا هذا القانون، ومن بينهم بيل كلينتون (البوسنة والهرسك في 1995 وكوسوفو في 1999) وأوباما (ليبيا في 2011).
أما جورج بوش فحصل على تفويضين كبيرين بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لغزو أفغانستان في ذلك العام ولغزو العراق في 2002.
ويشكل هذان القراران الأساس القانوني للعمليات العسكرية في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة.
في العام 2015، تقدم أوباما بمشروع قرار لإضفاء طابع رسمي على الحرب ضد الجهاديين، لكن الكونغرس ذي الغالبية الجمهورية لم يصوت عليه.
بعد ضربة الخميس، دعا الأعضاء الديمقراطيون المعارضون للحرب والجمهوريون المؤيدون لتطبيق صارم للدستور، الرئيس الأمريكي إلى الالتزام بالقانون.
وصرح السيناتور الديمقراطي تيم كاين، المرشح السابق لمنصب نائب الرئيس مع هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بأن «رفضه (ترامب) طلب موافقة الكونغرس مخالف للقانون».

بابا للمشاكل

واعتبر الجمهوري جاستن أماش، أنه «عندما نهاجم دولة كسوريا فلا بد من وجود تفويض من الكونغرس ودعم من الشعب الأمريكي».
وكان ترامب انتقد أوباما بشدة في العام 2013 لشنه عمليات عسكرية بدون موافقة الكونغرس.
ويمكن لطلب موافقة الكونغرس أن يفتح بابا للمشاكل بسبب الاختلافات الشاسعة في الرأي داخل كل حزب حول إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد أم لا، وحول إرسال قوات أمريكية على الأرض في سوريا.
ويفضل المسؤولون الجمهوريون تركيز عملهم داخل الكونغرس على مشروع الإصلاحات الطموح الذي يسعون إلى تطبيقه في العام 2017، وقال كوركر إنه ليس هناك أي نقاش مقرر قريبا حول قرار جديد.
وأكد زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الجمعة، أن لا شيء ملحا. واكتفى بالقول: «إذا اعتبر الرئيس أن الحصول على الموافقة سيعزز موقفه، فسأنظر في الموضوع».

إشعال حرب صغيرة

كشفت صحيفة روسية عن السبب الذي يحتاجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإشعال حرب وصفتها بـ»الصغيرة».
وقالت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا»، إن ترامب يرغب بإشعال حرب صغيرة من أجل البقاء في السلطة.
وتابعت بأن «الظروف الداخلية في الولايات المتحدة، والخلافات بين النخبة الأمريكية، كانت وراء القصف الصاروخي الأمريكي لسوريا».
وذكرت الصحيفة أن القصف الأخير يأتي بعد تدني شعبية ترامب نحو الحضيض، و»مشروعات القوانين الداخلية تتهاوى، ومستشاره السابق مايكل فلين على استعداد لتقديم شهادة زور لتشويه سمعة إدارته في العمل لمصلحة الكرملين، لضمان حصانته من الملاحقة القانونية».
واعتبرت الصحيفة أن «صراعا فعليا مع روسيا يرص صفوف النخبة ويوحدها، ويقدم برهانا ساطعا على براءة الرئيس من (القضية الروسية)، ويرفع من مؤشر شعبيته ويحسن علاقاته مع الحلفاء في الشرق الأوسط. وكذلك سيتيح الفرصة لهم لمقارعة إيران على الأرض السورية».
وقالت الصحيفة إن دول أوروبا الشرقية «يصلون لله» من أجل تحقيق هذا السيناريو، لا سيما أوكرانيا «التي كان ترامب يحتفظ بها حتى اللحظة الأخيرة في حقيبة أصوله؛ من أجل صفقة ينوي عرضها على روسيا».
وقالت الصحيفة إنه في حال أدخل ترامب قوات إلى سوريا، وأسكت بعض الأصوات المعارضة، فإن الديمقراطيين القدامى، وهيلاري كلينتون ومناصريها «لن يغمض لهم جفن، قبل أن تجهز بالكامل على ترامب».
وتابعت الصحيفة: «ليس هذا فحسب، بل إنها ستقدم البرهان الساطع إلى المجتمع الأمريكي بأن عملية الانتخاب نفسها لمرشح غير مهيأ – كانت خاطئة».
وذكرت الصحيفة أن أي نزاع جديد بين روسيا والولايات المتحدة «يعني أن ترامب نزل عند رغبة الصقور-الديمقراطيين. ومثل هذا الاستسلام سيلحق ضربة قوية بعنجهية وغرور الملياردير».
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن «ترامب يملك الفرصة لدخول التاريخ وليس التمرغ فيه، كما كان حال الديمقراطيين، الذين كانوا يشنون حروبا دموية عندما كانوا يحكمون أمريكا».

ما يأمله بوتين بعد ضربة ترامب

تدعي الدبلوماسية الروسية أن تدخل موسكو العسكري في سوريا عام 2015 جاء بشكل أساسي لتلافي «التداعيات الهدامة» للربيع العربي.
وقال السفير الروسي في إسرائيل أليكساندر شاين إن الرئيس الروسي بوتين وضع «خطة طريق» لمواجهة الإرهاب في أعقاب التحولات التي شهدتها المنطقة.
وفي مقال نشره اليوم موقع «وللا» الإسرائيلي، ، أوضح شاين أن روسيا ترى في إسرائيل «شريكا» في مواجهة التبعات الناجمة عن التحولات التي شهدتها المنطقة.
وأضاف: «التعاون الثنائي بين موسكو وتل أبيب في مواجهة الإرهاب غير مسبوق»، معتبرا أن التطور الهائل في التعاون بهذا المجال جاء تحديدا بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا.
وشدد شاين على أن روسيا ترى في إسرائيل «شريكا في مواجهة تهديد الإرهاب»، منوها إلى أن القيادتين الروسية والإسرائيلية تعرفان أهمية التعاون بين تل أبيب وموسكو في هذا المضمار.
وشدد شاين على أن هناك توافقا روسيا إسرائيليا على ضرورة التعاون بشكل خاص من أجل «إلحاق الهزيمة بقوى المعارضة السورية الجهادية»، مشيرا إلى أن هناك تفاهما بين الجانبين على ضرورة العمل على قطع إمدادات السلاح عن هذه القوى.
وهاجم شاين الدول الغربية التي لم تحل عند تفجر ثورات الربيع العربي دون سقوط الأنظمة التي «تضمن الاستقرار، ولم تتحرك للحفاظ على الأجهزة الأمنية في بعض الدول العربية ما سمح بتعاظم خطر الإرهابيين الإسلاميين».
وكشف شاين النقاب عن أنه يكتب هذه المقالة من أجل إيضاح «طابع التعاطي الروسي البراغماتي في مواجهة الإرهاب للإسرائيليين بشكل جيد»، مشيرا إلى أنه يدرك مخاوف المواطنين الإسرائيليين من تهديد الإرهاب.
من ناحية ثانية رجحت مصادر إسرائيلية رسمية أن يعزز القصف الأمريكي الذي استهدف القاعدة الجوية التابعة لنظام الأسد بالقرب من حمص مكانة إسرائيل لدى روسيا.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء أمس عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إن بوتين قد يرى في نتنياهو قناة الاتصال المناسبة للتواصل مع إدارة ترامب بهدف تطويق الأزمة بين واشنطن وموسكو في أعقاب العملية الأمريكية.
ونوهت المصادر إلى أن بوتين يعي حجم التأثير الذي يتمتع به نتنياهو على الإدارة الأمريكية الجديدة، وفي أوساط الأغلبية الجمهورية في الكونغرس.
ما يأمله بوتين

نشرت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية تقريرا تطرقت فيه إلى الأسباب الكامنة وراء صمت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إزاء الهجوم الأمريكي الذي طال مطار الشعيرات السوري
وقالت الصحيفة في تقريرها إن الرئيس الروسي لم يكلف نفسه عناء الرد على الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات العسكري الذي يقع في مدينة حمص السورية.
في المقابل، أفاد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي يعتبر أن هذا الهجوم هو بمثابة «عدوان على دولة ذات سيادة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي مبني على حجج واهية». وقد ناقش بوتين حيثيات هذا القصف خلال اجتماع عادي لمجلس الأمن الروسي.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الروسية اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية بالتخطيط لهذا الهجوم قبيل قصف بلدة خان شيخون، وذلك لصرف الأنظار عن الضحايا الذين سقطوا جراء هجمات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة غرب الموصل.
وأكدت الصحيفة أن الخارجية الروسية قررت تعليق العمل باتفاقية تبادل المعلومات لتعزيز الأمن الجوي السوري، والتي كان الهدف منها تلافي الحوادث الجوية داخل الأجواء السورية. أما وزارة الدفاع الروسية، فقد وصفت الهجوم بـ»الدنيء».
والجدير بالذكر أن المدمرات التابعة للبحرية الأمريكية استخدمت خلال القصف حوالي 59 صاروخا، ما أدى إلى تدمير عدد من المستودعات والمقاصف المدرسية، فيما لم يلحق الهجوم أي ضرر بمدارج الطائرات.
وفي هذا السياق، صرح ممثل وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن «كلا من جبهة النصرة وتنظيم الدولة شنا مباشرة بعد الغارة الجوية الأمريكية هجوما على قوات النظام، ونأمل أن لا يكون ذلك جزء من اتفاق جمع هاتين المنظمتين مع الولايات المتحدة الأمريكية».
وبينت الصحيفة أن رد الفعل الروسي يبدو محتشما خاصة، وأن الهجوم الأمريكي لم يمس النظام الروسي فحسب، بل أضر أيضا بالبنية التحتية السورية، علما أن القوات الجوية الروسية تستغل منذ سنة 2015 المطار المستهدف.
وأوضحت الصحيفة أن روسيا لا ترغب في التصعيد نظرا لأنها تهدف إلى كسب تأييد ترامب بشأن موقفها المساند لسوريا. لكن ما حدث في إدلب من مجزرة نسف كل المخططات الروسية من أجل التوصل لتسوية دائمة بشأن الحرب السورية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن موسكو لا تريد الاعتراف بمسؤولية نظام الأسد عن الهجوم الكيميائي الأخير. وعموما، صرح مسؤولون روس أن النظام السوري دمر كل الأسلحة الكيميائية تحت إشراف دولي، وأنه في حالة امتلاكه لأسلحة كيميائية، فإنه لن يستخدمها. وعلى الرغم من دفاع روسيا عن النظام السوري، إلا أنها أعربت عن استعدادها لتقديم تنازلات.

بريطانيا وروسيا

شن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون هجوما عنيفا على الرئاسة الروسية وحمّلها المسؤولية عن كل مدني قتل في سوريا.
وقال فالون بمقالة له في صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية حملت عنوان «يجب على بوتين التخلي عن الأسد والانضمام إلينا لصنع السلام» إن الكرملين الروسي هو المسؤول عن مجزرة خان شيخون بصفته الداعم الرئيس للأسد في هجومه البربري واللاأخلاقي.
وأشار إلى أن روسيا إذا ما رغبت في المستقبل في إخلاء مسؤوليتها من أي ضربات كيماوية مستقبلية ينفذها النظام السوري فإنها بحاجة لتنفيذ التزاماتها وتفكيك ترسانة الأسد الكيماوية والمشاركة الكاملة في حفظ السلام.
ولفت إلى أن الضربة الأمريكية «المبررة والمناسبة» وعلى الرغم من محدوديتها إلا أنها كانت ضرورية ونحن الآن بحاجة لحل طويل الأجل لهذا الصراع يعتمد على ثلاثة شروط.
وقال فالون إن الشرط الأول هو رحيل الأسد لأن شخصا يرمي قنابل ومواد كيماوية لقتل شعبه بكل بساطة لا يمكن أن يكون زعيما لمستقبل سوريا.
وأشار إلى أن الشرط الثاني هو الاتفاق العاجل على تسوية جديدة وانتقال سياسي تفاوضي ينهي الأزمة وحربا أهلية استمرت ست سنوات قتلت وشردت مئات الآلاف.
ودعا فالون في إطار ذلك جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات والحصول على صفقة تؤدي إلى حكومة تمثيلية لا يلعب فيها الأسد أي دور.
أما الشرط الثالث بحسب فالون فهو إبداء الكرملين العزم على إجبار النظام السوري على الحل نظرا لنفوذهه في المنطقة.
وفي الوقت ذاته أشاد فالون بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال إنه استجاب للنداء في أول اختبار له كقائد عام من خلال اللجوء لعمل عسكري دقيق ومحدد ومركز.
ولفت إلى أن إدارة ترامب أرسلت إشارة قوية للنظام السوري بواسطة صواريخ التوماهوك بمهاجمة المطار والمعدات التي يعتقد أنها شاركت في الهجوم الكيماوي وأعطت رسالة للأسد بأن يفكر مرتين قبل استخدام الغاز في المستقبل.
وأشار إلى أن الحكومتين البريطانية والأمريكية كانتا على تواصل مستمر قبل وبعد الغارات وتم إبلاغ رئيس الحكومة البريطانية بالضربة قبل وقوعها.
وأوضح فالون أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس اتصل به وتباحث معه في الخيارات التي يفكر بها الأمريكيون مشيرا إلى أن «ماتيس اتصل لاحقا وأبلغني بقرار ترامب توجيه ضربه وأعطانا تنبيها مسبقا بموعدها في الساعات الأولى من صباح الجمعة».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 11/04/2017