تجارب إنسانية مختلفة في عروض اليوم الثاني من المهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة

 

شرع المهرجان الدولي للسينما و الذاكرة المشتركة منذ عشية أمس الأربعاء 8 نونبر الجاري في برمجة الأفلام السينمائية المشاركة في المسابقة الرسمية لدورته السادسة وغير المشاركة ، بوتيرة عرض خمسة أفلام يومية، اثنان منها وثائقيان واثنان روائيان والأخير فيلم سينمائي يدخل في خانة أفلام بانوراما المهرجان.
في هذا الإطار، عاش رواد المهرجان، وفي فضاء الخيمة السينمائية الجميلة ، التي نصبت على ممشى منتزه بحيرة مارتشيكا، وفي ظروف عرض جد لائقة، مع عروض مدارس سينمائية مختلفة منن أوروبا، أمريكا وآسيا ، على المستوى الإبداع السينمائي بكل تفرعاته ومقارباته الفنية.. ومشاربه الفكرية و الثقافية.. ، وذلك من منطلق» التيمات» التي «عالحتها» هاته الأفلام ، التي كانت بالنسبة للمهرجانين نافذة للإطلالة على وقائع وأحداث متنوعة ، ومعيش يومي مختلف، وأفكار جديدة لها صلة مباشرة بكل ما هو إنساني، حقوقي ، سياسي و اجتماعي..
على هذا المستوى، كانت باكورة هاته العروض وأولها الفيلم الوثائقي الإسباني «lslenos a root of america» للمخرج إدواردو كوبيلو (إنتاج2015) وقد رصد فيه المخرج قصة جالية تنحدر من جزر الكناري، استقرت بشمال أمريكا، واستطاعت، لمدة قرنين ، الحفاظ على هويتها وثقافتها الإسبانية التي ترجع إلى القرن الثامن عشر، أي أن الوثائقي هو سفر قي مشوار الزمان عبر حكاية لجالية مجهولة تمكنت من الـتأثير في الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى السياسي و الفنون و الصراعات المسلحة و المجتمع.. في محاولة منه ( الوثائقي) القول أن الجذور الاصلية للإنسان وانتماؤه للأرض، لا يمكن أن يندثرا مع الزمان وتغيير المكان..
أما الفيلم الوثائقي الثاني المبرمج في اليوم الأول للعروض السينمائية فقد كان هو الشريط البيروفي « dibujando memorias « للمخرجة مريان إيدي (إنتاج 2015) ، الذي ركزت فيه المخرجة على إبراز تجربة فنية استلهمت أعمالها من منطقة «هوانكفليكا» التي كانت من بين مناطق البيرو التي عانت من الصراعات السياسية خلال الفترة الممتدة من 1980 إلى 2000 ، حيث سعى ثلاثة أجيال، ومن أجل تكسير جدار الصمت المضروب على الأحداث ، إلى تأريخ ذاكرة فظائع الماضي بواسطة الريشة و الكلمة حول هذه المنطقة..
وفي برمجة الفيلم السينمائي الروائي الطويل، كانت أولى العروض الشريط البرتغالي « the 21 st door» للمخرج جواو ماركو ( إنتاج 2015) بطولة بدرو مونتيرو وتانيا سيلفا. وهو فيلم إنساني بالدرجة الاولى يكشف جانب الإصرار الذي فينا وعدم الانكسار والانهزام.. من خلال حكاية كاتب مسرحي فقد أحد أعماله المميزة بسبب صديقه، وهو عبارة عن مسرحية كان يحتفظ بها، حيث في وقت ما قرر أن يجد حلا للمشكلة، إذ اعتقد طوال حياته، التي بناها بجد و كد، أنه بالإمكان إعادة كتابة كل جملة مرة أخرى..، بينما كان الشريط الثاني ، في أمسية الأربعاء، هو الفيلم الهندي « the challenge» للمخرج نيبون دولوا (إنتاج 2016)، بطولة بهارول ‘سلام و أنوراج كترين، والذي يتحدث عن أهمية الغذاء الروحي للإنسان مثلما هو الغذاء العادي، أبرز أنه إذا كان الهواء و الغذاء ضروريين لحياة الانسان، فإنهما لا يغذيان عقله ولا يكفيان لمنحه حياة عاطفية التي تحتاج إلى أشياء اخرى مثل الحب و الرعاية..، وهذا ما يفتقر إليه «اكاش» ( بطل الفيلم) في المحيط الذي يعيش فيه..
أما فيلم الأمسية الخامس، و الذي يدخل في خانة افلام البانورما فيتعلق بالفيلم الألماني « gallery weekend « من إخراج هنري بوا وإنتاج سنة 2016، وتشخيص كر ستوفرفوتمان ولينا ستام.. ، ويتحث عن الفنان حونزو سوسايد في برلين دون نجاح مهني منذ عشر سنوات، فقر الدخول إلى مجال تجارة العقارات الواعد ببرلين، ولكنه وجد نفسه في عالم مظلم مليء بالجشع و الاحتيال قد يؤدي به إلى حافة الجنون


الكاتب : ج . الملحاني

  

بتاريخ : 10/11/2017