النقابة الوطنية للتعليم تناقش أساليب «الوقاية من المخاطر المهنية بقطاع التعليم»

كان المنظمون والمدعوون على موعد مع الندوة الفكرية التي نظمتها النقابة الوطنية للتعليم بشراكة مع كلية الطب والصيدلة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في موضوع “الوقاية من المخاطر المهنية في قطاع التعليم” بمدرج كلية الطب والصيدلة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، يوم الأربعاء 05 أبريل 2017،
حضر الندوة بالإضافة لأطر ومسؤولي النقابة الوطنية للتعليم، فعاليات نقابية وجمعوية وإعلاميةوأطرها كل من الدكتور فريد شهاب عميد كلية الطب والصيدلة الذي ركز في مداخلته على الشروط الصحية للقيام بالوظيفة وتوفير سبل الصحة والسلامة تفاديا لكل ما من شأنه المس بصحة وسلامة الفرد داخل المجتمع، معرجا على دور الجامعة وإعطائها المكانة التي تستحق داخل النسيج الاقتصادي والاجتماعي، مدليا بمجموعة من المعطيات الرقمية والنوعية المرتبطة بمجال طب الشغل والخصاص المهول الذي يعرفه هذا التخصص على الصعيد الوطني، مركزا في مداخلته على الدور الذي تضطلع به المدرسة في تطوير المجتمع ونمائه.
تلتها مداخلة الأستاذ عبد الحفيظ الشرقاوي مكلف بمصلحة تدبير الوضعيات الإدارية للموارد البشرية للتعليم الابتدائي، ممثلا لمديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، الذي تطرق للموضوع من الزاوية العملية مسلطا الضوء على الجوانب القانونية والتشريعية المعمول بها من طرف الوزارة في تعاملها مع الحوادث والأمراض التي تصيب العاملين بالقطاع وفي علاقتها بمختلف المتدخلين من صناديق التأمين الصحي والضمان الاجتماعي وحدود الاستفادة التي يخولها القانون، والتشريعات التي تؤطرها.
الدكتور عبد الجليل الخلطي وهو رئيس مصلحة طب الشغل، وأستاذ المادة في نفس الكلية، ساهم بشكل علمي دقيق في التعريف بالأمراض المرتبطة والناجمة عن ظروف الشغل معتمدا على ما وصل إليه العلم في المجال، انطلاقا من الدراسات والأبحاث والمؤتمرات العالمية، مستدلا بأرقام ودراسات تم الكشف عنها في دول عديدة في سائر المعمور، وتهم مجموع الأمراض الجسدية والنفسية التي تصيب العاملين بالوسط التعليمي.
الأستاذ عمر بن بادة وهو أستاذ باحث وخبير في القضايا الاجتماعية، لامس الموضوع من زاوية نقدية انطلاقا مما هو عليه واقع الحال، مركزا وبعمق على الجانب الوقائي قبل العلاجي، حاثا النقابات والجمعيات المهتمة إلى إيلاء هذا الجانب ما يستحق من الاهتمام، خصوصا وأنه يهم شريحة واسعة ومهمة من المجتمع، والمتكونة من الأساتذة والإداريين والتلاميذ والطلبة، وتناول كل العناصر التي يشملها الموضوع من فضاءات وساعات العمل ووسائل العمل الضرورية والمواد المستعملة، والتي يجب أخذها بالاعتبار والوعي بخطورتها وطرق التعامل معها والاحتياطات الواجب التقيد بها، حتى يبقى الفاعل التربوي والتعليمي في منأى عن الضغوطات النفسية والإصابات الجسدية التي تسببها الإكراهات والصعوبات والتأثيرات الناجمة عن ممارسة العمل، مستدلا بفضاءات الحجرات المفككة وما تسببه من أمراض سرطانية، لاحتوائها على الحرير الصخري المسرطن. بالإضافة إلى الأمراض الناجمة عن المواد الكيماوية التي يتم الاشتغال عليها من خلال التجارب المختبرية سواء بالنسبة لأساتذة الفيزياء والكيمياء، والملحقون التربويون (محضرو المختبرات) وهيئة التدريس.
كلمة النقابة الوطنية للتعليم قدمها محمد زعتري المنتدب من طرف المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم للقيام بمهمة الإعداد والتحضير لهذه الندوة والتي تضمنت سياقات اختيار الموضوع الذي يدخل في إطار الجيل الجديد من المطالب التي تنكب على توفير الشروط الملائمة للعاملين في القطاع وتحسين شروط العمل، من خلال توفير فضاءات تربوية ملائمة وتستجيب لمواصفات تربوية وصحية، وإعادة النظر في ساعات العمل… مما يتحتم معه التداول في الموضوع وطرحه للمناقشة وإعداد أرضيات ومناقشتها بمناسبة المؤتمرات الجهوية.
كما تم تقديم شريط وثائقي خلال الندوة يبسط بشكل علمي وطبي ما يتعرض له الشخص من مضاعفات صحية عند التعرض لضغوطات مستمرة خصوصا في مجال العمل (STRESS).
مداخلات الحاضرين صبت كلها في موضوع الندوة، وتناولت الجوانب القانونية والطبية مستدلين بأمثلة من الواقع الذي تعيشه المدرسة والجامعة والصعوبات التي يواجهها العاملون في شروط شبه منعدمة أحيانا يؤدي ضريبتها الموظف على حساب أوضاعه النفسية والاقتصادية والاجتماعية، دونما اعتراف بمسؤولية المشغل (الوزارة) على الأقل.


الكاتب : إبراهيم براوي

  

بتاريخ : 12/04/2017