تعلم اللغة الفرنسية وفق معيار «صنع في الصين» !

أثار انتباهي، و أنا جالس في المقهى، كتيب صغير، موجه للأطفال الصغار به صور للحيوانات مع أسمائها باللغة الفرنسية، يطوف به بائع جائل يبيع أدوات مدرسية من “صنع صيني”. اقتنيت الكتيب، ظنا مني أنه يشبه ما تصدره دور نشر فرنسية متخصصة في كتب الأطفال، لكن ظني خاب من الصفحة الثالثة حين قرأت الاسم المكتوب تحت صورة “الديك”. فبدلا من « coq » وجدت كلمة « Grosse bite » ، تساءلت عن علاقة الديك بهذه الكلمة فلم أجد جوابا عن تساؤلي.
تصفحت الكتيب إلى الغلاف الأخير، ليتبين لي أن الأسماء المستعملة مترجمة من اللغة الإنجليزية بمترجم رقمي، و أن الناشر، و هو صيني، لم يكلف نفسه عناء التأكد من صحة الكلمات، كما أن الموزع بالمغرب، و هو شركة مغربية مقرها بعين السبع بمدينة الدار البيضاء، لم يطلع على محتوى الكتيب قبل توزيعه.
كتيب الحيوانات هذا ليس الوحيد الذي يباع في الشارع العام، و ربما في بعض المحلات، بل هو واحد من سلسلة تضم خمسة كتب و هي : الحروف – الأرقام – الحيوانات – الفواكه و الخضر – و سائل النقل. و ليزداد يقيني بأن الأمر لا يتعلق بأخطاء مطبعية، اقتنيت أيضا كتيب وسائل النقل فكانت صدمتي أكبر، فإضافة إلى الترجمة غير الصحيحة لأسماء الآليات، بعضها لا يمكن تصنيفه ضمن وسائل النقل : ( الدبابة، الطائرة الحربية، الجرار، شاحنة الإطفاء، خلاطة الخرسانة ).
هل مجال نشر و توزيع الكتب بالمغرب مفتوح على مصراعيه بدون رقيب و لا حسيب ؟ هل استيراد الكتب لا يخضع لمراقبة المحتويات قبل اجتياز الجمرك ؟
هذا دون إغفال المواد المستعملة في صناعة هذه الكتب و الأدوات الموجهة لأطفال صغار السن، و التي يبدو من تفحصها أنها لا تحترم المعايير و الجودة الضرورية لتسويقها بالمغرب.
للإشارة الكتاب أو اللعبة « jouet » ، كما هو موضح في ظهر الكتيب، لا يصلح للأطفال أقل من ثلاث سنوات .
و حتى أشرك القارئ العزيز متعة تعلم اللغة الفرنسية من نوع (صنع في الصين) أعرض لكم بعض الأمثلة :
الحيوانات : « Animals »
ديك : « grosse bite »
صغار البط : « canard »
شيمبانزي : «  orang-outang »
ماعز : « ovins »
الحروف : « Alphabétique »
مكوك فضائي : « fusée »
خلاطة الخرسانة : « mixer »
سيارة الشرطة : « patrouille »
سيارة سباق : « racing »
طائرة حربية : « combattant »
دبابة مدرعة : « réservoir »
شاحنة إطفاء : « feu »
سفينة رحلات : « croisière »
في انتظار التوصل بالكتيبات الثلاثة الأخرى أتمنى لكم تعلما ممتعا مع تحيات “صنع في الصين” ؟


الكاتب : دليل الصقلي جمال الدين

  

بتاريخ : 30/11/2017