دروس.. من حفل قرعة المونديال

عزيز بلبودالي

أمام إيران البرتغال وإسبانيا، يجب أن يلعب لاعبونا بفكر أوروبي احترافي، وبقلب مغربي متحمس لرسم الفرح لنا جميعا، والحافز المعنوي متوفر أكثر عند لاعبي فريقنا الوطني الذين سيواجهون لاعبين مصابين بالتخمة، وهم من حققوا كل شيء في عالم الكرة، فيما سيكون المونديال الروسي الفرصة أمام لاعبي منتخبنا لصنع المجد ودخول التاريخ من بابه الواسع، ولم القلق والتخوف وفريقنا الوطني يحمل قميصه سبعة لاعبين بارزين في الدرجة الأولى من البطولة الإسبانية، ويقارعون كل أسبوع نجوم المنتخبين الإسباني والبرتغالي بكفاءة عالية يشهد عليها الإعلام الأوروبي والإسباني في المقام الأول.
في روسيا، سنكون في حاجة إلى تلك الروح العالية التي لعب بها منتخبنا في أبيدجان ودفعت باللاعبين إلى إعطاء كل ما لديهم، بدنيا وتقنيا، حتى تحقق النصر.
في روسيا، سنكون في حاجة للاعبين بأعلى درجة من الاحترافية ومن التركيز وكذا الكثير من الثقة في النفس، وهنا نستحضر اسم منير الحدادي وحاجة الفريق الوطني للاعب مثله، ليس لمؤهلاته الفنية والبدنية فحسب، فلدينا في الفريق الوطني عدد من اللاعبين الذين يتوفرن على نفس تلك الإمكانيات، ولكن لما يمتلكه من رغبة في «الثأر» لنفسه أمام منتخب إسبانيا الذي خذله، والأكيد أن الوطن الذي يغفر ويرحم ويتقبل الاعتذار لن يكون صعبا على منتخبه الكروي أن يغفر هو أيضا ويرحم ويقبل الاعتذار، خصوصا أننا في حاجة للاعب مثل منير الحدادي، وتخيلوا أداءه في مباراة مثل تلك التي ستجمعنا بمنتخب إسبانيا.
أكيد، وفي حالة استجابت الفيفا للطلب الذي تقدم به منير الحدادي ومعه الجامعة المغربية، فمباراة فريقنا الوطني ضد المنتخب الإسباني، قد تشهد مواجهة بطعم خاص في حال حضور منير الحدادي، نجم ألافيس الإسباني، وهو الذي حمل قميص المنتخب الإسباني.
ونعرف جميعا أن منير الحدادي كان انضم لصفوف المنتخب الإسباني سنة 2014 بدعوة من المدرب فيسنتي دل بوسكي، وشارك مع الفريق لمدة 13 دقيقة فقط خلال مباراة مقدونيا، وكان حينها يحمل ألوان نادي برشلونة الإسباني.
حفل القرعة قدم كل الدروس..ومباشرة بعد ظهور النتائج انطلقت التحليلات، القراءات، وبموازاة مع ذلك، انتشرت التعاليق والتصورات والسيناريوهات مصحوبة بأسلوب ساخر فكاهي حضرت فيه كثير من النكت.
المشهد أعاد ما كنا عايناه ومنتخبنا الوطني يحل بتونس في أحد أيام سنة 2004 للمشاركة في كأس إفريقيا، حين استهزأ المتشائمون من مشاركتنا في ذلك المحفل القاري، إلى حد توقع خروج المنتخب الوطني من الدور الأول.. نفس الأمر أحاط بنا قبل ذلك، وتحديدا في سنة 1986 والفريق الوطني يشارك في مونديال تلك السنة ضمن مجموعة وصفت حينها بمجموعة الموت.. وكلنا نعرف تفاصيل الحكاية بعد ذلك.
من حفل قرعة المونديال، يجب استخلاص الدروس.. خاصة على مستوى الأرقام المتعلقة بالحفل : 3960 مترًا مربعًا هي المساحة المتاحة في قصر الكرملين، الذي استضاف مراسيم القرعة، 1500 صحفي تم اعتمادهم من جميع أنحاء العالم، 528 منهم يمثلون الصحافة المطبوعة، علماً بأن الحفل تم بثه، حسب ما أفادت به الفيفا، من قبل 117 من وسائل الإعلام الحاصلة على الحقوق، وتم عرضه في أكثر من 200 دولة، 1400 ضيف حضروا في الحفل، 260 منهم يوجدون ضمن وفود الفرق الوطنية، 465 متطوعا من مختلف البلدان في تنظيم الحفل في موسكو، 210 فنانين قدموا فقرات الترفيه، 30 مدربا حضروا القرعة شخصيا، من بين مدربي المنتخبات الـ32 المشاركة في كأس العالم، 18 مترجما شفويا محترفا تم انتدابهم للعمل أثناء القرعة، حيث تناوبوا على الترجمة إلى خمس لغات هي الإنجليزية والألمانية والإسبانية والفرنسية والروسية، 10 من أساطير كرة القدم شاركوا في القرعة، علما بأن الألماني ميروسلاف كلوزه، المتوج باللقب مع منتخب بلاده سنة 2014، كلف بحمل كأس العالم على المنصة، في حين أشرف المهاجم الإنجليزي السابق جاري لينكر على تقديم الحفل وساعده ثمانية لاعبين سابقين أيضا هم الفرنسي لوران بلان والإنجليزي جوردون بانكس والبرازيلي كافو والإيطالي فابيو كانافارو والأوروجواياني دييجو فورلان والأرجنتيني دييجو مارادونا والإسباني كارليس بويول والروسي نيكيتا سيمونيان.
هي دروس وجب استيعاب مضمونها، ووزير رياضتنا كان حاضرا شاهدا معاينا!
انتهى حفل القرعة، ليبدأ العمل إذن.. وعلى هيرفي رونار أن يشرع في وضع برنامج إعدادي احترافي بدرجة عالية وعالية جدا..
فمن الخيمة، يجب أن يكون المشي مستقيما ! ! !

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 05/12/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *