ارتبطت عدد من عمليات البيع والشراء عبر مجموعة من المواقع والبوابات والصفحات الإلكترونية بجرائم مختلفة، آخرها جريمة قتل شاب من الحي المحمدي ببرشيد، ما هو تعليقكم على ذلك؟

أود في البداية تقديم توضيح مرتبط بواقعة جريمة برشيد، التي تم ربطها بموقع إلكتروني بعينه والحال أنه أمر مخالف للحقيقة، إذ نحت عدد من وسائل الإعلام نحو اعتماد رواية واحدة دون التأكد من صدقيتها، التي تم تناقلها وللأسف عرفت انتشارا واسعا، خاصة أنه وأمام طبيعة المصاب ووقعه لم يتم الدخول في أي سجال في هذا الصدد بغاية التوضيح احتراما لمشاعر أسرة الفقيد، كما أؤكد على أنه لم نتوصل بأي طلب لتقديم معلومات أو بيانات من طرف المصالح الأمنية المختصة بشأن هذه الواقعة، علما بأنه سُجّلت حوادث أخرى بصيغ مختلفة، كنا دائما على إثرها نكون رهن إشارة السلطات المختصة لتزويدها بكل ماقد يفيد سير الأبحاث والتحريات.

هذا لايلغي أنه كانت هناك حوادث أخرى، فما الذي تقومون به للمساهمة في الحفاظ على أمن وسلامة الأشخاص والممتلكات؟

الحوادث التي أشرتم إليها وهي حقيقة لايمكن إنكارها، يمكن أن تقع لأي كان وفي أي مكان كان، ليس بالضرورة عبر استعمال هذا الموقع الإلكتروني أو ذاك، إذ يمكن أن يتعرّض مواطن للسرقة أو للنصب وغيرهما بأي سوق من أسواق المدن المغربية، بالدارالبيضاء أو في خريبكة أو غيرهما، حوادث وقعت وتقع ويمكن أن تتواصل.
نحن لسنا بوسيط في عملية البيع والشراء وإنما نحن صلة وصل وقنطرة للربط بين الطرفين، وفي هذا الصدد نحرص على تقديم مجموعة من النصائح والإرشادات التي يتعيّن التقيّد بها، حفاظا على سلامة الأشخاص وممتلكاتهم، حتى لايكونوا عرضة لأي حادث إجرامي مهما كانت طبيعته، خاصة وأن ثقافة البيع والشراء من خلال الانترنيت هي حديثة على المغاربة، وعليه فإننا نحث المشترين على عدم إرسال المبالغ المالية بواسطة حوالات من خلال وكالات تحويل الأموال، وتفادي اللقاء بين الأطراف المعنية بفضاءات بعيدة، نائية، وخالية من المواطنين، وألا يتم اصطحاب الأموال نقدا مع المشتري وغيرها، ويكفي أن أشير إلى أنه منذ 2012 إلى اليوم استثمرنا أكثر من 15 مليون درهم، في كل مايهم حماية البائع والمشتري، ومن أجل توفير منتوج يحمي المستعمل، وهناك فريق تقني جد مؤهل يقوم بالتدقيق في طبيعة الإعلانات التي يتم نشرها على موقعنا الذي نتوصل من خلاله يوميا بأكثر من 35 ألف إعلان، وينظر في المواصفات التي تحمي المستعملين تفاديا لتعرضهم لأية عملية نصب، علما أن مهندسينا عملوا على تطوير برامج تضبط إعلانات مشكوك في نوعيتها، التي يتم وقفها قبل نشرها.

ألا تفكرون في تطوير قاعدة البيانات وتجميع أكبر عدد من المعلومات الخاصة لزوار الموقع من أجل تأمين أوسع؟
كل الأفكار والاقتراحات التي نتوصل بها هي تحظى باهتمامنا من أجل مصلحة زوارنا، ونعمل على ترتيب الأولويات بناء على طبيعة المطالب التي يتم إبلاغنا بها، ونحن على مدار الساعة نقوم بتطوير أدائنا بالوقوف على المشاكل المطروحة والبحث عن حلول آنية لها التي يتم اعتمادها متى كان هناك شبه إجماع على نجاعتها، وبالتالي فالإحداثيات التي نعتمدها هي رهينة بالمستجدات.
وأود أن أوجه رسالة، بعد الشكر لكم على تناول هذا الموضوع بهذه الكيفية المهنية، مفادها أن كل من يرغب في اقتراف جريمة نصب أو سرقة أو غيرها عليه أن يعلم بأنه لنا من الإمكانيات العلمية والتقنية ما يخوّل لنا من ضبط خطواته وتمكين المصالح المختصة من كافة المعلومات الكفيلة بوضع اليد عليه، هي رسالة لحث كل ذي نيئة سيئة للتراجع عما قد يضمره في هذا الصدد.