المغرب أصبح أول بلد في إفريقيا والشرق الأوسط يصنع ويصدر شفرات التوربينات الريحية 

 «سيمنس غامسا» تنقل أول شفرة ريحية «مصنوعة بالمغرب» يبلغ طولها 63 مترا ووزنها 17 طنا  

 

بعد شهر فقط من تدشين مصنعها لشفرات التوربينات الريحية، أعلنت المجموعة الألمانية «سيمنس غامسا للطاقة المتجددة» عن نقلها لأول شفرة ريحية «مصنوعة بالمغرب». حيث تم قطر هذه القطعة الضخمة البالغ طولها 63 مترا ووزنها 17 طنا، من المنطقة الحرة «طنجة أوتوموتيف سيتي « نحو ميناء طنجة المتوسط، قبل تصديرها نحو وجهتها النهائية.
وبهذه العملية يكون المغرب قد أصبح أول بلد في إفريقيا والشرق الأوسط يصنع ويصدر شفرات التوربينات الريحية، وهو حدث يشكل إعلانا بتطوير منظومة «صناعة الطاقات المتجددة» بالمملكة. حيث أصبحت الشفرات الأولى التي تصنع بإفريقيا والشرق الأوسط ترى النور بطنجة، وذلك في إطار مخطط شامل يرمي إلى تطوير منظومة وطنية لصناعة الطاقات المتجددة بالبلاد، ما سيساهم في تحقيق الاختيارات الاستراتيجية للمملكة في مجال الطاقات النظيفة.
وكشفت «سيمنس» أن هذه العملية الضخمة والأولى من نوعها بالمغرب، التي نجحت في تحديد ونقل قطعة من بين الأكبر حجما والأكثر تقنية في العالم، تطلبت تحريك أجزاء جد ثقيلة وآليات لوجستيكية مهمة، كما تطلب توجيه الشفرة الريحية إقامة شراكات قوية ومرنة مع الوكالة الخاصة طنجة المتوسط والسلطات المحلية والشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، التي وقعت معها «سيمنس غامسا «،مؤخرا، اتفاقية لاستعمال البنية التحتية الطرقية بين «طنجة مدينة السيارات» «طنجة أوتوموتيف سيتي» وميناء طنجة المتوسط .
وفي هذا الإطار سبق للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب أن ضمنت إمكانية نقل معدات صناعية ضخمة، ومكنت من نقل القوالب للإنتاج المحلي للشفرات الريحية، ما تطلب العمل على منشآت إضافية لمرور استثنائي بمدخل الطريق السيار شرق طنجة وعند الخروج من طنجة المتوسط.
ويعتبر مصنع «سيمنس غامسا « في طنجة من بين الأكثر تطورا للمجموعة بالعالم، و يهدف إلى إنتاج شفرات توربينات الطاقة الريحية بإفريقيا والشرق الأوسط والمصنوعة 100 في المئة بالمغرب، وسيمكن المصنع الجديد الذي دشن في أكتوبر الماضي مجموعة «سيمنس» من أن تصبح واحدة من كبار الممونين في مجال تقديم حلول الطاقة الريحية، لتصبح من بين الثلاثة الأوائل عالميا، ومضاعفة تواجدها بالمغرب لثلاث مرات. ويذكر أن هذا المصنع، الذي يعد من المنشآت الأكثر تطورا وتقدما للمجموعة بالعالم، تطلب استثمارا بقيمة تصل إلى 1.1 مليار درهم ومن المقرر أن يحدث 600 منصب شغل مباشر.
وينتج المصنع شفرات مركبة بطول يصل إلى 63 مترا بأجزاء تعتبر هي الأكبر من نوعها بالعالم، وتسعى المجموعة إلى تصدير منتجاتها إلى خارج المغرب، نحو أسواق الشرق الأوسط وأوروبا ومنطقة البحر المتوسط، وقد أكد وزير الصناعة والتجارة مولاي حفيظ العلمي، خلال تدشين هذه الوحدة، أن هذا المشروع أدخل للمغرب التكنولوجيا الدقيقة التي طورتها المجموعة والتي تسمى «الشفرة المندمجة»، والتي تسمح بصناعة شفرة من قطعة واحدة. واعتبر الوزير أن هذا المشروع الرائد «يندرج بشكل كامل ضمن مخطط التسريع الصناعي، وجاء ليشكل ارتقاء آخر في هذا القطاع، وليرسي أسس منظومة صناعية قوية»، مضيفا أن هذه الوحدة تضع الرأسمال البشري في صلب استراتيجيتها التطويرية، وذلك من خلال إحداث مركز للتكوين في الطاقة الريحية بطنجة (سيمنس ويند باور بلايدس)، والذي سيمكن 464 شخصا من تلقي تكوين عبر وحدات متنوعة.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 12/12/2017