إلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة بالجديدة وأزمور

ينحبس المطر مدة من الزمن، فيكون اللجوء إلى الله بالدعاء وصلوات الاستسقاء لعل السماء تمطر وتسقي البلاد والعباد ، وحينما يستجيب الله وتتساقط الأمطار تحدث فيضانات هنا وهناك ، ليس لأن التساقطات المطرية كانت كثيفة فقط ، ولكن أيضا لأن المسؤولين عن تدبير الشأن العام لا يولون أي اهتمام للتعامل المسبق مع مثل هذه الطوارئ ، بل يتركون الحبل على الغارب بمنطوق دلالة « كم حاجة قضيناها بتركها « ؟
والتساقطات المطرية التي شهدها إقليم الجديدة في بداية هذا الأسبوع ، جعلت الواقع يتعرى أمام الجميع في العديد من النقط والمواقع بكل من مدينتي الجديدة وأزمور ، حيث امتلأت شوارع بأكملها بالمياه المتدفقة التي لم تجد قنوات صرف تستوعبها إما لضيقها وضعف قدرات استيعابها، أو لأن عوامل الصيانة الاستباقية لم ترق إلى المستوى المطلوب .
ففي أزمور تعطلت حركة السير والجولان بشكل كبير على مستوى شارع محمد الخامس، الذي يعتبر الشارع الرئيسي ، لاسيما قرب مؤسسة التكوين المهني وبمحاذاة بعض المدارس الخاصة ، وعلى مستوى شارع المسيرة بالقرب من ثانوية مولاي بوشعيب للمدينة ، وأيضا على مستوى شارع مولاي الحسن على مشارف الحي البرتغالي بالمدينة ، مع العلم أن قنوات الصرف الصحي بالشرايين الكبرى لهاته المدينة لم يمض وقت طويل على تجديدها وتوسيعها في زمن المجلس البلدي السابق …
أما بمدينة الجديدة فقد غمرت المياه مجموعة من الشوارع الرئيسية، حيث «استباحت» شارع محمد الخامس بأكمله وغطت حتى ساحة محمد الخامس التي تعتبر الساحة الرئيسية بوسط المدينة، كما تعتبر من أحدث الإنجازات البنيوية بالمدينة بموازاة مسرح محمد عفيفي مع ما صرف عليها من اعتمادات ضخمة لتأهيلها ، وشارع إبراهيم الروداني على مستوى نقطه المحاذية لكل من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين والفضاء التجاري» آسيما « لدرجة العرقلة القوية لكل حركات السير والجولان وتسببت في عدة حوادث سير طفيفة خصوصا بالقرب من حي « لاحونا « وقرب المركب القضائي ، ولدرجة أن المياه غمرت في عدة نقط دورا سكنية ومحلات تجارية مع ما يسببه ذلك من خسائر مادية للمتضررين الذين تنسيهم الفرحة بالمطر معاناتهم مع نتائجها ، كما أن وضعية الفيضانات بهذا الشكل تتسبب في حرمان العديد من تلاميذ المؤسسات التعليمية من الوصول في التوقيت الرسمي للدراسة وكذا الموظفين من الوصول إلى مقرات عملهم في الوقت المضبوط ..
ويتساءل الرأي العام المحلي عن الخدمات المرتبطة بالصرف الصحي التي يؤدي المواطن الجديدي ثمنها شهريا ضمن فاتورة الماء للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء في وقت كلما تساقطت أمطار الخير على المدينة إلا وكانت الحالة هي نفسها ، مثلما يتساءل عن دور المراقبة المفروضة ممارستها من طرف المجلس البلدي للمدينة بصفتها الجهة الوصية التي فوضت تدبير هذا المجال ؟


الكاتب : عبد الكريم جبراوي

  

بتاريخ : 14/12/2017