سوق السبت اولاد النمة: البيئة.. معضلات بلا حلول والساكنة تحتج

تنفست ساكنة سوق السبت اولاد النمة الصعداء بإغلاق معمل السكر، ظنا منها أن الهاجس من أجل الإغلاق هو الحفاظ على البيئة، وأن المسؤولين فكروا مليا في إيجاد بدائل لتشغيل الساكنة بعد أن كانت وحدة تكرير الشمندر السكري الوعاء الأهم لاحتضان عطالة الشباب ولو موسميا لمدة ستة اشهر ، و أن المسؤولين أحسوا بمعاناة الساكنة مع روائح المعمل خاصة خلال بداية استقبال الوحدة لشاحنات الشمندر على امتداد الثلاثة أشهر الصيفية، لكن سرعان ما تبددت أحلام الساكنة بتحويل مكان الوحدة لتجزئة سكنية، ومركز تجاري، وروائح المعمل عوضتها روائح مطرح النفايات القريب من المدينة ، لتستفيق الساكنة على واقع أمر من سابقه.. فلا بيئة تم الحفاظ عليها و لا شباب وجد فرص شغل.
مطرح النفايات .. مشكل بيئي بدون حل

على بعد أمتار قليلة من حدود الجماعة الحضرية لمدينة سوق السبت، و بالقرب من أحياء آهلة بالسكان «حي النخلة، حي الياسمين، حي النجاة، «وضع المطرح النفايات بجانب واد عريش التابع للجماعة القروية اولاد بورحمون ،المطرح الذي اصبح معضلة حقيقية للسكان. يقول عدد من منهم: « هذا المطرح تسبب لنا ولفلاحتنا في مجموعة من المشاكل ،كتلوث المزروعات الفلاحية، وتلوث مياه الآبار التي نستعملها في الشرب و الطهي والتنظيف، حيث أن الفرشة المائية التي نعتمد عليها تلوثت، وأصبحت تنبعث منها روائح كريهة ، إضافة إلى حرق النفايات التي تتسبب لنا و لأبنائنا في الاختناق خاصة أن المطرح يوجد بين منازلنا و أراضينا الفلاحية (الدخان السام، الروائح الكريهة ) و التي تتسبب لنا في أمراض خطيرة منها الربو، الحساسية و مجموعة أخرى من الأمراض إضافة الى انتشار الحشرات التي أصبحت تسكن بيوتنا الى جانب الزواحف السامة و الكلاب الضالة. وروائح الدجاج النافق و الحيوانات الميتة خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، فالأراضي الفلاحية المحيطة بالمطرح لم تعد صالحة للزراعة. وهناك مجموعة من السكان لهم شواهد طبية تثبت الإصابة بأمراض تنفسية وأمراض العيون ، الربو و الحساسية …إضافة الى تجاوز المطرح للطرقات، وانتشار العلب البلاستيكية بيننا في الأراضي الفلاحية والأدخنة المنبعثة تخنقنا ليلا و نهارا بسبب احراق النفايات “. من تصريحات سابقة للساكنة، مطرح لا يستجيب للمعايير القانونية والمواصفات التقنية المطبقة على المطارح طبقا للمرسوم 284 /09/ 2. خاصة المادتين 8 و 9.
إن عملية الإحراق التي يتعرض لها مطرح النفايات والتي تسببت في أضرار بليغة لم تبق ساكنة سوق السبت أولاد النمة هي المتضررة الوحيدة منها، بل تعدى الأمر إلى سكان جماعات أخرى مجاورة ، خصوصا جماعة أولاد بورحمون إقليم الفقيه بن صالح التي تضررت ساكنتها بالأدخنة المتطايرة والتي تدفعها الرياح في اتجاههم .
وحدات صنع الآجور تؤرق الساكنة

تم الحكم ابتدائيا واستئنافيا لصالح السكان ، والقاضي « بإزالة الضرر ، وذلك بالحكم على المدعى عليهم برفعه عن طريق وقف استعمال الآلات المستعملة في صناعة الآجور ، وبنقل المعدات عن طريق تحويل موقع المستودعات الثلاثة الكائنة بتجزئة العزراوي بسوق السبت واخراجها من وسط المدينة خارج المدار الحضري بعيدا عن المناطق الآهلة بالسكان ، وتحميل المدعى عليهم الصائر وبرفض باقي الطلبات «.كان هذا منطوق حكم المحكمة الابتدائية بالفقيه بن صالح لصالح الساكنة في مواجهة مستغلي وحدات صنع الآجور الثلاث ،يقول أحد سكان التجزئة:” رغم الحكم، فنائب وكيل الملك بسوق السبت ، قام باتخاذ قرار حفظ الملف المتعلق بموضوع إزالة الضرر الذي يحدثه استعمال الآلات في صناعة الآجور ، دون مبررات معقولة، مما أثار حفيظة سكان التجزئة المتضررين ، واعتبروا ذلك تحقيرا لمقرر قضائي ، مما دفعنا إلى الاحتجاج أمام مركز القاضي المقيم بسوق السبت …» . .وقد نفذ سكان تجزئة العزراوي ما يفوق عشرين وقفة احتجاجية جراء المعاناة من ضجيج الآلات التي حرمتهم من النوم و شكلت كابوسا لهم و لأطفالهم ونتيجة الغبار المتصاعد الذي تسبب لهم في العديد من الامراض خاصة الربو ، حسب تصريحات الساكنة . .
« بيبي» يخرج ساكنة «اولاد سي بلغيث» من منازلهم

اعتصمت ساكنة اولاد سي بلغيث بمحاذاة الطريق الرابطة بين سوق السبت و بني ملال، بعد أن ضاقت ذرعا بروائح معمل «كوري لتربية بيبي «الدي شيد و سط التجمع السكني  ” مما تسبب في ضرر حقيقي للساكنة جراء الروائح الكريهة التي تنبعث من هذا المشروع حسب تصريحات ساكنة اولاد سي بلغيث. هذا إضافة إلى «التهديد الذي أصبح يشكله على بيئة المنطقة وعلى الفرشة المائية على وجه الخصوص بسبب التخلص من المياه العادمة الخاصة بالمشروع في حفر مدفونة تحت الأرض» و هذا ما دفع الساكنة إلى الاحتجاج و الاعتصام ..
وعلى امتداد فترة الاعتصام طالب سكان المنطقة مختلف الجهات “بالتدخل لرفع الضرر عنهم للعيش في بيئة سليمة، و إغلاق هذا الكوري لأنه يمثل ضررا حقيقيا على الساكنة و يتسبب في أمراض عديدة كأمراض العيون،  والربو، والحساسية والأمراض الجلدية و غيرها”.
وقد سبق للسلطات المحلية أن أصدرت أوامرها برفع الاعتصام و محاولة فتح قنوات الحوار مع المتضررين.
و استنكرت الساكنة صمت المسؤولين تجاه قضيتهم رغم توجيههم لعدة شكايات وتنظيم وقفات احتجاجية ومراسلة الجهات المختصة محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا . وقد سبق لصاحب المشروع أن رفع دعوى قضائية ضد المعتصمين وحضرت لجنة خاصة بعد توقف المشروع عن الإنتاج لمايفوق الستتة اشهر من أجل إثبات الضرر، و أصدرت المحكمة الابتدائية بالفقيه بن صالح حكما بفض الاعتصام و تعويض صاحب المشروع كل يوم تأخير. وقد أكدت الساكنة مرارا أنها ليست ضد المشروع وإنما تطالب برفع الضرر ومحاولة إيجاد حل للروائح و حماية الفرشة المائية ….


الكاتب : سعد أسعد غزغوز

  

بتاريخ : 15/12/2017