بجهة الشرق : برنامج «تملك» لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي

أعلنت جمعية وجدة عين الغزال 2000، في لقاء تواصلي نظم مؤخرا بقاعة الندوات بفضاء النسيج الجمعوي، عن الانطلاقة الرسمية لبرنامج «تملك» المنجز بشراكة بين الجمعية والشبكة البلجيكية للعدالة والديمقراطية RCN J&D، بتمويل من التعاون البلجيكي للتنمية.وتم خلال اللقاء التواصلي والذي حمل شعار “من أجل مجتمع محلي عادل وآمن”، التعريف ببرنامج “تملك” وهو برنامج خاص بمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي بشرق المغرب، على اعتبار أن هذه الجهة تصنف ضمن الجهات الأكثر هشاشة من حيث الوضعية السوسيو اقتصادية للنساء، الأمر الذي يعد عاملا مباشرا وذا صلة وطيدة بتفشي هذه الظاهرة.
ويهدف برنامج “تملك”، والذي سيتم تنفيذه على مدة 5 سنوات من 2017 إلى 2021، “إلى الإسهام في تغيير المواقف الاجتماعية والقضائية المتعلقة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي بجهة الشرق، خاصة وأن هذه الجهة من الجهات المغربية التي يطغى عليها طابع العقليات المحافظة التي تقاوم التغيير وتعرف جدلا حقيقيا حول المساواة بين الجنسين وولوج النساء للعدالة ولحقوقهن الأساسية” حسب أعضاء الجمعية.
و”من أجل إحداث تغييرات في المواقف المرتبطة بالنوع الاجتماعي وضمان استدامتها عن طريق تغيير الممارسات، تم تسطير سلسلة من الأنشطة لفائدة الفاعلين في المجال القضائي والفاعلين في المجال الاجتماعي وكذا الفاعلين في مجال الإعلام، زيادة على القيام بحملات تحسيسية لفائدة المواطنات والمواطنين تحثهم على تبني مواقف تنبذ العنف المبني على النوع الاجتماعي ودعم الضحايا، وتنظيم ورشات للتفكير لفائدة الرجال حول طرق التواصل اللاعنيف، و ورشات عملية ترمي إلى إذكاء الوعي لدى الطالبات والطلبة الجامعيين حول الذكورية الإيجابية وفق المصدر ذاته”.
وبالنسبة للفاعلين في المجال القضائي، فقد تم تنظيم زيارات للتبادل وورشات للتفكير بين قضاة مغاربة ونظرائهم البلجيكيين وأخرى بينهم وبين ممثلات وممثلي هيئة الدفاع (المحامين)، وكذا فاعلات وفاعلي الخليتين الجهوية والمحلية للتكفل القضائي بالنساء والفتيات والأطفال ضحايا العنف. إلى جانب تنظيم محكمة رمزية وتقديم قراءات تحليلية نقدية للاجتهادات القضائية الصادرة في قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي، التكفل بتقديم المساعدة القانونية في القضايا ذات الطابع الاستعجالي والاستثنائي المتعلقة بالعنف ضد النساء والفتيات، ودعم ومواكبة الخليتين الجهوية والمحلية لإعداد خطة استراتيجية طويلة الأمد تستهدف الحد من ظاهرة العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وفي ما يخص الفاعلين في المجال الاجتماعي (المستمعات والمشرفات على الخدمات الاجتماعية بمراكز الاستماع للنساء والفتيات ضحايا العنف)، “فقد تم تنظيم أنشطة تحسيسية ودورات تكوينية تستهدف تحسين مستوى التوجيه والمرافقة للنساء والفتيات ضحايا العنف، تقوية قدرات شبكة مراكز الاستماع بجهة الشرق، تبني مقاربة مشتركة، تجميع المعطيات الخاصة بالعنف المبني على النوع الاجتماعي، رسم خارطة طريق خاصة بوضع خطة ترافعية لمناهضة العنف ضد النساء، مع تعزيز قدرات المستمعات على تخطي معيقات الاشتغال التي يواجهنها في مجالهن العملي”.
أما بالنسبة للفاعلين في مجال الإعلام، فقد تم تنظيم دورة تكوينية حول “مقاربة النوع الاجتماعي وآليات التواصل الإعلامي الهادف في علاقته مع ظاهرة العنف المبني على النوع الاجتماعي”، أطرها الأستاذ خالد بلكوح وشارك فيها ثلة من الإعلاميات والإعلاميين يمثلون منابر إعلامية مكتوبة، مسموعة وإلكترونية، وخلصت هذه الدورة إلى ميثاق من أجل شبكة إعلامية متفاعلة مع قضايا النوع الاجتماعي بجهة الشرق، التزم فيه المشاركات والمشاركون بتعزيز انتمائهم الإعلامي لقضايا النوع الاجتماعي وترجمته في قيمهم ورسائلهم الإعلامية، استثمار كافة الطاقات الإعلامية الإبداعية المتنوعة في مناصرة قضايا النوع الاجتماعي، وتعزيز ثقافة مناهضة كل أشكال العنف والتمييز ضد النساء، مع العمل وفق مقاربة تشاركية لتغيير الصورة النمطية المجتمعية السلبية تجاه المرأة، ولدعم مختلف قضاياها وحقوقها الإنسانية…كما تعهدوا بالتعبئة الجماعية من أجل تسليط الضوء على القضايا المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، وتنشيط الفكر والرأي في تناول موضوع حمايتهن من جميع أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي، تعزيز جسور التواصل الفعال بينهم وبين جمعية وجدة عين الغزال 2000 وباقي جمعيات المجتمع المدني من أجل رسالة إعلامية فعالة في مجال مناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وإلى جانب ذلك، التزم الإعلاميات والإعلاميون، المشاركون في الدورة التكوينية، بإحداث منصة للتواصل والتفكير الجماعي فيما بينهم قصد التحسيس بضرورة الانخراط في هذا الورش الحقوقي من أجل الارتقاء بالتغطية الموضوعية غير النمطية لقضايا النساء بجهة الشرق، والتنزيل الجهوي لخلاصة كل الوثائق المرجعية التي تربط بين المنتوج الصحفي وظاهرة العنف المبني على النوع الاجتماعي.


الكاتب : سميرة البوشاوني

  

بتاريخ : 25/12/2017