تكريم الشاعر والصحافي عبد الحميد بن داوود

احتضن المركب الثقافي لمدينة القنيطرة يوم الإثنين 11 دجنبر 2017، حفل تكريم احتفاء بالشاعر والصحفي عبد الحميد بنداوود.
وقدمت بمناسبة هذا الاحتفاء مسرحية بعنوان «هو»، مهداة للمحتفى به ، وهي اقتباس من دايوان الشاعر الزجال ادريس المسناوي ، وإخراج الممثل المسرحي أحمد الجواد الذي شخص للمسرحية إلى جانب كل من الممثلة علية جبور التي أبهرت الجمهور بأدائها القوي والممثل العازف الماتع حسن شيكار .
ولم يكن موضوع المسرحية بعيدا عن فكرة الاحتفاء بالشاعر عبد الحميد بنداوود ، حيث تتناول علاقة الإنسان بالكتابة في هذا الوجود المتناقض ، باعتبارها منجاة وفي أحايين كثيرة تتحول هذه الكتابة نفسها إلى مأساة تلقي بالمبدع في غياهييب الحيرة والجنون.
حضور نوعي تابع اللقاء، تمثل في نخبة من المثقفين والفنانين والشعراء والباحثين ، أذكر من بينهم الفنان والأنتروبولوجي عبد الحي الديوري ورئيس اتحاد كتاب المغرب فرع القنيطرة القاص المصطفى كليتي، والصحفي الشاعر محمد بلمو الذي قدم «شهادة في حق مبدع وإنسان استثنائي» ، صنفه ضمن فصيلة إنسانية مهددة بالانقراض حسب تعبيره وأضاف ، «إنسانيته تغلبه في الكثير من الأحيان ، حتى لو كان ذلك على حسابه .. وملامحه التي توحي بالهدوء تخفي خلفها كائنا متمردا لا يقبل المهادنة ولا أنصاف الحلول ..
إنه كائن وفي للقلم والورق ، مثل عظماء أجدادنا الأدباء .
يتوجس كثيرا من الشاشات البيضاء والحروف الكهربائية، مثلما يسخر طويلا من البصاصين والمتجسسين الفضوليين بلا نهاية …»
محمد بلمو تحدث أيضا عن عبد الحميد بنداوود الصحفي المهني المتمكن ، الذي دبج مواده الصحفية المتميزة في كل الأنواع من التحقيق إلى الاستطلاع والحوار والمتابعة ومقال الرأي .
لذلك يقول بلمو «ترك بصماته في جريدة العلم ، ثم اسبوعية البلاغ المغربي قبل أن يستقر في جريدة الاتحاد الاشتراكي» .
«لكن بنداوود» ، يضيف بلمو «هو قبل ذلك شاعر أبدع في كتابة الشذرات التي تقطر سخرية وتمردا وغنى في المعنى وجمالية في الصورة» .
وختم شهادته بقوله «عبد الحميد بنداوود ، من المؤكد أن له حكايات ومواقف كثيرة مع كبار الكتاب والمبدعين المغاربة والعرب ، لذلك لا تشكل هذه الشهادة المتواضعة إلا ومضة لمسار غني لمبدع وإعلامي استثنائي» .
لكن الذي لا يعرفه الكثيرون عن عبد الحميد بنداوود الشاعر والصحفي ، هو عشقه الكبير للفنون التشكيلية ، لذلك فبيته معرض تشكيلي يحتوي دررا نفيسة من التشكيل المغربي ، بجانب اللوحات التي يرسمها بانامله ويبث فيها من روحه .
والذي يعرف بنداوود الإنسان عن قرب ثم الشاعر والصحفي لا يستغرب أن يكون تكريمه استثنائيا بكل المقاييس ، بدءا بحضور انيق شمل نخبة شكل حضورها دلالة رمزية نكاية في التبهرج والحشد المبتذل والمبالغة الزائفة …
نخبة انتصرت للوفاء لشاعر حقيقي شكل دايوانه الوحيد حتى الآن بعنوان «التشظي» والذي يحيل حسب تصريح الشاعر عبد الحميد بنداوود على التمزق والتشتت ، فارقا في مسار الشعر المغربي الحديث .
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التكريم الذي تخلله عرض مسرحي قدمته الممثلة علية جبور احتفاء بالشاعر والصحفي عبد الحميد بنداوود والذي احتضنه المركب الثقافي في مدينة القنيطرة قد نظم بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط ، وبتنسيق مع المديرية الجهوية بجهة الرباط سلا القنيطرة ، والمديرية الإقليمية في مدينة القنيطرة .
وكان الختام مسكا بقراءات شعرية كتحية من المحتفى به للفيف من الجمهور النوعي والحميمي وطريقة لرد الشكر على الاتفاتة المؤثرة في مسار هذا المبدع .
واعتبر بنداوود المسرحية والكلمات التي قيلت في حقه وساما وشهادة ترد الاعتبار لتاريخ حافل في تجربته الشعرية والصحفية
وجرت العادة أن الأسماء الكبيرة تمر في صمت ، إذ كان مفترضا أن تحضر وسائل الإعلام المغربي وتوثق للحدث بالصوت والصورة ، لكن يبدو أنها أدارت الظهر لصوت المغرب الثقافي .
وبالنتيجة فكلمة الشاعر والصحفي محمد بلمو وبادرت المخرج المسرحي أحمد جواد مبادرات فردية تترجم أن الحدث الثقافي في بلدنا المغرب من صنع الأفراد وليس من صنع المؤسسات .
وعلى خلفية القراءة الشعرية للمحتفى به ، ضمت قصائد وامضة مشوبة بالحكمة والصمت ظلت ترن في وجدان الحضور الأمر الذي جعل البعض يطالب الشاعر بنداوود أن يعيد طبع الديوان الذي نفذت نسخه من السوق بداية التسعينيات من القرن الماضي .
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التكريم الذي تخلله عرض مسرحي قدمته الممثلة علية جبور احتفاء بالشاعر والصحفي عبد الحميد بنداوود والذي احتضنه المركب الثقافي في مدينة القنيطرة قد نظم بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط ، وبتنسيق مع المديرية الجهوية بجهة الرباط سلا القنيطرة ، والمديرية الإقليمية في مدينة القنيطرة.


الكاتب : شهرزاد عجرودي

  

بتاريخ : 25/12/2017