يمكن القول إن المباراة التي جمعت حسنية أكادير بضيفه الوداد البيضاوي، برسم الدورة 13 من الدوري الاحترافي، على بعد دورتين من نهاية فترة الذهاب، شكلت مناسبة قدم خلالها الفريق الأكاديري أمام بطل المغرب للموسم الماضي والفائز بعصبة الأبطال الإفريقية، أوراق اعتماده كمتصدر لترتيب البطولة الاحترافية الحالية، وذلك بعد نزال أظهر فيه الأكاديريون، وبوضوح، أنهم يتطلعون وبقوة للفوز ببطولة الخريف، التي سيحسم أمرها نهاية الأسبوع الحالي.
وقد انطلقت مجريات المباراة في شوطها الأول على إيقاع حذر من الطرفين، اللذين اعتمدا خطة ملء منطقة الوسط، مما نتج عنه ندرة في فرص التهديف باستثناء فرصة بدر كشاني، التي لم تجد أي متلقي في المعترك الودادي.
وفي حدود الدقيقة 24 سيتمكن الفريق المحلي من الحصول على ضربة جزاء، بعد أن تم إسقاط كشاني داخل المربع من طرف كومارا. ضربة الجزاء هذه سيحولها العميد جلال الداودي إلى هدف، ليمنح فريقه التفوق، والذي كان الهدف الوحيد في المباراة.
ومن الجانب الودادي لم يكن هناك أي تحرك هجومي، ما عدا محاولة وحيدة لنوصير من تسديدة لم تشكل أي خطورة على الحارس الحواصلي.
وخلال الشوط الثاني، واصل المحليون ضغطهم على مرمى زهير لعروبي، الذي أنقذ مرماه من عدة فرص محققة. وقد بادر مدرب الوداد الحسين عموتة إلى إقحام كل من إسماعيل الحداد ومحمد أوناجم لإعطاء حركية أكبر لهجوم فريقه، لكن النهج الذي سلكه لاعبو الحسنية، باعتماد خطة الدفاع المتقدم والضغط على حامل الكرة حد من خطورة عناصر الوداد التي، ينبغي قولها بصراحة، لم تكن «في نهارها».
وبالمقابل كان بإمكان لاعبي الحسنية أن يتفوقوا بأكثر من هدف، وبالأخص بعد إقحام بديع أووك في حدود الدقيقة 77، والذي خلقت تسرباته خطورة حقيقية في المعترك الودادي، حدت منها بعض التدخلات الحاسمة للحارس لعروبي.
يبقى أن نشير إلى أن هذه المباراة جرت في أجواء جد حماسية، بفعل الحضور الجماهيري الذي عرفته، حيث تجاوز تعداد الجمهور الحاضر15 ألف متفرج، كان ضمنهم ما يزيد على ألفي متفرج من أنصار الوداد.
وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة عبر مدرب الحسنية، ميخائيل غاموندي، عن رضاه على المستوى الذي ظهر به فريقه، الذي أدى مباراة جيدة أظهر خلالها فعالية كبيرة  دفاعيا وهجوميا. أما مدرب الوداد عموتة فقد حمل المسؤولية للاعبي فريقه الذين، حسب تعبيره، غاب عنهم الحس التكتيكي والفعالية في هذه المباراة. كما أكد أن الفريق الأكاديري يستحق انتصاره بحكم الأداء الذي أظهره خلال هذه المباراة، التي ينبغي القول إنها كانت ذات مستوى طيب، وقدمت فرجة لم تحضر في مباريات أخرى من مباريات هذ الدورة.