يـا صـاح

يَـا صَـــاحْ
لِمَنْ تَرَكْتَنَا
فَالدَّمْعُ أَعْمَانَا
وَهَذَا الدَّمُ
مُسْتَبَـــاحْ
***
يَا صَاحِبِي
لَمْ يَبْقَ فِي الصَّدْرِ
مَجَالٌ لِلْجِرَاحْ

***
يَا صَاحِبِي
إِنَّا قَتَلْنَاكْ
وَقَتَلْتَنَا مَعَكْ
إِنَّا فَقَدْنَاكْ
وَفَقَدْنَا قَلْبَنَا
حِينَ مَضَى
وَشَيَّعَكْ
***
يَا صَاحِبَ الْحُلْمِ الْعَنِيدْ
اسْمُكَ لاَ يَزَالُ فِي الْقَصَائِدْ
وَلاَ يَزَالُ فِي الدَّفَاتِرْ
دِمَاكَ لاَ تَزَالُ فِي الْخَنَاجِرْ
***
سِيرَتُكَ الْأُولَى هُنَاكْ
تَكْمِلَةٌ لِدَوْحَةِ النَّاشِرْ1
سِيرَتُكَ الْأُخْرَى هُنَا
تَرْجَمَةٌ لِدَوْحَةِ الشَّاعِرْ
***
يَا صَاحِبِي بَكَى عَلَيْكَ الْمُعْتَمِدْ
وَأَصْدِقَاؤُهُ بَكَوْا
بَكَتْ عَلَيْكُمَا اعْتِمَادْ
***
يَا صَاحْ
وَيَا مُرَادُ يَا حَمِيدُ يَا صَلاَحْ
وَيَا كَرِيمُ يَا ثُرَيَّا يَا شَرَفْ
وَيَا عَلِيُّ يَا صَبَاحْ
وَيَا حَسَنْ وَيَا وَطَنْ
يَا بَرَكَاتْ
وَيَا جِبَال يَا جَمَالُ يَا وَفَاءْ2…
مَنْ ذَا يَدُلُّ الشُّعَرَاءَ
نَحْوَ رَأْسِ الْمَاءْ
***
وَيَا قَرِيبُ
يَا بَعِيدُ
يَا حَبِيبُ يَا غَرِيبُ
يَا شَهِيدُ
يَا صَدِيقُ يَا رَفِيقُ
يَا حَمِيدُ
هَلْ تَذْكُرُ الْقَصِيدَةَ الَّتِي نَسِيتَهَا
فِي بَارَادُورْ
هَلْ تَذْكُرُ
أَغَانِيَ التْرُوبَادُورْ
وَالْمُوَشَّحَ الَّذِي شَدَا فِي «أُوطِيل مَدْرِيدْ»3
وَشَاعِراً شَرِبَ ذَاتَ لَيْلَةٍ
أُمَّ الرَّبِيعْ
وَالدَّمْعَةَ الْحَرَّى الَّتِي
تَذْرِفُهَا عَلَيْكَ بَابُ الْعَيْنْ4

***
وَهَلْ وَهَلْ وَهَلْ
تَذْكُرُ مَا حَصَلْ
وَمَنْ فَعَلْ
وَمَنْ رَأَى وَمَنْ قَتَلْ
وَمَنْ مَضَى وَمَنْ رَحَلْ

***
أَنَا أَيْضاً تَذَكَّرْتُكَ
ثُمَّ ذَكَّرْتَنِي بِكُلِّ شَيْءْ
وَتَذَكَّرْتُ بِأَنَّنَا فَقَدْنَاكَ
وَفَقَدْنَا كُلَّ شَيْءٍ
كُلَّ حُبٍّ كُلَّ دَرْبٍ
كُلَّ شِعْرٍ كُلَّ قَوْلٍ
كُلَّ كُلٍّ
كُلَّ شَيْءٍ
كُلَّ شَيْءْ
(Endnotes)
1 – «دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر» كتاب نفيس لمحمد بن عسكر الحسني الشفشاوني، من مؤرخي القرن السادس عشر.
2 – الإحالة هنا على أسماء شعراء وكتاب من أصدقاء الراحل.
3 – من فنادق شفشاون.
4 – «باب العين» من أبواب المدينة العتيقة لشفشاون، تطل على المدينة التي دفن بها الراحل


الكاتب :  مخلص الصغير

  

بتاريخ : 29/12/2017