تظاهرات إيران بين الدوافع الاقتصادية والشعارات السياسية

رغم الشعارات المناوئة للنظام التي رددها المتظاهرون في إيران، يرى الخبراء أن الدافع الأكبر لحركة الاحتجاج الجديدة هذه هي إجراءات التقشف التي اتخذتها السلطات.
ويقول إسفنديار بتمانقليج مؤسس مجموعة “أوروبا إيران بزنس فوروم” لوكالة فرانس برس “ما يجعل الناس تنزل للشوارع عادة هي المشاكل الاقتصادية، والإحباط من عدم وجود فرص عمل، والغموض في مستقبل أولادهم”.
ويضيف “لا شك أن إجراءات التقشف صعبة على (الرئيس حسن) روحاني، لكنها ضرورية لمواجهة التضخم ومشكلات العملة ولمحاولة تحسين قدرة إيران على جذب الاستثمارات”.
لكن صبر الناس لا بد أن ينفد من هذه الإجراءات، بعد مدة طويلة من العقوبات المفروضة على طهران، بحسب المحلل.
انطلقت شرارة هذه الاحتجاجات الخميس في مدينة مشهد، ثاني كبرى المدن الإيرانية، وسرعان ما عم ت عددا كبيرا من مدن البلاد، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص وتوقيف المئات ووقوع أعمال عنف في مناطق عدة.
ولم يتردد بعض المتظاهرين عن الذهاب بعيدا في الشعارات مرددين “الموت للطاغية” ومستهدفين عددا من رموز النظام، في هذه الاحتجاجات الأكبر منذ العام 2009.
واتهمت السلطات “عناصر معادية للثورة” تقيم في الخارج بالوقوف وراء حركة الاحتجاج.
لكن البعض يشتبه في أن المحافظين، المنافسين لحسن روحاني والتيار الإصلاحي، يريدون عرقلة السياسة الاقتصادية للحكومة.
وقال المحلل السياسي المقيم في طهران أمير محبيان “هناك أدلة، ولا سيما في مشهد، على أن التظاهرات كانت منس قة لتمرير رسائل سياسية”.
ورأى في حديث لوكالة تسنيم إن منظمي التظاهرات لم يتوق عوا على الأرجح أن تتسع بهذا الشكل مضيفا “لا يمكن اللعب بحركات الاحتجاج”.
لكن الغضب الذي أثارته الأوضاع الاقتصادية ينتشر في المجتمع الإيراني منذ سنوات، وقد هيمن على الانتخابات الرئاسية التي جرت في أيار/مايو الماضي.
وازداد الغضب مع انهيار مؤسسات إقراض كانت تتعامل مع ملايين المستثمرين. وهذه الشركات انتشرت في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وانهارت مع انفجار الفقاعة العقارية.
ويقول المحلل السياسي المقيم في طهران مجتبى موسوي “لم تفاجئني هذه التظاهرات، لقد شهدنا في العامين الماضيين تظاهرات ضد المصارف وشركات الإقراض”.
ويضيف لوكالة فرانس برس “كل الناس يقولون إن المتظاهرين هم من الفقراء، لكن هناك الكثير من المتظاهرين من أبناء الطبقة الوسطى الذين فقدوا أموالهم”.
وإضافة إلى الدوافع الاقتصادية الواضحة، ترتفع في إيران الأصوات المعترضة على التضييق على الحريات المدنية. حتى أن البعض من أوساط المحافظين يرون أن هامش الاحتجاج المتاح للإيرانيين ضيق.
وقال المتحدث باسم جمعية علماء الدين المجاهدين ذات التوجهات المحافظة غلام رضا مصباحي مقدام “دستورنا يقر حق التظاهر، لكن من الناحية العملية ليس هناك آليات لذلك”.
وأضاف لوكالة إيسنا “ينبغي على المسؤولين أن ي نصتوا للشعب. وعلى وسائل الإعلام أيضا مسؤولية أن تغطي التظاهرات”.
والأحد دعا الرئيس حسن روحاني أيضا إلى منح المواطنين “مساحة للنقد”.
يستبعد بعض المحللين أن تشك ل حركة الاحتجاج الجديدة هذه تهديدا جديا على نظام الجمهورية الإسلامية، ولا سيما لكونها غير منظ مة.
ويبدو أن الشعارات السياسية المرفوعة كانت مفيدة للنظام من حيث إعطاؤه المبرر لقمع التظاهرات ووصف مطلقيها بأنهم أعداء للمجتمع.
ويقول موسوي “النظام يفض ل التظاهرات السياسية، لأن التظاهرات ذات المطالب الاقتصادية يصعب السيطرة عليها”.
تسعة قتلى في اضطرابات في إيران ليلا

قتل تسعة اشخاص ليل الاثنين في عدد من مدن محافظة أصفهان بوسط إيران في أعمال عنف على ارتباط بالاحتجاجات التي تهز هذا البلد منذ الخميس، على ما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني الثلاثاء.
وقتل ستة متظاهرين في مواجهات مع قوات الأمن فيما كانوا يحاولون مهاجمة مركز للشرطة في مدينة قهدريجان البالغ عدد سكانها حوالى 30 ألف نسمة.
كما قتل فتى في الـ11 من العمر وأصيب والده بجروح بنيران متظاهرين اثناء عبورهما قرب تجمع في خميني شهر.
وقتل عنصر في الحرس الثوري الإيراني وأصيب آخر برصاص أطلق من سلاح صيد في كهريز سانغ.
وكانت السلطات أعلنت مساء الاثنين عن مقتل شرطي برصاص اطلق من سلاح صيد في نجف اباد.
وأفاد التلفزيون الرسمي عن توقيف مئة شخص مساء الاثنين في المحافظة.
وبذلك تصل إلى 21 قتيلا حصيلة التظاهرات التي بدأت الخميس في مشهد، ثاني مدن إيران، احتجاجا على الضائقة الاقتصادية والحكومة.
توقيف 450 شخصا منذ السبت في طهران

أوقف حوالى 450 شخصا منذ السبت في طهران في ظل التظاهرات المتواصلة في إيران منذ الخميس احتجاجا على الضائقة الاقتصادية، وفق ما أعلن مسؤول محلي.
وقال نائب محافظ طهران علي أصغر ناصر بخت متحدثا لوكالة إيلنا العمالية القريبة من الإصلاحيين “أوقف مئتا شخص السبت و150 الأحد وحوالى مئة الاثنين”.
ويقدر عدد الذين نزلوا إلى الشارع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في طهران محاولين التظاهر ببضع مئات، في حين شهدت مدن عديدة في أنحاء إيران أعمال عنف منذ انطلاق الاحتجاجات الخميس في مشهد (شمال شرق)، ثاني أكبر مدن البلاد.
وقال ناصر بخت “نعتبر أن الوضع في طهران أكثر هدوءا من الأيام السابقة. وبالأساس، كان الوضع امس (الاثنين) أكثر هدوءا من الأيام السابقة”.
وأضاف أن قاعدة ثار الله التابعة للحرس الثوري والمكلفة الأمن في العاصمة في حال وقوع اضطرابات، لم تتلق أي طلب للتدخل، مشيرا إلى أن التدخل في طهران يقتصر في الوقت الحاضر على قوات الأمن.
لكن نائب قائد القاعدة العميد اسماعيل كوثري أعلن “لن نسمح بأي من الأحوال أن يستمر انعدام الامن في طهران” محذرا بحسب التلفزيون الرسمي بأنه “إن تواصل الأمر، فسوف يتخذ المسؤولون قرارات لوضع حد له”.

التظاهرات في ايران منذ الخميس

تشهد ايران الخاضعة منذ سنوات لعقوبات دولية فرضت عليها بسبب أنشطتها النووية الحساسة، تظاهرات مستمرة منذ الخميس احتجاجا على الضائقة الاقتصادية وضد الحكومة.وقتل 12 شخصا في الاضطرابات فيما اعتقل العشرات.
وهي أكبر موجة تظاهرات منذ الحركة الاحتجاجية ضد اعادة انتخاب الرئيس السابق المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد عام 2009 والتي قابلها النظام بموجة قمع شديدة.
– بثت القناة التابعة للاصلاحيين مشاهد فيديو يظهر فيها المحتجون يرددون “الموت لروحاني” وينتقدون التزامات الحكومة في قضايا اقليمية بدلا من التركيز على القضايا الداخلية.
– النائب الأول للرئيس اسحق جهانغيري يتهم المعارضين بالوقوف خلف الاحتجاجات ويؤكد أن “بعض الأحداث التي وقعت في البلاد كانت بذريعة مشكلات اقتصادية لكن يبدو أن هناك أمرا آخر خلفها”.
– الولايات المتحدة تندد بموجة الاعتقالات. والمتحدثة باسم الخارجية الأميركية تصرح أن “القادة الإيرانيين حولوا بلدا مزدهرا له تاريخ وثقافة غنيين الى دولة مارقة تصد ر العنف وسفك الدماء والفوضى”.
– وزير الداخلية الإيراني يطلب من المواطنين عدم المشاركة في “تجمعات مخالفة للقانون”. وقال عبد الرضا رحماني فضلي إن “قوات الأمن والسلطة القضائية حاولت حتى الآن التعامل معها حتى لا تحصل مشكلة”.
– قرابة الظهر، قوات الأمن تستخدم قنابل مسيلة للدموع لتفريق عشرات الطلاب المتجمعين أمام المدخل الرئيسي لجامعة طهران، قبل أن يسيطر على الموقع مئات الطلاب المؤيدين للنظام مرددين شعارات ضد “العصيان”.
– عند العصر، مئات يتظاهرون في حي الجامعة هاتفين شعارات معادية للسلطة قبل أن تفرقهم الشرطة.
– الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكرر تحذيراته إلى النظام الإيراني مؤكدا أن “الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.
– مقتل اثنين من المتظاهرين ليل 30 إلى 31 ديسمبر في صدامات في مدينة دورود (غرب)، وفق ما أعلن نائب حاكم محافظة لورستان حبيب الله خوجاستهبور، مؤكدا أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين. وتظهر اشرطة مصورة الاف الاشخاص يتظاهرون في مدن ايرانية عدة.
– فرض قيود مجددا على موقعي تلغرام وانستغرام على الهواتف النقالة. واتهمت السلطات مجموعات “معادية للثورة” تتمركز خارج البلاد باستخدام هذين الموقعين لدعوة الناس الى التظاهر واستخدام قنابل مولوتوف وأسلحة نارية.
– يرفض الرئيس حسن روحاني “العنف وتدمير الممتلكات العامة” لكنه يؤكد انه يجب تأمين “مساحة يتمكن عبرها انصار الثورة والشعب من التعبير عن قلقهم اليومي”.
– مساء الاحد، تظاهرات عنيفة تعم نحو عشر مدن ايرانية.
– قتل ستة أشخاص بـ”إطلاق نار مشبوه” على هامش أعمال عنف في مدينة تويسركان (غرب)، بحسب التلفزيون الرسمي، بعد أن كانت وسائل الاعلام أشارت سابقا إلى سقوط أربعة قتلى في مدينتي ايذج (جنوب غرب) ودورود (غرب).
– في الاول من يناير 2018، يعلن الرئيس روحاني ان الشعب الايراني سيرد على “مثيري الاضطرابات والخارجين عن القانون” واصفا المحتجين بانهم “اقلية صغيرة (…) توجه اهانة الى القيم المقدسة والثورية”.
– يؤكد الرئيس ترامب انه حان “وقت التغيير” في ايران.
– وزارة الخارجية الروسية تعتبر ان ما يحصل “قضية داخلية ايرانية” مؤكدة ان “اي تدخل خارجي يزعزع استقرار الوضع هو امر مرفوض”.
– مساء الاثنين، مجموعات صغيرة من المتظاهرين بعضها يطلق شعارات مناهضة للنظام تتجمع في وسط طهران وسط انتشار امني كثيف.
روحاني يحذر وترامب يعتبر انه “زمن التغيير”

حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الاثنين من أن الشعب “سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون” فيما ق تل عشرة أشخاص ليل الاحد، في أسوأ أعمال عنف تشهدها ايران منذ بدء الاحتجاجات الخميس ضد الحكومة والظروف المعيشية الصعبة، في تظاهرات غير مسبوقة منذ 2009.
من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين أن “زمن التغيير” حان في إيران، بعدما أكد في وقت سابق أن “الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.
ولم تفلح الدعوة التي وج هها روحاني ليلا إلى الهدوء وإعلانه أنه يناصر توفير هامش أكبر من حرية الانتقاد، في تهدئة الأجواء.
وصباح الإثنين، عاد وشد د خطابه تجاه من سماهم “أقلية صغيرة” قائلا إن الشعب “سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون”.
ولليلة الرابعة على التوالي، خرجت تظاهرات جديدة مساء الأحد في مدن عدة بينها طهران، احتجاجا على الضائقة الاقتصادية والبطالة والغلاء والفساد.
وأظهرت مقاطع مصو رة بث ت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل متظاهرين يهاجمون مباني عامة منها مراكز دينية ومصارف تابعة للباسيج (القوات شبه العسكرية المرتبطة بالحرس الثوري) أو يضرمون النار بسيارات للشرطة.
وحذر الرئيس الإيراني في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي أن “أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها” مضيفا أن “الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديدا، والشعب سيرد بنفسه على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون”.
وأضاف روحاني “اقتصادنا بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة، وعلينا أن نتحد جميعا”، مؤكدا أن الحكومة عازمة على “تسوية مشكلات المواطنين”.
وكان روحاني أقر الأحد بضرورة منح السلطات مواطنيها “مساحة للانتقاد”، ومحذ را المتظاهرين من أي أعمال عنف.
من جهته، أكد رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني أن “على من لديهم مطالبات محقة أن يعبروا عنها بالطريقة القانونية” وأن المطلوب “التعامل بقوة ضد أولئك الذين يرتكبون أعمال تخريب وينشرون الفوضى”، بحسب وسائل اعلام تلفزيونية.
وانتخب روحاني لولاية ثانية في مايو الماضي، مساهما في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
وعقد الإيرانيون آمالا كبيرة أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى حول الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد.
ونظمت الإثنين تظاهرات داعمة للسلطة في مواجهة الاحتجاجات ضد الحكومة و”مثيري الاضطرابات” في مدن عدة بينها رشت وزنجان والاهواز وتاكستان.
ومنذ بداية الاضطرابات، أوقف نحو 400 شخص من بينهم 200 في طهران، بحسب ما أوردت وسائل اعلام، قبل أن يتم الافراج عن نحو مئة منهم.
وقال مؤسس منتدى الأعمال الاوروبي الايراني إسفنديار باتمانغيليدج لوكالة فرانس برس “ما يجعل الايرانيين ينزلون الى الشارع في معظم الأحيان، هي المشاكل الاقتصادية العادية والشعور بالاحباط جراء نقص فرص العمل وعدم استقرار مستقبل أولادهم”.
ورأى ان ما تسبب بالاضطرابات هو تدابير التقشف التي اتخذها روحاني مثل خفض الموازنات الاجتماعية أو رفع أسعار المحروقات.
وفي رد فعل جديد على التظاهرات في ايران، كتب ترامب على تويتر الاثنين “الشعب الإيراني العظيم مقموع منذ سنوات وهو متعطش إلى الغذاء والحرية. ثروات إيران تنهب، وكذلك حقوق الإنسان. حان زمن التغيير”.
وكان روحاني اعتبر الأحد أن ترامب “الذي يقف بكليته ضد الامة الايرانية لا يحق له ان يشفق على شعب ايران”.
الاتحاد الاوروبي : حق التظاهر

أعرب الاتحاد الاوروبي الاثنين عن “أمله” في أن “تضمن” طهران حق التظاهر، وذلك في اليوم الخامس من التظاهرات التي شهدتها ايران ضد حكومة الرئيس حسن روحاني وتخلل بعضها أعمال عنف دموية.
وقالت متحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني “تابعنا التظاهرات التي قام بها المواطنون الإيرانيون خلال الأيام الماضية. كنا على اتصال بالسلطات الإيرانية، ونتوقع أن يكون الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير مضمونا بعد التصريحات العلنية للرئيس روحاني”.
وأضافت “سنواصل رصد التطورات”.
من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين أن “زمن التغيير” حان في إيران، بعدما أكد في وقت سابق أن “الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.
وانتخب روحاني لولاية ثانية في مايو الماضي، بعدما ساهم في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
وعقد الإيرانيون آمالا كبيرة أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى حول الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد.
التدخل الخارجي غير مقبول

-اعلنت وزارة الخارجية الروسية امس الاثنين إن موسكو تأمل في ألا تتحول الاحتجاجات الحاشدة الراهنة في إيران إلى عنف حاد، مضيفة أن أي تدخل خارجي في الأمر أمر غير مقبول.
ونقل الإعلام الروسي عن المتحدث باسم الخارجية الروسية “هذا شأن إيراني داخلي. نأمل ألا يتطور الوضع إلى سيناريو من العنف وإراقة الدماء.” وأوضحت الوزارة أن أي تدخل خارجي يزعزع استقرار الوضع أمر غير مقبول. وحسب الإعلام الإيراني فقد ق تل ما لا يقل عن 15 شخصا في المسيرات الحاشدة التي تعم إيران احتجاجا على النظام الحاكم…
تركيا “قلقة” وتحذر من التصعيد

أعربت تركيا عن “قلقها” إزاء التظاهرات المتواصلة في ايران المجاورة منذ الخميس احتجاجا على الضائقة الاقتصادية والحكومة، محذرة من مغبة اي تصعيد للاضطرابات.
وقالت وزارة الخارجية في بيان ان “تركيا قلقة ازاء الانباء عن ان التظاهرات في ايران … تتمدد وتوقع قتلى وايضا ازاء الأضرار التي لحقت ببعض المباني الحكومية” داعية “الى تغليب المنطق لمنع اي تصعيد”.
وقالت تركيا — التي شهدت بدورها تظاهرات ضد الرئيس رجب طيب اردوغان في 2013 عندما كان رئيسا للوزراء — انها “تعلق اهمية كبرى على الحفاظ على السلم والاستقرار في ايران الصديقة والشقيقة”.
وقالت الوزارة انه ينبغي الالتزام بتصريحات روحاني التي يحذر فيها من انتهاك القوانين والحاق الاضرار بالممتلكات العامة.
وقالت “نعتقد انه ينبغي تجنب العنف والاستفزازات” محذرة من “تدخلات خارجية”.
وتركيا التي تعود خصومتها مع ايران الى حروب النفوذ بين الامبراطورية العثمانية والامبراطورية الفارسية، كانت لها مواقف شائكة في العلاقات مع طهران.
فطالما انتقد اردوغان “الامبريالية الفارسية” في الشرق الاوسط لكن العلاقات تحسنت في الاشهر القليلة الماضية وسط مساعي موسكو وطهران العمل بشكل وثيق مع انقرة لوقف النزاع في سوريا.
وعبرت الصحف المحافظة في تركيا على صفحاتها الاولى عن القلق البالغ ازاء الاحتجاجات التي وصفتها صحيفة يني شفق الموالية للحكومة “بالتصعيد الخطير”.
وقالت صحيفة ستار على صفحتها الاولى “اللعبة القذرة هي الان في ايران”، فيما كتبت صحيفة يني اكيت “الغرب يقف وراء الفتنة في ايران … اذا نجحت هناك، يكون الهدف تركيا”.
سكان طهران يشكون من الضغوط الاقتصادية و”الحياة البالغة الصعوبة”

بقيت شوارع طهران بعيدة نوعا ما عن التظاهرات التي تشهدها مدن اخرى في ايران، لكن لا يزال لدى سكان العاصمة كثير من الشكاوى التي يطالبون الحكومة بالتحرك لمعالجتها.
وتقول فرزانه مرضية (42 عاما) ام لولدين “الحياة صعبة جدا. نرزح تحت عبء الاسعار المرتفعة. زوجي موظف حكومي لكن راتبه لا يكفي لسد احتياجاتنا”.
وتضيف ان معظم افراد اسرتها يعملون في مصنع للسجاد في بلدة كاشان التي تبعد 250 كلم جنوب طهران، لكنهم خسروا جميعا وظائفهم مؤخرا.
وتوضح ان “صاحب المصنع غير قادر على شراء الخيوط للسجاد فصرف الجميع. كيف لهم ان يعيشوا؟”.
ويمكن سماع هذه الرواية في مختلف انحاء ايران التي تسعى للخروج من سنوات من سوء ادارة اقتصادية وعقوبات دولية انهكتها.
مساء الاحد، استمع اهالي طهران لكلمة الرئيس حسن روحاني تعليقا على التظاهرات في مدن ايرانية عدة منذ الخميس، والتي قال فيها ان الشعب له حق التظاهر ولكن يجب الا يلجأ الى العنف.
وقالت سريتا محمدي وهي معلمة تبلغ 35 عاما “يقول ان الشعب له حق التظاهر لكننا نخشى التكلم. حتى الان اخشى التحدث اليك”.
وتضيف “اذا كانت لدينا حرية التكلم والاحتجاج، لماذا ن شر هذا العدد الكبير من القوات في الشوارع؟”.
رغم ذلك فإن العديد من الناس مستاؤون من اعمال العنف التي يمارسها المتظاهرون الذين هاجموا مصارف ومباني حكومية ورموزا للنظام.
وتتفق سارة وهي طالبة عمرها 26 عاما مع موقف الحكومة القائل أن الاحتجاجات “ت دار من الخارج”. لكنها مع ذلك تشعر بأن الاحتجاجات بدأت بسبب “الصعوبات الاقتصادية لدى المواطنين”.
وتقول شيفا دانشفار وهي ربة منزل عمرها 55 عاما “لا أويد التظاهرات التي يتم فيها تخريب الممتلكات العامة. وعندما يحطم البعض النوافذ، علينا ان ندفع ثمنها في ما بعد”.
لكن الجميع يدركون مشاعر الاحباط التي تسود المجتمع الايراني.
ويقول ناصر خلف (52 عاما) العامل في شركة نفط “اعتقد ان الناس لا يحبون تخريب الاماكن واحراقها، لكنها الطريقة الوحيدة التي يمكنهم فيها اسماع صوتهم”.
ويشعر كثيرون بأن الشعب لم يكافأ على تحمل عقود من الصعوبات — الفوضى التي اعقبت ثورة 1979 وثماني سنوات من الحرب الوحشية مع العراق في ثمانينات القرن الماضي والعقوبات الاميركية الاخيرة.
وتقول اريا رحماني الممرضة البالغة 27 عاما “بعد 40 سنة أدركوا ان كل تلك الصعوبات … كانت عبثا”.
وتضيف “امارس عملي ولكن يساورني دائما القلق حول ما اذا كنت سأ طرد غدا”.
وتؤكد “يقول السيد روحاني +تظاهروا بطريقة صحيحة+ ولكن ما هي الطريقة الصحيحة؟ اذا قلت له +سيد روحاني، انا انسانة متعلمة لكني عاطلة من العمل+ … لن يكترث للموضوع”.
قوبلت تغريدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب المتكررة الداعمة للاحتجاجات بسخرية.
وتقول رحماني “الدعم اللفظي لا ينفع. إنه يعيش في قصره، وانا هنا معتقلة. ماذا يمكن لترامب ان يفعل؟”.
ويعلق خلف “كان الاجدى له أن لا يؤيد التظاهرات” مضيفا ان الدعم الخارجي من مجموعات المعارضة ايضا غير مرحب به.
وكثير من الايرانيين لا يثقون بترامب بعدما منعهم من دخول الولايات المتحدة في اطار حظره على رعايا الدول المتهمة “بالارهاب”.
وتقول ربة المنزل مرضية “على الحكومة ان تحسن وضع الناس الى مستوى لا يجرؤ فيه ترامب على التفوه بذلك”.
ويشعر الايرانيون فوق ذلك كله بالاحباط لان بلادهم فشلت في الاستفادة من قدراتها الضخمة.
وتقول مرضية “بلدنا حقيقة كالذهب. اي شيء تفكر فيه تجده في ايران. لكننا لا نستفيد من الاشياء الموجودة في بلدنا”.
ولا يزال مسار التظاهرات غير واضح مع غياب بنية قيادية واضحة توجهها.
ويوضح خلف الموظف في شركة نفط ان ما يحصل قد يكون أصعب من التظاهرات الشعبية في اعقاب الاتهامات بالتزوير في انتخابات 2009.
ويقول “عندما نزل الناس الى الشوارع في 2009، حصل ذلك في طهران فقط وتمكنوا بسهولة من سحقها”.
ويضيف “عندما تكون (التظاهرات) على نطاق واسع، لا يمكن ارسال عدد كبير من قوات” الامن.

ايران قوة شيعية كبرى في الشرق الأوسط

تعتبر ايران، التي تواجه منذ الخميس الفائت الحركة الاحتجاجية الأوسع منذ 2009 ضد الحكومة وتردي الظروف المعيشية، قوة شيعية كبرى في الشرق الأوسط في مواجهة خصمها اللدود السعودية، القوة الاقليمية السنية.
ايران التي تعد أكثر من 80 مليون نسمة مع طبقة وسطى كبيرة نسبيا، والعضو المؤسس في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، تملك احتياطي الغاز الثاني عالميا بعد روسيا، واحتياطي البترول الرابع عالميا.
بعد عام من دخول الاتفاق النووي الايراني حي ز التنفيذ في كانون الثاني/يناير 2016، تم رفع قسم من العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، الأمر الذي سمح لها باستعادة صادرات النفط الخام وتسريع المبادلات التجارية مع الاتحاد الاوروبي.
لكن الشركات العالمية تبقى عموما مترددة في الاستثمار في البلاد بسبب عقوبات أميركية لا تزال سارية.
وبحسب البنك الدولي، بلغ اجمالي الدخل السنوي للفرد الواحد في ايران 5470 دولارا عام 2016، مقابل 6950 دولارا عام 2013.
وتم اقرار موازنة تقشف في مارس 2015، بعد انهيار أسعار النفط.
وبلغت نسبة البطالة 12,5% من عدد السكان العاملين، 27% بينهم من الشباب.
حكمت سلاسة بهلوي ايران بين عامي 1925 و1979.
وفي 1979، أطاحت الثورة الاسلامية بشاه ايران محمد رضا بهلوي الذي كان تولى الحكم في 1941. وعاد اية الله روح الله الخميني الذي نفاه الشاه عام 1964، الى طهران منتصرا.
وبين عامي 1980 و1988، أوقعت حرب مع العراق مليون قتيل في البلدين.
تعتبر ايران الخصم الاقليمي اللدود للسعودية. وتدعم القوتان معسكرين مختلفين في نزاعات اقليمية عديدة، خصوصا في سوريا واليمن.
منذ بداية النزاع السوري عام 2011، شكلت طهران بمساعدة حزب الله الشيعي اللبناني، الداعم الاقليمي الرئيسي، عسكريا وماليا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتدعم السعودية من جهتها فصائل سورية معارضة.
وتتهم الرياض طهران بتقديم الدعم العسكري للمتمردين الحوثيين في اليمن، الأمر الذي تنفيه طهران.
بعد وفاة الخميني عام 1989، اختير علي خامنئي مرشدا أعلى وقام المحافظ المعتدل أكبر هاشمي رفسنجاني الذي انتخب رئيسا، باصلاحات اقتصادية.
عام 1997، انتخب الاصلاحي محمد خاتمي خلفا لرفسنجاني واستمر رئيسا حتى انتخاب المحافظ محمود احمدي نجاد في 2005 والذي أدت اعادة انتخابه عام 2009 الى تظاهرات قمعتها السلطات بشدة.
وكانت اسرائيل والغربيون يتهمون طهران بالسعي الى صنع الأسلحة النووية تحت غطاء برنامج مدني، خصوصا بسبب انتاجها لليورانيوم المخصب، الأمر الذي واظبت ايران على نفيه.
ويهدف الاتفاق الى ضمان الطابع السلمي لبرنامج ايران النووي، مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية عنها.
السلطات الاساسية بحسب الدستور هي في يد المرشد الأعلى علي خامنئي. اما الرئيس الذي ينتخب لأربع سنوات فيعين الحكومة التي من المفترض أن يحصل اعضاؤها على ثقة البرلمان.
ومهمة مجلس الخبراء تعيين المرشد الاعلى والاشراف على عمله واقالته اذا استدعى الامر.
وتعتبر صلاحيات مجلس الشورى (البرلمان) محدودة مقارنة بمؤسسات أخرى مثل مجلس صيانة الدستور، المؤلف جزئيا من رجال دين يعينهم المرشد الأعلى.
ويتولى مجلس تشخيص مصلحة النظام تقديم المشورة الى المرشد الأعلى وبت الخلافات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور.


بتاريخ : 04/01/2018