شعر … ذهولٌ

…..

خطواتي التي تقبع الآن في قيد شيخوختيِ،
المستكينة بعد جموحيَ إثْرَ غروب ظلال
يفاع تركتُ ورائيَ أفياءها،
كم تَحِنًّ إلى طرقات عدوتُ بها،
ثم أبتً إلى ساحةٍ وجثمتُ بها.

وانثنيتُ إليها بأجنحة الحلم،
لم يكن الطفل يخشى سراديب خلفِها ،
أو يتراجع عن نزوة في ثمارٍ
رآها هناك على غصُنٍ عابر؛
زهرة الجلُّنَـارِ الي هيَّجَتْ في دواخله
صُوَراً كَيْفَ ينسَى تلاوينها:
ساهياً في انحداريَ ذات ربيعٍ
وملءَ يدي ما أريد ،
ولكن صغيري الوديع تداعى إلى اللهو
عن فتنةِ الزهْر في ظلِّ محبوبتي،
( يا أمنيات الغرير، تخلين عنه،
وكانَ على غِرّة حين قابلنه)
لم تكن رغباتي قد وضُحَتْ،
وأمامي ازدحمن بروعاتهنّ
ـ وكُلِّ مثيرِ دمٍ ـ عاصفاتٍ
بلا رحمة من سيوف
بها الوقت يطعن في الغافلين ،
تمنيت من بعدُ إذ شختُ
عودة ما بذلته النجومُ ،
وما وضعته أمامي من غابر الأمنيات.

اعترانيَ شبه ذهولٍ فخابتْ يدي وعودي،
ولم يرحمِ الضوءُ ما كانَ
من رغبتي السافرة.
آخرَ العمْر لا أهربُ الآن من فرصي الحالمة
ولكن شقائي كان مع البدءِ …
كنتُ وحيداً ، يطاردني سوطُ خوفيَ ،
مستعجلاً خطوتيَ النافرة


الكاتب : أحمد بنميمون

  

بتاريخ : 05/01/2018