السليماني تفوز بجائزة «بوزغيبة» الدولية للفن الساخر

فازت الكاتبة والصحافية ليلى السليماني بجائزة بوزغيبة الدولية للفن الساخر بالمغرب في نسختها الثالثة عشرة، تقديراً لمؤلفاتها التي تناولت حتمية النضال المجتمعي ومساندتها وتحفيزها على المضي قدماً إلى الأمام، وكذلك دفاعاً عن حقها في التفكير والتعبير والمعتقد، حسب ما جاء في بيان منح الجائزة.
وتعتبر السليماني ثاني امرأة تفوز بهذه الجائزة بعد الأسترالية باتريسيا بيسينيني التي خلقت منحوتاتها ضجة في العالم العربي، حيث امتزجت الأحاديث المتداولة على نطاق واسع باللاهوت والشعوذة.
وتعرضت ليلى بدورها تعرضت لسوء الفهم، لأنها حاولت ربط مؤلفاتها بحتمية النضال المجتمعي، لذا جاءت الجائزة في اللحظة المواتية لمساندتها، وتحفيزها على المضي قدما إلى الأمام، وكذلك دفاعا عن حقها في التفكير والتعبير والمعتقد، وحتى إن كانت في البدايات، فقد ألصقت بمسارها المتفرد خاصية المثقف العضوي، كما برهن على ذلك الرواد من الكتاب الكبار والشعراء المميزين، من طينة  إميل زولا، وسارتر، وإزرا بوند، وغارسيا لوركا، وأحمد فؤاد نجم و محمود درويش.
وانطلقت جائزة «بوزغيبة» للفكاهة سنة 2005، وتم إحداثها من طرف الفنان التشكيلي والكاتب والناقد السينمائي رزاق عبدالرزاق، لتتويج القدرات الفردية أو الجماعية التي تتميز بجودة عطائها في مجال فنون الضحك والترفيه، وتشجع كل أشكال التعبير الفني الساخر في المغرب وخارجه، وهي عبارة عن لوحة فنية تحمل توقيع مبدع شخصية بوزغيبة الهزلية.
ومن الأسماء التي حصلت على الجائزة في الدورات الماضية مصمم العرض الفني الافتتاحي للألعاب الأولمبية في بكين زهانج ييمو والكاريكاتيرست المغربي العربي الصبان، ورسام ومؤلف القصص المصورة السويسري كلود دريب، والنجم الهندي شاروخان والشاعر المصري أحمد فؤاد نجم.
ولدت ليلى السليماني في الرباط سنة 1981 من أب مغربي وأم فرنسية، وذهبت إلى باريس لاستكمال دراستها في شعبة العلوم السياسية واستطاعت في ظرف وجيز أن تفرض اسمها في الأوساط الأدبية والإعلامية الباريسية، إذ أصدرت روايتها الأولى عن دار غاليمار، تحت عنوان «في حديقة الغول»، وتتطرق الرواية إلى الإدمان الجنسي الأنثوي، وفي عام 2016 تمكنت ليلى السليماني من الفوز بجائزة غونكور الشهيرة عن روايتها «أغنية هادئة»، وأصبحت بهذا التتويج ثالث وجه أدبي عربي يتوج بهذه الجائزة بعد الطاهر بن جلون عام 1987 وأمين معلوف عام 1993.
في نونبر الماضي ،عينها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ممثلته الشخصية للفرانكوفونية.. ولم يكن اسم ليلى سليماني مجهولا حين وقع اختيار ماكرون عليها، فالكاتبة الشابة البالغة من العمر 36 عاما فازت بجائزة غونكور الأدبية المرموقة عن راويتها «chanson douce» أو «أغنية هادئة»، والتي كانت تمثل ثاني تجاربها الأدبية بعد «حديقة الغول».
واعتبر قصر الإليزيه في بيان له، اختيار سليماني على أنه «تأكيد لنهج الرئيس (ماكرون) في الاعتماد على الخبرات، وليس على الانتماء السياسي، في المجالات المختلفة»، مؤكدا أن سليماني التي ستمثل الدولة الفرنسية في المجلس الدائم للفرانكفونية، ستقوم «بالعمل على ازدهار اللغة الفرنسية والتعددية اللغوية». بالإضافة إلى دورها في «مجالات المساواة بين الرجل والمرأة، واندماج الشباب في مجالات العمل، ومكافحة التغير المناخي والتنمية الرقمية».


بتاريخ : 09/01/2018