الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية الجديدة تثير قلقا من ازدياد المخاطر‮ ‬

‮ ‬تستعد وزارة الدفاع الأميركية للكشف عن سياسة الرئيس دونالد ترامب النووية الاسبوع المقبل ولكن معارضي‮ ‬السلاح النووي‮ ‬يحذرون من سباق جديد للتسلح ومن ارتفاع مخاطر إساءة التقدير التي‮ ‬من شأنها أن تشعل حربا ذرية‮.‬
وتشير مسودة تم تسريبها عن‮ «‬مراجعة الموقف النووي‮» ‬أن وزارة الدفاع الأميركية تدعو إلى تطوير نوع جديد من القنابل النووية الصغيرة المصممة لاستخدامها في‮ ‬ميدان المعركة بدلا من تسوية مدينة بأكملها بالأرض‮.‬
فهذه الأسلحة النووية المسماة تكتيكية لديها قوة تفجير محدودة وإن كانت تتمتع بقوة هائلة مقارنة مع الأسلحة التقليدية‮.‬
وترتكز عقيدة ترامب النووية على أن القوة المهولة للأسلحة النووية الأميركية تجعل منافسيها‮ ‬يعتقدون أنه لن‮ ‬يتم استخدامها‮.‬
وتقول المسودة أن روسيا لديها أسلحة نووية صغيرة الحجم وهي‮ ‬على بعد مسافة تمكنها من ضرب أوروبا،‮ ‬وهذا‮ «‬يمنحها ميزة قهرية في‮ ‬الأزمات وفي‮ ‬النزاعات المحدودة‮ (…) ‬إن تصحيح خطأ هذا التصور الروسي‮ ‬يمثل ضرورة استراتيجية‮».‬
ويعد أي‮ ‬سلاح‮ «‬متدني‮ ‬القدرة‮» ‬او‮ «‬متدني‮ ‬القوة‮» ‬اذا كانت قوته التفجيرية تساوي‮ ‬أو تقل عن‮ ‬20‮ ‬كيلوطن علما أن كل كيلوطن‮ ‬يعادل الف طن من مادة‮ «‬تي‮ ‬ان تي‮».‬
ولفهم مدى قوة مثل هذه القنابل‮ ‬يكفي‮ ‬أن نعرف أن القنبلتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي‮ ‬في‮ ‬نهاية الحرب العالمية الثانية كانتا ذات قدرة تفجيرية من نحو‮ ‬15‮ ‬و20‮ ‬كيلوطن على التوالي،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يمكن اليوم تصنيفهما قنبلتين‮ «‬متدنيتي‮ ‬القوة‮».‬
لكن الولايات المتحدة لديها ترسانة ضخمة من السلاح النووي‮ ‬بما فيها‮ ‬150‮ ‬قنبلة نووية‮ «‬بي‮-‬61‮» ‬مخزنة في‮ ‬عدة بلدان أوروبية‮ ‬يمكن تعديلها لتصبح متدنية القوة‮.‬
الا ان هانس كريستنسن مدير مشروع المعلومات النووية لدى اتحاد العلماء الأميركيين‮ ‬يرى ان الاستراتيجية العسكرية الأميركية ليست بحاجة إلى نوع جديد من الأسلحة‮.‬
وقال كريستنسن لفرانس برس‮ «‬إذا أردت حقا استخدام سلاح في‮ ‬سياق‮ ‬يحتاج إلى قوة متدنية،‮ ‬فهو متوفر‮. ‬أنت لا تحتاج إلى حيازة اسلحة اضافية‮».‬
ونظرا إلى وضع القوات العسكرية الروسية والمشكلات المالية التي‮ ‬يواجهها هذا البلد،‮ ‬تخشى موسكو من تراجع قدراتها ومن أن ت منى بهزيمة سريعة في‮ ‬أي‮ ‬حرب تقليدية مع الغرب‮. ‬وللتعويض عن ذلك،‮ ‬لجأت إلى استراتيجية‮ «‬التصعيد من أجل خفض التوتر‮» ‬التي‮ ‬تمك نها من نشر قنابل متدنية القوة في‮ ‬البدء كجزء من استخدام الأسلحة النووية على نطاق محدود‮.‬
تطلق مسودة البنتاغون حول السياسة النووية والتي‮ ‬حصلت عليها‮ «‬هافنتنغن بوست‮» ‬على هذه القنابل اسم‮ «‬مكملات‮» (‬سابلمنتس‮) ‬وتدافع عن زيادة عدد مثل هذه الأسلحة من أجل ردع روسيا وغيرها من الدول‮.‬
ولكن هذه‮ «‬المكملات‮» ‬ستحسن وفق المسودة‮ «‬قدرة الردع من خلال حرمان الخصوم المحتملين من أي‮ ‬ثقة واهمة بأن النشر المحدود للأسلحة النووية‮ ‬يمكن أن‮ ‬يوفر لهم ميزة مفيدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها‮».‬
وقال كريستنسن انه‮ ‬يمكنه تخيل سيناريو‮ ‬يكون فيه الرئيس الأميركي‮ «‬أقل انضباطا‮» ‬في‮ ‬استخدام السلاح النووي‮ ‬اذا ما ظن انه‮ «‬لن تكون له سوى تأثيرات محدودة على المدنيين‮».‬
وتقترح المسودة أن تعمل وزارة الدفاع وإدارة الأمن النووي‮ ‬القومي‮ ‬على تطوير صاروخ بالستي‮ ‬ذي‮ ‬قدرة نووية متدنية‮ ‬يمكن إطلاقه من‮ ‬غواصة،‮ ‬وفي‮ ‬أمد أبعد،‮ ‬تطوير صواريخ كروز عابرة ت طلق من البحر‮.‬
تملك الولايات المتحدة حاليا حوالي‮ ‬سبعة آلاف رأس نووي‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يفوق ما تملكه روسيا ذلك ببضع مئات‮. ‬ولن‮ ‬يتم بموجب المقترح الجديد انتاج صواريخ إضافية وإنما ستتم إعادة تصميم الرؤوس النووية المتوفرة‮.‬
ولا‮ ‬يبدي‮ ‬منتقدو هذه السياسة وبينهم مشرعون ديموقراطيون قلقا من تطوير أسلحة جديدة وإنما من كلفة التطوير الشامل للترسانة النووية الأميركية في‮ ‬حين أن الكلفة المطروحة تفوق ترليون دولار على مدى‮ ‬30‮ ‬سنة‮.‬
ويقول النائب الديموقراطي‮ ‬آدم سميث والمسؤول في‮ ‬لجنة القوات المسلحة في‮ ‬مجلس النواب التي‮ ‬تشرف على وزارة الدفاع في‮ ‬معرض انتقاده لهذه السياسة الجديدة إن‮ «‬توصيات الإدارة لن تحس ن مستوى الأمن لدينا‮».‬
ويضيف‮ «‬إنهم سيغذون بدلا من ذلك السباق على التسلح النووي‮ ‬ويقوضون الاستقرار الاستراتيجي‮ ‬من خلال خفض عتبة استخدام السلاح النووي،‮ ‬وسيزيدون مخاطر حدوث سوء تقدير من شانه التعجيل باندلاع حرب نووية‮».‬
لكن محلل شؤون الدفاع في‮ ‬المعهد القومي‮ ‬للسياسات العامة ماثيو كوستلو‮ ‬يرى أن المخاوف مبالغ‮ ‬بها‮.‬
وكتب في‮ ‬مقالة نشرها موقع‮ «‬بريكنغ‮ ‬دفنس‮» ‬الإخباري‮ ‬إن‮ «‬النظام النووي‮ ‬ليس ضعيفا بحيث‮ ‬يتعرض للخلل من خلال قيام قوة نووية مسؤولة مثل الولايات المتحدة بتعديل عدة رؤوس‮».‬
ويضيف‮ «‬في‮ ‬الواقع،‮ ‬هناك أدلة على أنه‮ ‬يمكن أن‮ ‬يقلل فرص اندلاع حرب نووية من خلال جعل دول نووية عدوانية مثل روسيا وكوريا الشمالية تفكر أكثر من مليا بشأن تصعيد نزاع مزمن‮».‬
ويشق النقاش الجديد مسارا جديدا بعيدا عن نقاط الحوار التي‮ ‬طرحتها إدارة باراك أوباما الذي‮ ‬دعا في‮ ‬خطابه الشهير في‮ ‬براغ‮ ‬في‮ ‬سنة‮ ‬2009‮ ‬إلى إزالة الأسلحة النووية‮.‬
وفي‮ ‬سنة‮ ‬2010،‮ ‬وقع أوباما والرئيس الروسي‮ ‬حينها ديمتري‮ ‬مدفيديف معاهدة‮ «‬ستارت الجديدة‮» ‬التي‮ ‬تدعو إلى خفض كبير في‮ ‬ترسانتي‮ ‬البلدين النووية وتنتهي‮ ‬صلاحيتها في‮ ‬سنة‮ ‬2021‮ ‬وعندها قد‮ ‬يكون ترامب في‮ ‬ولايته الثانية‮.‬
ويقول باري‮ ‬بليتشمان المشارك في‮ ‬تأسيس‮ «‬مركز ستيمسون‮» ‬غير الحزبي‮ ‬المعارض للانتشار النووي‮ ‬في‮ ‬واشنطن إنه قلق لأن لغة مسودة السياسة النووية تجعل تجديد تلك المعاهدة أكثر صعوبة‮.‬
وفي‮ ‬اتصال اجرته وكالة فرانس برس،‮ ‬امتنع البنتاغون عن التعليق على الوثيقة،‮ ‬مؤكدا انها‮ «‬تسبق قرارا‮» ‬لم‮ ‬يتخذه البيت الابيض بعد‮. ‬وستصدر الصيغة النهائية في‮ ‬الثاني‮ ‬من شباط/فبراير‮.‬
قال باري‮ ‬بليشمان احد مؤسسي‮ ‬مركز ستيمسون للابحاث المتخصص بمكافحة الانتشار النووي‮ ‬ان هذه الوثيقة تمثل تراجعا بالمقارنة مع جهود الادارات السابقة التي‮ ‬كانت تحاول خفض خطر اندلاع نزاع نووي‮.‬
وصرح بليشمان لفرانس برس ان‮ «‬المنظرين المؤيدي‮ ‬للانتشار النووي‮ ‬يؤكدون انه للحصول على وسيلة ردع حقيقية‮ ‬يجب على الولايات المتحدة التكيف مع ترسانة العدو،‮ ‬في‮ ‬السلاح والقوة‮». ‬واضاف ان‮ «‬هذا الرأي‮ ‬لا‮ ‬يستند الى اساس صحيح لكن‮ ‬يتقاسمها الى حد كبير المدنيون الذين‮ ‬يعينون في‮ ‬مناصب‮» ‬حكومية من قبل الرئيس دونالد ترامب‮.‬
وقال لفرانس برس‮ «‬أنا قلق جدا‮ . ‬إنها خطوة باتجاه‮ ‬يجعل خوض حرب نووية خيارا واقعيا‮».‬

عام من السياسة الخارجية‮ ‬

‮ ‬و بعد عام على وصوله الى البيت الابيض مع شعار‮ «‬اميركا اولا‮»‬،‮ ‬اكد الرئيس الاميركي‮ ‬دونالد ترامب بسلسلة قرارات رغبته في‮ ‬التخلي‮ ‬عن التعددية على الساحة الدولية‮.‬
وفي‮ ‬نهايته السنة الاولى من ولايته الرئاسية،‮ ‬تبدو صورة الرئيس الاميركي‮ ‬اسوأ بكثير مما كانت عليه صورتي‮ ‬الرئيسين السابقين باراك اوباما،‮ ‬كما كشف استطلاع للرأي‮ ‬اجراه معهد‮ ‬غالوب ونشرت نتائجه الخميس.ف‮ ‬30‭%‬‮ ‬فقط من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع في‮ ‬134‮ ‬بلدا‮ ‬يؤيدون عمل قطب الاعمال الجمهوري‮.‬
والاشد قسوة في‮ ‬مواقفهم هم بين الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في‮ ‬اوروبا الغربية وكندا والمكسيك‮. ‬وعلق‮ ‬غالوب ان‮ «‬تحالفات عديدة كانت تعتبرها ادارة ترامب‮ +‬قوة كبيرة‮+ ‬باتت مهددة في‮ ‬الواقع‮».‬
ويقول جيمس ليندساي‮ ‬من مجلس العلاقات الخارجية ان بعض اقرب حلفاء الولايات المتحدة‮ «‬يخشون انتهاء العهد الذي‮ ‬كانت تمارس فيه الولايات المتحدة زعامة عالمية‮». ‬واضاف‮ «‬اذا حدث ذلك فان العواقب‮ ‬يمكن ان تكون رهيبة‮».‬
الا ان الباحث لدى معهد واشنطن والدبلوماسي‮ ‬السابق في‮ ‬ظل ادارات جمهورية جيم جيفري‮ ‬قلل من اهمية ذلك‮. ‬وقال‮ «‬لدينا مشكلة مع الاوروبيين لكن بقية العالم لا‮ ‬يشعر بالصدمة‮».‬
واضاف ان‮ «‬ترامب لم‮ ‬يلحق اضرارا كبيرة بالنظام العالمي‮ ‬حتى الان‮»‬،‮ ‬مشيدا باستراتيجيته حول كوريا الشمالية وايران وسوريا‮.‬

وتبين جولة للدبلوماسية
في‮ ‬عهد ترامب‮:‬

‮ ‬إعلان الولايات المتحدة في‮ ‬يونيو انسحابها من اتفاق باريس حول المناخ الذي‮ ‬يتعارض بحسب ترامب مع المصالح الاقتصادية الاميركية وان كان ذلك لن‮ ‬يتحقق فعليا سوى عند نهاية ولايته‮. ‬يريد نظيره الفرنسي‮ ‬ايمانويل ماكرون الذي‮ ‬يعول على العلاقة الجيدة بينهما اقناعه بالتراجع عن قراره‮.‬
الا ان واشنطن ادارت ظهرها لاتفاقات اخرى ومنظمات متعددة الاطراف مثل معاهدة التبادل الحر لاسيا والمحيط الهادئ ومنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم‮ (‬يونسكو‮) ‬والمعاهدة الدولية حول الهجرة‮… ‬وتوجه انتقادات متكررة للكلفة المرتفعة لتمويل الامم المتحدة‮. ‬في‮ ‬المقابل،‮ ‬تندد حتى الاوساط الجمهورية ب»مبدأ الانسحاب‮».‬
يهدد ترامب ايضا بالانسحاب من الاتفاق الدولي‮ ‬الموقع في‮ ‬2015‮ ‬والذي‮ ‬يحول دون تطوير ايران لبرنامجها النووي‮ ‬وذلك رغم تأييد الدول الاخرى الموقعة‮ (‬ايران والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا‮). ‬وامهل ترامب الاوروبيين حتى الربيع لمساعدته على وقف‮ «‬النشاطات المزعزعة للاستقرار‮» ‬التي‮ ‬تقوم بها ايران قبل ان‮ ‬ينتقل الى التنفيذ‮.‬
اعترف ترامب في‮ ‬قرار احادي‮ ‬مطلع ديسمبر بالقدس عاصمة لاسرائيل ما اثار استنكارا في‮ ‬العالم‮. ‬واذا كانت اسرائيل رحبت بالامر الا ان الفلسطينيين كان لهم موقف اخر وباتوا‮ ‬يرفضون الوساطة الاميركية في‮ ‬عملية السلام التي‮ ‬يريد الرئيس الاميركي‮ ‬تحريكها لكنها تبدو عالقة اكثر من اي‮ ‬وقت مضى‮.‬
ازاء الطموحات النووية الكورية الشمالية،‮ ‬التحدي‮ ‬الدولي‮ ‬الاساسي‮ ‬بالنسبة الى واشنطن،‮ ‬الاستراتيجية مختلفة تماما وتقوم على اقناع الاسرة الدولية بدفع بيونغ‮ ‬يانغ‮ ‬الى الحوار عبر فرض عقوبات متشددة،‮ ‬لكنها حققت بعض النجاح مع تصويت بكين وموسكو لصالح القرارات الاخيرة في‮ ‬مجلس الامن الدولي‮.‬
بعد ان شن المرشح ترامب حملة وهدد الصين بحرب تجارية،‮ ‬بات الرئيس‮ ‬يشيد بجهود هذه الاخيرة‮. ‬لكن تغريداته وتصريحاته العدائية التي‮ ‬توعد فيها كوريا الشمالية ب»النار والغضب‮» ‬وبتدميرها‮ «‬التام‮» ‬تثير القلق من ان تتحول الحرب الكلامية الى نووية‮.‬
واقر جيفري‮ ‬ان‮ «‬مشكلته الاساسية هي‮ ‬انه لا‮ ‬يمكن التكهن بما سيقوم به‮».‬
كان ترامب ونظيره الروسي‮ ‬فلاديمير بوتين‮ ‬يأملان بمصالحة بين بلديهما‮. ‬لكن التحقيق حول حصول تواطؤ محتمل بين الفريق الانتخابي‮ ‬لترامب والكرملين‮ ‬يجعل اي‮ ‬تقارب مستحيلا والنتيجة ان العلاقات في‮ ‬ادنى مستوى لها وهو ما‮ ‬يقر به الرئيسان‮.‬
في‮ ‬سوريا وفي‮ ‬العراق واصلت ادارة ترامب وكثفت على حد تعبيرها الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية حتى تحقيق النصر‮. ‬والان وبعدما مالت الكفة لصالح النظام السوري‮ ‬المدعوم من ايران وروسيا،‮ ‬تحاول واشنطن اعتماد استراتيجية تقوم على وجود عسكري‮ ‬مستمر في‮ ‬سوريا لتفادي‮ ‬اي‮ ‬عودة للجهاديين لكن ايضا للتصدي‮ ‬لطهران والتوصل في‮ ‬نهاية المطاف الى رحيل الرئيس السوري‮ ‬بشار الاسد‮.‬
هل استمرت‮ «‬العلاقة الخاصة‮» ‬مع بريطانيا؟ الولايات المتحدة تقول لا،‮ ‬لكن ذلك‮ ‬ينعكس سلبا عليها‮. ‬وبعد ان تعرض ترامب للانتقاد من رئيسة الحكومة تيريزا ماي‮ ‬لانه اعاد نشر تغريدات تتضمن تسجيلات فيديو لمجموعة من اليمين المتطرف،‮ ‬رد عليها بالمثل على تويتر في‮ ‬نوفمبر الماضي‮ ‬قبل ان‮ ‬يلغي‮ ‬زيارته بمناسبة تدشين السفارة الجديدة لبلاده في‮ ‬لندن‮.‬
تعهد المرشح ترامب ببناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين والمجرمين ولا‮ ‬يزال‮ ‬يصر على مشروعه‮. ‬لكن المكسيك ترفض تحمل نفقات بنائه الذي‮ ‬يبدو معقدا‮. ‬الا ان كبير موظفي‮ ‬البيت الابيض جون كيلي‮ ‬قال في‮ ‬مقابلة مع صحيفة‮ «‬نيويورك تايمز‮» ‬ان هذا الاخير لم‮ ‬يكن‮ «‬مطلعا بشكل كاف‮» ‬حول الموضوع عندما تعهد بذلك‮.‬

سجال نووي‮ ‬أو ذريعة؟

‮ ‬ووردت الاخبار،‮ ‬في‮ ‬سياق تراشق نووي‮ ‬بين امريكا وكوريا المشالية،‮ ‬إذ قالتهذه الاخيرة ء إن لديها رادعا نوويا‮ «‬قويا وفعالا‮» ‬لإحباط أي‮ ‬هجوم واتهمت الولايات المتحدة بنشر عتاد عسكري‮ ‬بالقرب منها تحت ذريعة تأمين دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في‮ ‬بيونجتشانج‮.‬
وقال هان تاي‮ ‬سونج سفير كوريا الشماليةلدى الأمم المتحدة في‮ ‬جنيف‮ «‬هذا عمل خطير لإفساد المناخ الإيجابي‮ ‬الحالي‮ ‬للعلاقات بين الكوريتين‮ … ‬مما قد‮ ‬يقود مجددا إلى مرحلة خطيرة من المواجهة‮».‬
كان رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن قال أمس الاثنين إن تحسن العلاقات بين الكوريتين قبيل دورة الألعاب الأوليمبية الشهر المقبل‮ ‬يتيح‮ «‬فرصة ثمينة‮» ‬للولايات المتحدة وكوريا الشمالية لمناقشة برامج أسلحة كوريا الشمالية‮.‬
وتطور كوريا الشمالية تقنيات صاروخية ونووية في‮ ‬ظل تهديدات متكررة بتدمير الولايات المتحدة واليابان وفي‮ ‬تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي‮.‬
وقال هان في‮ ‬كلمة ألقاها في‮ ‬مؤتمر بشأن نزع السلاح النووي‮ ‬ترعاه الأمم المتحدة إن التجارب النووية في‮ ‬العام الماضي‮ ‬سمحت لبلاده‮ «‬باستكمال قوة نووية وطنية‮» ‬بطريقة شفافة‮.‬
وأبلغ‮ ‬المنتدى المنعقد في‮ ‬جنيف قائلا‮ «‬لذا فإن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية‮ (‬كوريا الشمالية‮) ‬حصلت في‮ ‬النهاية على رادع حربي‮ ‬قوي‮ ‬وفعال‮.‬
‮»‬أفخر بالقول إن القوة النووية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية قادرة على إحباط ومواجهة أي‮ ‬تهديدات نووية من الولايات المتحدة وإنها تشكل رادعا قويا‮ ‬يمنع الولايات المتحدة من بدء مغامرة حرب‮».‬
وقال هان إن كوريا الشمالية‮ «‬كقوة نووية مسؤولة‮» ‬لا‮ ‬يمكنها اللجوء إلى استخدام الأسلحة ما لم تنتهك قوات معادية سيادتها أو مصالحها‮.‬
وقال روبرت وود سفير أمريكا المعني‮ ‬بنزع السلاح النووي‮ «‬الولايات المتحدة لن تعترف بكوريا الشمالية كدولة مسلحة نوويا‮».‬
وأضاف‮ «‬إذا رغب الشمال في‮ ‬أن‮ ‬يعود ويحظى برضا المجتمع الدولي،‮ ‬فهو‮ ‬يعرف ما‮ ‬يتعين عليها فعله،‮ ‬عليه أن‮ ‬يتخذ خطوات صوب إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي‮».‬
‮ ‬
المخابرات المركزية…
تدخل على الخط‮!‬

‮ ‬اعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية‮ (‬سي‮ ‬آي‮ ‬ايه)مايك بومبيو الثلاثاء ان كوريا الشمالية تعتزم تطوير ترسانة من الاسلحة النووية تجعلها قادرة على تهديد الولايات المتحدة،‮ ‬وليس مجرد‮ «‬نموذج‮» ‬لحماية نظام كيم جونغ‮ ‬اون‮.‬
وفي‮ ‬كلمة القاها في‮ ‬معهد‮ «‬اميركان انتربرايز‮» ‬قال بومبيو إن‮ «‬كيم جونغ‮ ‬اون لن‮ ‬يكتفي‮ ‬باجراء اختبار ناجح وحيد‮».‬
وتابع بومبيو ان‮ «‬الخطوة المنطقية التالية ستكون تطوير ترسانة من الاسلحة النووية وليس سلاحا واحدا،‮ ‬او نموذجا،‮ ‬او ما‮ ‬يمكن استخدامه فقط في‮ ‬استعراض عسكري‮».‬
وقال مدير السي‮ ‬آي‮ ‬ايه ان كيم‮ ‬يسعى الى‮ «‬امتلاك القدرة على تحقيق اهداف عبر عمليات اطلاق عدة ومتزامنة‮».‬
واضاف بومبيو ان وكالة الاستخبارات المركزية تعتقد ان كوريا الشمالية تريد الذهاب ابعد من مجرد تشكيل تهديد افتراضي‮ – ‬كما الحال الآن‮ – ‬الى تشكيل تهديد حقيقي‮.‬
واوضح ان كيم جونغ‮ ‬اون‮ «‬يريدنا ان نعتقد انه قادر على ايذاء الولايات المتحدة‮. ‬ومهمتنا هي‮ ‬جعل ذلك ابعد ما‮ ‬يمكن‮».‬
واكد مدير السي‮ ‬آي‮ ‬ايه ان هدف كيم ليس مجرد حماية نظامه الاستبدادي‮.‬
وقال‮ «‬نعتقد انه متى حصل كيم جونغ‮ ‬اون على هذه الامكانيات فسيقوم باستخدامها لاهداف تتخطى حماية النظام‮» ‬في‮ ‬اشارة الى الهدف الرئيسي‮ ‬للزعيم الكوري‮ ‬الشمالي‮ ‬وهو‮ «‬اعادة توحيد شبه الجزيرة تحت سلطته‮».‬
وتعتمد الولايات المتحدة حيال بيونغ‮ ‬يانغ‮ ‬سياسة تشديد العقوبات وقد ضاعفت جهودها لكبح التجارة البحرية الكورية الشمالية عبر فرض حظر على السفن الكورية الشمالية‮.‬
واضاف بومبيو‮ «‬نتخذ الاجراءات التي‮ ‬ت ظهر بوضوح لكيم جونغ‮ ‬اون اصرارنا على نزع السلاح النووي‮. ‬نحن نعول على رؤيته ذلك‮. ‬نحن واثقون انه سيفعل‮».‬
وابدى بومبيو شكوكا حيال دقة المعلومات التي‮ ‬يتم ابلاغها للزعيم الكوري‮.‬
وقال مدير السي‮ ‬آي‮ ‬ايه‮ «‬نحن قلقون من عدم تلقيه معلومات دقيقة‮. ‬ليس امرا سهلا ان تكون قائدا كبيرا وان تحمل الاخبار السيئة الى كيم جونغ‮ ‬اون‮».‬
وقال مبعوث اليابان نوبوشيجي‮ ‬تاكاميزاوا إن نشر كوريا الشمالية أسلحة نووية وصواريخ‮ ‬يشكل‮ «‬تهديدا خطيرا وعاجلا للمجتمع الدولي‮» ‬وإنه‮ ‬ينبغي‮ ‬زيادة الضغط على بيونجيانج‮.‬


بتاريخ : 29/01/2018