ضحك، جد، قلق وحزن.. في سادس أيام الدورة التاسعة عشر للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

الحدث الأبرز في اليوم السادس،، ضمن فعاليات الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، أول أمس الأربعاء، كان هو العطب التقني الطارئ الذي تعرضت له أجهزة العرض السينمائي بسينما «روكسي»، مما أصاب البرمجة السينمائية الرسمية في مقتل، وخلق حالة اضطراب شديدة لدى اللجنة المنظمة، التي بحثت بكل الوسائل عن إيجاد مخرج من هذه الورطة الخارجة عن الإرادة في ظرفية تحتفل بها السينما المغربية بذاكرها الستين وأمام لجنة تحكيم، أرادوا أن تكون هذه الدورة دولية..
من مكر الصدف أن أول أمس الأربعاء، كان أكثر أيام المهرجان برمجة سينمائية (ستة عروض سينمائية بدل أربعة خلال الأيام الأخرى)، وفي ظل استحالة إصلاح العطب في ظرف وجيزن ثم نقل العروض إلى المركب السينمائي «ميغاراما» بطنجة مساء، مع التضحية بفيلمين مبرمجين السهرة السينمائية اليومية، ويتعلق الامر بالفيلم الوثائقي «صمت الزنازين» للمخرج محمد نبيل، والفيلم القصير «غربان» للمخرج معدان الغزواني.. على أساس نقل أن يعرضا صباحا بذات المركب السينمائي.
في ظل حال الاستثناء هاته، وبالرغم من حالة السخط والتذمر، والتعليقات الهامشية هنا وهناك، فقد كان الحرص شديدا على متابعة ما تبقى من العروض في مكان الفرجة الجديد وفي قاعتين في الوقت نفسة بالنظرلحجم الجمهور، الذي كان على موعد، إذن، مع أربعة أفلام دفعة واحدة، أثرث مع ذلك الفرجة السينمائية من خلال متابعة مواضيع اجتماعية، نفسية، كوميدية.. عرضت بلغات سينمائية متعددة وتصورات تعكس قناعات مبدعيها، الذين أغلبهم كانوا امن كتاب سيناريو أفلامهم..
الحصيلة اليومية لعروض أول أمس كانت فيلمان قصيران ومثلهما في الفيلم الطويل، من بينهما فيلم للمخرج عبد الإله الجوهري، الذي يبدو أنه اقتحم في الآونة الأخيرة بقوة عالم الدراما التخييلية، بإخراجه فيلمين روائيين طويلين، واحد منهما يشارك في المسابقة الرسمية تحت عنوان «ولولة الروح» وذلك بعد بصمه على مشوار جيد في عالم الإخراج الوثائقي، وخاصة فيلمه «رجاء بنت الملاح» ، الذي توج بالعديد من الجوائز في مهرجانات و طنية و دولية طيلة السنتين الماضيتين و لازال ..

«صمت الأب» لمونية الكومي

البصمة النسوية من بين هذا الكم الفيلمي اليومي، كان من توقيع المخرجة الطنجوية الشابة مونية الكومي، التي ولجت عالم السينما بشكل رسمي من خلال أول عمل لها حمل عنوان «دمعة يتيمة»، الذي «تسائل» فيه القانون المغربي عبر قضية اجتماعية شائكة وهي قضية الإرث.. بالنسبة للإناث
وتدخل الكومي هذه الدورة بتوقيع ثان لها وهو «صمت الأب»، الذي كتبت له السيناريو، وقام بتشخيصه كل من كلود سبورتيس ومانو نبوغليس، وتستعرض فيه حكاية « كلود» الذي يلازمه البؤس و الفقر، حيث عندما يكبر الشعور بالحاجة لنشر الفرح تغدو كل الوسائل مباحة لاقتناء هدية..

«آخر صورة» لفيصل الحلمي

بدوره يتنافس المخرج الشاب فيصل الحليمي بفيلمه القصير الجديد «آخر صورة» ،الذي كتب له السيناريو بالاشتراك مع مصطفى حوشين،، وهو يأتي بعد تجربته الأولى في هذا المجال بعد «المزهرية» و«قصة الناس».. واخراجه العديد من الاغاني المصورة على طريقة الفيديو كليب مع مجموعة من الفنانين المغاربة و العرب..
وتدور أحداث فيلم «آخر صورة» الذي تبلغ مدته 15 دقيقة حول مصور فوتوغرافي في الستينيات من عمره يعيش في الماضي ولا يريد الخروج منه، إثر أحداث أليمة وقعت له، الشيء الذي يفقده جميع أنواع التواصل مع العالم الخارجي المحيط به.
وقد قام بالأدوار الرئيسة في الفيلم كل من مصطفى حوشين، وئام ومحسن فلوس..

«ولولة الروح»
لعبد الإله الجوهري

أطل المخرج السينمائي والتلفزيوني (برنامج شاشات على قناة « الاولى») مساء أول أمس على جمهور المهرجان من خلال فيلمه السينمائي الروائي الطويل « ولولة الروح»، بعد التجربة الوثائقية « رجاء بنت الملاح» الناجحة نجاحا كبيرا، وهو المخرج الوحيد بالمهرجان الذي كان ذائب الحركة في كل الأماكن التي لها صلة بهاته الدورة السينمائية، للتعريف و الترويج لفيلمه هذا المشارك في المسابقة الرسمية، إذ عمل على تعليق ملصق الفيلم للترويج له قبل العرض، وهي إشارة منه ذكية ( ما يحك جلدك إلا ظفرك).
ما يميز « ولولة الروح» (95 دقيقة)أنه استقطب إليه نخبة محترمة من وجوه الشاشتين الكبيرة والصغيرة من قبيل الفنانين سعيدة باعدي ومحمد الرزين وعائشة ماهماه وعبد النبي البنيوي، جيهان كمال، صلاح ديدان ويوسف عربي، الذين استحضر أداؤهم في الفيلم أجواء السبعينيات من القرن الماضي بكل حمولتها التاريخية والجماعية والسياسية، التي صاغها الروائي المغربي عثمان أشقرا في سيناريو يستعرض حكاية، حياة «إدريس» الضابط الشاب الذي تخلى عن دراسة الفلسفة والتحق بسلك الشرطة، حيث عين بعد التخرج في مدينة خريبكة المشبعة بثقافة النضال والعيطة وعبيدات الرمى..، هناك يتعرف على الشيخ الروحاني الذي يتحسر و يتألم.. بعد أيام العز، بالإفراط في الشراب وعد النجوم فوق سطح بيته، رفقة عشيرته الشيخة الزوهرة، ليكتشفا معهما فن العيطة ومعاني الحكمة و الوفاء للمبادىء..

«لحنش» ادريس لمريني

يوقع المخرج السينمائي ادريس لمريني في هاته الدورة من المهرجان على خطوته الرابعة في مسيرته السينمائية، فبعد «بامو» (1983)، «العربي» (2011)، «عايدة» (2015)، ياتي الدور هذه المرة على «لحنش» (2017)، الذي يعد أنجح الخطوات والتجارب التي راكمها، بدليل ما يحققه فيلمه الحالي من إقبال كثيف على شباك التذاكر..، ولعل المعالجة الكوميدية التي اعتمدها في هياكل فيلمه، والتوفيق في عمليات الكاستينغ.. هما اللذان ساهما في تحقيق هذا التميز للفيلم بالنسبة للكثير من المتتبعين، الذي اعتبروه من أفلام الكوميديا السوداء التي تنتقد في قالب هزلي أحوالا اجتماعية مختلفة ومتنوعة، وقد جسدها بكفاءة عالية الفنان عزيز دادس في قصة شاب عاطل ينتحل صفة شرطي من أجل الكسب والانتقام لماضي القهر والتعسف الذي عانته والدته خلال طفولته من قبل رجال السلطة، إذ سيلجأ إلى ابتزاز ضحاياه والنصب عليهم، قبل أن تنتبه إليه المصالح الأمنية فترسل شرطية، والتي تجسد دورها الفنانة «ماجدولين الإدريسي»، لتتكلف بمهمة مراقبته ومعرفة ما إذا كان يشتغل لحسابه الخاص أم ضمن عصابة، وقد رافق الفنانين داداس و ماحدولين في هذه «الأحداث» (90 دقيقة) كل الفنانين فضيلة بنموسى، محسن مالزي، عبد الغني صناك، زهور السليماني، يونس بنزاكور، كليلة بونعيلات وعبد اللطيف نصيب.


الكاتب : جمال الملحاني

  

بتاريخ : 16/03/2018

أخبار مرتبطة

صدر بالجريدة الرسمية، في عدد يوم 29 أبريل 2024، قرارات تتعلق بتعيينات جديدة وتجديد مهام في الهيأة العليا للاتصال السمعي

بعد أن ظلت مهجورة لسنوات عادت الحياة لدار النيابة، تحولت إلى متحف لصيانة ذاكرة مدينة طنجة ومنفتح على الإبداع التشكيلي

تحتفي الدورة الثانية من “ربيع المسرح” التي ستقام في مدينة تارودانت ما بين 6 و11 ماي 2024، بالفنان عبد الرحيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *