شعر: طحينُ مُوكَادور

حظّكنّ مثلُ لَمِّ الدّقيق
في يومِ ريح،
في الشّوكِ
في الزّحام،
في يوم ذاقتْ فيه الرّوح
ذُلّ الفقر
ما جمعتِ الموتَى
بأكفّهنّ غير الرّيح
وتاريخَ الدّقيقِ المرّ،
لاتنتظر عودة الأم
في المساء
في الظهر
في العصر،
يا ولدي،
فهي تحت التراب.
وهل تعود من تحت التّراب؟
ستبقى وحيدا
ستبقى يتيما
في مرتفع تُقْتل فيه الأرامل
زحاما كسراط غير مستقيم،
لا دواء
لا دقيق
لا مراحيض
لا ماء
سوى صنبور يعشق الزّحام.
هل ترصد أيها القمر الضائعُ
ذباب الموت
والزحام؟
تبّاً لهذا الزمان المقعر،
يدور بلا اتجاه،
بلا رياح.
أيها البقال،
يا مدوّن شقاء الشهيدات،
في دفتر الزّاد،
لا تفتحه بعد نشرة الأخبار،
فهنّ اختنقنَ، ومُتْنَ، وتَرَكْنَ
أسرابَ الأيتام،
في كل المنحدرات،
في المستنقعات،
عجلات الجرارات،
سرّبت الهواء، وتنامى الشقاء
فاحتوى خرائط الفقر.
طحينٌ في يومِ ريح،
من يجمعه
برغم الشوك،
ويخنقُ الحظوظ،
التي انكمشت، ولم تجرِ
عملياتِ تجميل،
واكتفتِ بالأقنعة،
فصار القناع يكذب
على المحيا،
والنتائج كلها:
أصفار،
وأخطاءُ؟


الكاتب : محمد عرش

  

بتاريخ : 16/03/2018