منذ أزيد من أربع سنوات تمت برمجة مشروع بناء و تجهيز قاعة للفحص والكشف بالراديو بجانب المستوصف الصحي بمدينة عين بني مطهر، المشروع الذي تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جاء ليسد الخصاص الذي يعرفه القطاع الصحي بالمدينة، والذي كان محط مساءلة في العديد من المحطات التي دفعت المواطن بعين بني مطهر إلى الإحتجاج على تردي الأوضاع الصحية في أكثر من مناسبة.
الجميع استبشر خيرا بخروج هذا المولود الصحي الجديد إلى حيز الوجود باعتيار أنه سيساهم لا محالة في تخفيف الضغط عن المستشفى الإقليمي بلعوينات وكذا التخفيف الجزئي من معاناة المرضى، وبالأساس الأسر ذات الدخل المحدود، خاصة أمام صعوبة الولوج إلى الخدمات الصحية بالقطاع الخاص بسبب تردي الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية  التي تعيشها غالبية الأسر التي ينحدر معظمها من وسط قروي هش.
لكن و بالرغم من مرور هذه السنوات، إلا أن الأمر مازال على حاله: بناية اسمنتية قيل في شأنها الكثير لم تكتمل تفاصيلها بعد و تنتظر كما ينتظر مواطنو هذه المدينة فرجا من السماء، وهو ما يبين طبيعة ونوعية المشاريع المنجزة بالمدينة المقدمة للمواطن بإقليم جرادة الذي يستحق تغطية صحية حقيقية تعيد له الأمل الذي بدأ يتبدد و يتلاشى أمام استمرار الوضع الصحي في التدهور. «فلا يعقل أن مشروعا أعطيت انطلاقته منذ أزيد من أربع سنوات لم يكتمل ويفتح في وجه الساكنة حتى اللحظة في غياب معطيات حقيقية حول هذا التعثر الذي أضاع عن المواطن بهذه الربوع أياما و شهورا من التطبيب و العلاج وحرمه من أحد حقوقه الدستورية»، يتساءل فاعلون جمعويون، مضيفين «وبعيدا عن تبادل المسؤوليات بشأن عدم إتمام هذا المشروع الصحي بين المتدخلين فيه، وعن التبريرات التي يمكن تسويقها لتبرير هذا التأخير، فإن ساكنة مدينة عين بني مطهر و معها ساكنة الجماعات القروية الأربع بدائرة عين بني مطهر التي تعاني هي الأخرى خصاصا فادحا على مستوى الأطر الطبية، تطالب اليوم  بالتسريع في إنجاز ما تبقى من الأشغال والتجهيز وإنهاء معاناة المرضى مع صعوبة الولوج إلى الخدمات الصحية غير متوفرة بالمركز الصحي الحالي الذي لم يعد يستوعب العدد الكبير الذي يتوافد عليه بشكل يومي ومن مختلف الجماعات القروية المجاورة».