يقطعها منخرطو إقليم تارودانت : خمسمائة كيلومتر للوصول إلى مقر التعاضدية العامة للتعليم بأكادير

أشرنا في تحقيقات سابقة إلى أن إقليم تارودانت يتكون من 82 جماعة قروية وسبع بلديات حضرية ، وهي معطيات يعرفها المهتمون داخل الإقليم وخارجه. سكان هذا الإقليم ورثوا من سيدنا أيوب عليه السلام صبره، ومن الطبيعة جفافها وتغلبوا على إكراهات الحياة المتعددة بالعمل الجمعوي التطوعي المؤدي الى التكافل الاجتماعي بين الأسر وبين الدواوير… ومن بين أوجه المعاناة نشير هنا ، على سبيل المثال لا الحصر ، إلى ما يكابده المنخرطون في تعاضدية التعليم .
تتكون أسرة التعليم في إقليم تارودانت من ثمانية آلاف أستاذ وموظف ولكل واحد طبعا أسرة عبارة عن زوجة وأبناء وأحيانا نجد الأبوين، ويتواجد مقر التعاضدية العامة للتربية الوطنية الوحيد لهذا الإقليم الشاسع ولثمانية آلاف متعاضد في مدينة أكادير، وبالتالي على من لديه ملف مرض المتواجد في أعلى جبل كتبقال والقبائل المجاورة له أو بجبال قبائل إيغرم، أيت عبدالله، اداوزدوت، اداوكنسوس واندوزال واندونظيف وغيرهم، عليهم أن يقطعوا مائتين وخمسين كيلومترا ذهابا إلى أكادير ومثلها إيابا حاملين ملف 200 درهم أو 500 درهم، أضف إليها ما يتطلبه السفر من أكل وشرب… وبما أن بعض رجال ونسوة التعليم يتقنون عملية الحساب خاصة عندما يتعلق الأمر بالربح والخسارة ، فعدد كبير منهم يفضلون عدم قطع خمسمائة كيلومتر ذهابا وإيابا إلا إذا تعلق الأمر بعملية جراحية مكلفة. والسؤال الذي يفرض نفسه هو من أين لمرضى السكري ومرضى الأعصاب وغيرها من الأمراض المزمنة الاستفادة ؟ ألا يستحقون تخصيص مقر للتعاضدية لكل دائرة على الأقل؟ إلا إذا كانت حسابات المسؤولين المعنيين ألا يستفيد المنخرطون في الوقت الذي يقتطع من أجورهم.
طبعا إذا عمقنا البحث سنجد أن هذا المقر مخصص لأسرة التعليم في جهة سوس ماسة ونفس المعاملة في إقليم ورزازات، وأقاليم أخرى وهذا طبعا يتنافى ونظرة الشاعر والمجتمع في الماضي إلى رجل التعليم لما قال: كاد المعلم أن يكون رسولا.
نعم مهنة التعليم إنسانية كما أنها «وطنية» ومعنوية قبل أن تكون مادية، لكن على المسؤولين أن لا يتعاملوا مع هذه الأسرة النبيلة التي تستحق كل خير معاملة من النوع المشار إليه، الاستفادة منهم والتسبب في معاناتهم بإبعاد مقر التعاضدية وغيرها منهم.


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 19/03/2018

أخبار مرتبطة

  أمام توسع النقاش والجدال حول واقع تدريس اللغة الأمازيغية، بادرت «جمعية أمغار للثقافة والتنمية»، بخنيفرة مساء السبت 20 أبريل

  أكد البروفيسور روبرت كوهن، الخبير الدولي في اللقاحات، أن كل دواء له آثار جانبية غير مرغوب فيها التي يمكن

  تحرّكت السلطات المحلية بعمالة مقاطعة عين الشق منذ أسابيع مجنّدة عناصرها في محاولة للقضاء علي ظاهرة انتشار الكلاب الضالة،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *