بالمباشر: أعجبني..  في هذا الأسبوع

عزيز بلبودالي

طبعا لا جدال، فتأهل أنديتنا الأربعة في منافسات كرة القدم الإفريقية نال إعجابنا جميعا، والأمر جاء ليؤكد تلك الانتفاضة التي بدأت تحققها المستديرة من السنة الماضية، فتحية للوداد،الرجاء، نهضة بركان والدفاع الحسني الجديدي.
في هذا الأسبوع، عدة عناوين أخرى نالت الإعجاب واستحقت كل الإشادة، في رياضة « الأميرة الصغيرة» مثلا، جاء الإعلان عن تنظيم الدورة ال31 لطواف المغرب للدراجات ما بين 6 و 15 أبريل المقبل، ليؤكد بدوره أن هناك عملا كبيرا ينجز وكان من نتائجه استمرارية الطواف بعد ما كان قد طاله التهديد بالاندثار في التسعينيات وبداية الألفية الثانية. هاهو إذن، الحدث الرياضي الكبير لرياضة الدراجات، بكل ما يحمله من قيمة تاريخية وثقافية وسياحية ثم رياضية، يصر على أن يدوم ويخلد ويعيش سنة بعد أخرى، بالرغم من كل العراقيل التي تمتد في طريقه، خاصة الخصاص المالي وضعف التغطية المالية، ويكفي هنا أن نذكر أن ميزانية طواف المغرب، وهو الذي يحتل المركز الأول إفريقيا، لا تتجاوز ثلاثة مليون درهم ونصف المليون، 350 مليون سنتيم، في الوقت الذي تتجاوز فيه ميزانية بعض طوافات دول في الجوار كالجزائر مثلا مليوني دولار.
في واقع الأمر، لم يكن الإعلان عن طواف المغرب لسباق الدراجات سيثير الاهتمام كثيرا أو الإعجاب، فتنظيمه وكذا استمراره ودوامه، أضحى عاديا وأمرا منتظرا ولو مع الإكراهات التي تجعل من تنظيمه مهمة صعبة وثقيلة، إلا أن ما تستحقه عليه هذه النسخة 31 المقبلة من إعجاب، يرتبط تحديدا بالمبادرة التي اتخذها منظمو الطواف وهم يجعلون من دعم ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2026 شعارا للطواف. المبادرة تشير إلى أنه تقرر أولا تحديد كل المدن المغربية المرشحة والمعتمدة في الملف المغربي كمحطات ومراحل يمر منها الطواف، وهي مدن الرباط حيث ستكون نقطة الانطلاقة، ثم مكناس، فاس، مراكش، وارزازات،أكادير، الجديدة والدارالبيضاء، كما تقرر أن يحمل أفراد المنتخب الوطني للدراجات أقمصة عليها شعار المغرب ومونديال 2026، وذلك لكل المسافة التي سيقطعها السباق والمحددة في1600كيلومتر.
جميل إذن مثل هذه المبادرة التي من المفروض أن تكون قدوة لباقي الجامعات التي تشرف في الأيام القادمة على تنظيم تظاهرات رياضية قارية ودولية. ففي مثل هذه التظاهرات الكبرى، والتي يحضرها رياضيون وإعلاميون وشبكات تلفزية عالمية ومن مختلف العالم، تكون الفرصة ممتازة للدعاية للملف المغربي لاحتضان كأس العالم.
حدث رياضي آخر نال كل الإعجاب في هذا الأسبوع، والفريق الوطني المغربي للتنس ينجح في اكتساح منافسات البطولة الإفريقية للتنس لأقل من 18 سنة ذكورا وإناثا، والتي احتضنتها ملاعب النادي الملكي للتنس بمراكش من 12 إلى 18 مارس في نسختها 41.
أبطالنا الشباب فازوا بأربع جوائز في هذه المسابقة القارية في بطولة عرفت للتذكير مشاركة 16 دولة. ويتعلق الأمر بكل من المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وساحل العاج وجزر الموريس ومدغشقر والكاميرون ونيجيريا والبينين والموزمبيق وناميبيا وبوروندي ومصر والغابون وجنوب إفريقيا. جميل إذن أن نكتشف أن هناك عملا داخل جامعة التنس يولي كل الاهتمام للناشئة ولإعداد الخلف، والمزرعة بدأت تنتج وتهدينا ثمارها.
أعجبني في هذا الأسبوع، موقف وتريث وتعقل اللجنة المكلفة بملف ترشح المغرب لكأس العالم بخصوص التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها أحد مسؤولي الرياضة السعودية وهو يلمح لإمكانية عدم التصويت لصالح ملفنا المغربي، مسؤولو اللجنة لم يحركوا ساكنا، ولم يصدر منهم موقف متسرع ولا رد فعل غاضب كان من الممكن أن نقبله منهم وهم يصطدمون بموقف لم يكن متوقعا من بلد شقيق، وحافظوا على الهدوء وعلى ذلك الخيط الرفيع الذي يعلو بقيم الصداقة والأخوة فوق كل الاعتبارات وفوق كل المواقف.
أعجبني في هذا الأسبوع، وأنا أزور مقر الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، مدى انخراط أعضاء المكتب المديري والإدارة التقنية في التهيييء لبطولة إفريقيا التي تحتضنها الدارالبيضاء شهر ماي القادم. الجميع يشعر بالمسؤولية، والجميع منخرط وحاضر في اجتماعات تمتد ساعات اليوم كله في كثير منها.. جميل أن يشتغل الجميع لصالح النهوض برياضة الفن النبيل، إنها تستحق، أليست الملاكمة ومعها ألعاب القوى من جعل اسم المغرب يدون في سجلات وتاريخ الألعاب الأولمبية ؟

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 22/03/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *