سلمى الغزواي لـ «الاتحاد الاشتراكي» المبدعون المغاربة الشباب مغلوبون على أمرهم

–  بداية حدثينا عن من تكون سلمى الغزاوي ؟
-سلمى الغزاوي كاتبة مغربية من مواليد العاصمة العلمية فاس ، منذ صغرها وهي متيمة بالحرف و عاشقة للقراءة ، لطالما كان يداعبها حلم الكتابة والصحافة ، إلى أن شقت طريقها بداية من سنة 2012 في عالم الكلمات ، بدأت أولا بالكتابة والنشر الإلكتروني حيث نشرت كتابها الأول « يوميات نزيلة في المشفى « إلكترونيا  وهو مأخوذ عن تجربة ذاتية ، ومن ثم نشرت لها عدة قصص قصيرة ومقالات رأي في عدد من الصحف والمجلات قبل أن تصبح سنة 2013 كاتبة عمود « ممنوع على الرجال « بجريدة الأخبار لما يناهز العامين .
سنة 2015 نشرت مجموعتها القصصية الأولى « مقامات مخملية « وبعدها اختارت أن تخوض غمار الكتابة الروائية و أصدرت رواية « تيلاندسيا « ، سنة 2017 و أتبعتها برواية « ذاكرة قاتل « التي صدرت في يناير 2018 تزامنا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب .

– »  ذاكرة قاتل» هي ثاني عمل روائي لك بعد رواية تيلاندسيا كيف جاءت فكرة الرواية ؟
– الشرارة الأولى لفكرة الرواية جاءت سنة 2003 بعد متابعتي لقضية الطفلة وئام  التي تعرضت لإعتداء شنيع و التي لم يكتف مغتصبها وسارق براءتها باغتصابها فحسب بل عمد إلى تشويه وجهها الطفولي وأنحاء متفرقة من جسدها الصغير بواسطة « منجل « ، لحظتها وبعدما علمت أن أحد دكاترة التجميل سيتكفل بعملية ترميم لندوبها  ، تساءلت ، لنفترض أن الصغيرة وئام إلتأمت جروحها وانمحت ندوبها الجسدية ، من ذا بوسعه أن يجمل ندوبها الروحية ويمحو مشاهد الإعتداء البشع من ذاكرتها . الإجابة كانت ، لا أحد ، سيما و أن المجتمع و القانون لا ينصفان ضحايا البيدويفليا غالبا ، لذا بعدما اختمرت الفكرة في ذهني طيلة عامين  ، اخترت أن أتناول هذا الموضوع الذي يستفزني كونه أصبح ظاهرة أو بالأحرى كابوسا يقض مضجع العديدين عبر العالم ، فقط لأقرع جرس الإنذار و أقول بصوت عال أنه إذا ظل الوضع على ما هو عليه قد تسوء الأمور كثيرا  ، ويتحول بعض الضحايا إلى جلادين بدورهم.
في «ذاكرة قاتل» اشتغلت على الآثار النفسية البعدية التي يحملها الطفل الضحية معه طوال حياته ، و لم أصف لحظات الإعتداء  ، إذ أردت أن أنبه الناس إلى أن بضع دقائق من المتعة المنحرفة قد تدمر حياة الضحية إلى ما لا نهاية ، خصوصا إذا لم يحط الطفل الضحية بالدعم و العلاج النفسي الكافيين ، و لم يقتص له القانون من الوحش الذي اغتصبه،  لهذا كانت رواية «ذاكرة قاتل» رسالة تحذيرية كابوسية لمن يهمه أمر أطفالنا الذين هم نساء ورجال المستقبل  ، مع العلم أن رسالة الكاتب هي الإشارة و التنبيه إلى اللامرئي لا إيجاد الحلول .

-الملاحظ أن سلمى الغزاوي اعتمدت في إصداراتها على دور نشر مصرية و ليست مغربية ما سبب ذلك ؟
– لأصدقك القول أنا وجل المبدعين المغاربة الشباب سواء من ينشرون أعمالهم الأدبية عن دور نشر مصرية أو لبنانية مغلوبون على أمرنا وليس أمامنا خيار آخر،  في ظل الظروف المزرية في مجال النشر والتوزيع في المغرب ، أقولها بكل صراحة ، الكاتب الشاب في المغرب لا يحصل على أي نوع من أنواع الدعم لإصدار مؤلفاته ، دور النشر المغربية أغلبها تتعامل مع الكاتب بمنطق المطبعة و تجعله يتحمل كل تكاليف النشر، و أحيانا تثقل كاهله بمهمة التوزيع ، التوزيع الذي أصبح شبه غائب في المغرب ، لهذا لا تصل العديد من الكتب و الروايات المغربية إلى القراء المغاربة ، في النهاية هجرة الأقلام و طلب اللجوء الأدبي أمران لا مناص منهما بالنسبة لأي أديب مغربي يأمل في أن ترى أعماله النور .

– هل سيكون عملك القادم صادرا عن دار نشر مغربية و ما هي تفاصيله ؟
– اذا ظل الحال على ما هو عليه في بلدنا لا أظن ذلك لأنني لا أريد أن أتسبب في وأد ابني الورقي  ، أتمنى أن تتحسن الظروف قريبا ، وحينها لن أمانع أبدا بل على العكس تماما سأسعد بنشر روايتي في وطني.
بالنسبة لعملي القادم ، أنا في طور الاشتغال على رواية بها شق تاريخي معاصر، و بها أيضا حضور مكثف للشعر خاصة وللفنون عامة ، هو عمل ضخم وتطلب مني مجهودا كبيرا في البحث و التوثيق لما يفوق العام ، سيكون مختلفا عن روايتي السابقتين لأنه كما سبق و صرحت ، مشروعي الأدبي هو الإختلاف.

– كيف ترين واقع و مستقبل الرواية المغربية و ما هي الأسماء التي أثرت فيك ؟ .
– بغض النظر عن ظروف النشر و التوزيع  ، الرواية المغربية في ازدهار ، وبوسعنا حتى أن نقول إنها في أزهى فتراتها من حيث الكم والجودة  ، هناك عدة أقلام مغربية واعدة ومميزة ، سأكون متفائلة و أقول إن المستقبل للرواية المغربية و للادباء المغاربة ، لأن الأقلام المغربية لها خاصية فريدة هي أنها مزيج استثنائي بين الثقافة و الأسلوب الغربي و الشرقي حتى الثيمات التي يشتغل عليها الروائيون المغاربة و التقنيات التي يستخدمونها مجددة بامتياز وبها جرعة كبيرة من التجريب ، وما الحضور الوازن و المستمر للأسماء الروائية المغربية في المسابقات و الجوائز الأدبية العربية والغربية إلا خير دليل على ما قلته ، بالنسبة للكتاب المغاربة الذين أثروا في هم كثر لكن يبقى على رأسهم الكاتب العالمي الشحرور الأبيض محمد شكري .

– كلمة أخيرة .
– أود أن أشكر الجريدة التاريخية المتفردة الاتحاد الإشتراكي على الحيز الذي خصصته لي ، كما أشكرك على اهتمامك ومواكبتك لعملي الروائي  ، وأتوجه بالشكر أيضا إلى كل شخص شجعني وساعدني على المضي قدما في طريق الكتابة المليء بالعقبات وبالاشواك المدمية  ، لأن الكاتب بلا قراء ومشجعين كالرحالة بلا بوصلة ولا خريطة .


الكاتب : حاورها:  الطيب الشكري 

  

بتاريخ : 22/03/2018