جون بولتون أحد غلاة المحافظين ينضم إلى مستشاري ترامب

عين الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس جون بولتون احد المحافظين الجدد المتشددين الذي يعمل محللا لدى قناة فوكس نيوز، في منصب مستشار الامن القومي للبيت الابيض الذي يتمتع بتأثير كبير.
وجاء تعيين بولتون بينما يفترض ان تبدأ مفاوضات تاريخية مع كوريا الشمالية، ومع اقتراب موعد حاسم لمستقبل الاتفاق النووي الايراني الذي كان هذا السفير السابق للولايات المتحدة في الامم المتحدة من اشد منتقديه.
وكتب ترامب في تغريدة “يسعدني ان اعلن ان جون بولتون سيكون مستشاري الجديد للامن القومي اعتبارا من التاسع منابريل 2018″، في تغيير جديد في فريقه مع رحيل الجنرال هربرت ريموند ماكماستر، بعد سلسلة من الاقالات والاستقالات في الاشهر الاخيرة.
وبولتون الشهير بشاربيه وميله الى الاستفزاز كان احد القادة “الصقور” في ادارة الرئيس الاسبق جورج بوش الابن، وسفيرا لبلاده في الامم المتحدة في عهده.
وجون بولتون الذي يؤيد بشدة استخدام القوة على الساحة الدولية، لا يتفق مع ترامب في كل الملفات. فهو من المدافعين بشراسة عن الحرب في العراق التي انتقدها ترامب مرارا خلال حملته الانتخابية.
وقال بولتون الذي انتقد في الامم المتحدة في بعض الاحيان بسبب افتقاره الى السلوك الدبلوماسي، ل”فوكس نيوز” بعد الاعلان عن تعيينه “لم اكن اتوقع هذا الاعلان بعد ظهر اليوم لكنه شرف كبير لي بالتأكيد”.
واضاف “لدي آرائي وساعرضها على الرئيس”، مدافعا عن ضرورة ان يتمكن الرئيس من “تبادل الافكار بحرية” مع مختلف مستشاريه.
وخلافا لوزيري الدفاع والخارجية، لا يحتاج مستشار الامن القومي لتصويت في مجلس الشيوخ قبل ان يتولى مهامه.
اشاد ترامب “بالعمل الاستثنائي” الذي قام به الجنرال ماكماستر واكد انه سيبقى “صديقه” دائما.
ومنذ اسابيع، شهد ماكماستر اضعافا لموقعه في غياب في دعم واضح من الرئيس الاميركي بينما تسري شائعات عن احتمال اقالته.
ويأتي هذا الاعلان بعد الاقالة المفاجئة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي سيحل محله المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) مايك بومبيو وهو جمهوري ايضا من انصار اتخاذ موقف متشدد حيال كوريا الشمالية وايران.
واثار تعيين بولتون، ثالث شخصية تشغل هذا المنصب في عهد ترامب، ردود فعل متضاربة.
فقد قال الجمهوري لي زيلدين العضو في الكونغرس والوفي لترامب، ان بولتون “رجل يتمتع بمؤهلات استثنائية” لشغل هذا المنصب. وعبر عن ارتياحه لانه “لن تحدث تسربيات بعد اليوم من مجلس الامن القومي”، موضحا ان “الذين بقوا من عهد (الرئيس السابق باراك) اوباما سيرحلون والفريق سيضاعف جهوده”.
اما ارون ديفيد ميلر الدبلوماسي المحنك الذي عمل في ادارات جمهورية وديموقراطية، فقد رأى انه “مع تعيين جون بولتون، سيكون فريق ترامب للسياسة الخارجية الأكثر تشددا وايديولوجية والأقل براغماتية في الذاكرة الحديثة، في وقت تتطلب فيه التحديات على الساحة الدولية الحزم ولكن أيضا مرونة وبراغماتية”.
وتوجه بعبارات تشجيع الى جيم ماتيس وزير الدفاع الذي يعتبره عدد كبير من المحللين آخر صوت معتدل في فريق ترامب وخصوصا بشأن كوريا الشمالية وايران.
من جهته، شكك ريتشارد هاس رئيس مركز مجلس الابحاث للعلاقات الخارجية في قدرة السفير السابق على ان يكون مستشارا نافذا لترامب.
وقال ان “مستشارا للامن القومي يجب ان يكون وسيطا نزيها يتأكد من ان الرئيس يمكنه دراسة كل وجهات النظر”. واضاف “انه مستشار لديه وجهات نظر (…) والسؤال المطروح يتعلق بمعرفة ما اذا كان جون بولتون يملك الصفات والقدرة على الحكم في هذا المنصب”.
وكان ماكماستر انتقل من وزارة الدفاع في فبراير 2017 الى البيت الابيض ليحل محل مايكل فلين الذي اجبر على الاستقالة بسبب اتصالاته مع مسؤولين روس خلال الحملة الانتخابية. وسينسحب من الحياة العامة.
وقال في بيان مقتضب “بعد 34 عاما في خدمة بلدنا ساتقاعد من الجيش اعتبارا من هذا الصيف”.
جون بولتون هو احد غلاة المحافظين الجدد ومعروف بمواقفه المتشددة إزاء إيران وروسيا، ومن المنادين بشن الحرب على كوريا الشمالية.
هذا المحامي البالغ من العمر 69 عاما المعروف بنظارتيه الدقيقتين وشاربيه الأبيضين الكثين لا يعرف المجاملة: فخلال تعيينه سفيرا لللولايات المتحدة لمدة 18 شهرا لدى الأمم المتحدة في 2005 و2006 في عهد جورج بوش الابن، كان حضوره طاغيا دون أن يأبه للياقة الدبلوماسية.
تم التداول باسم جون بولتون أحد قادة “الصقور” في صفوف الجمهوريين كمرشح لتولي حقيبة الخارجية او الأمن القومي في بداية ولاية ترامب الذي لم يضن عليه بنصائحه في ملفات حساسة مثل ايران وكوريا الشمالية مستفيدا من كونه محللا لدى فوكس نيوز، قناة ترامب المفضلة.
وهكذا أتيحت له فرصة الانتقام بينما يعيد ترامب ضبط فريقه في السياسة الخارجية وراء شعاره “أميركا أولا “.
ورأى مركز الابحاث “دبلوماسي ووركس” تعليقا على هذا التعيين ان “السفير بولتون يمثل أسوأ أوجه المغامرة في السياسة الخارجية الأميركية”، منتقدا ميله إلى “التدخل العسكري”، علما ان المركز يضم مسؤولين ممن خدموا في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وعلى العكس من ذلك، أشاد السناتور الجمهوري ليندساي غراهام بخيار الرئيس الذي وصفه بانه “نبأ سار لحلفاء أميركا، ونذير شؤم لأعدائها”.
فهل سيتخذ بولتون مواقف شديدة الحدة على رأس الفريق المكلف مساعدة ترامب على رسم سياسة الأمن القومي؟ وهل سيأخذ الرئيس بها؟
على غرار وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو والمندوبة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، يمثل بولتون جزءا من أولئك الذين يدعون إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران في 2015 من أجل الحؤول دون حيازتها السلاح النووي.
وهو موقف يتناسب مع وعود ترامب الانتخابية الذي هدد بالانسحاب من الاتفاق في حال عدم تعديله لجهة تشديده.
ويؤيد بولتون كذلك الحروب الاستباقية اذ كان أحد مهندسي غزو العراق في 2003. وهو موقف يتخذ أبعادا مدوية مع اقتراب القمة التاريخية المرتقبة بين دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون.
لم يخف بولتون شكوكه حول النتائج التي يمكن تحقيقها من خلال استخدام الردع النووي الكلاسيكي ضد بيونغ يانغ “مثلما حصل مع الاتحاد السوفياتي ابان الحرب الباردة”، داعيا مثلما كتب على تويتر الى أن يقوم الجيش الأميركي بعرض قوة ازاء بيونغ يانغ.
وفي مقال نشر في نهاية فبراير في صحيفة وول ستريت جورنال، عبر عن موقفه بوضوح بقوله “إنه لمن المشروع تماما أن ترد الولايات المتحدة على التهديد” الذي تمثله كوريا الشمالية التي تمتلك القوة النووية، “من خلال أن تكون البادئة بتوجيه ضربة”. وتساءل “كم من الوقت على أميركا أن تنتظر قبل أن تتحرك لإزالة هذا التهديد؟”
أما بشأن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، فيؤيد بولتون تشديد العقوبات أبعد بكثير من تلك التي يراها رمزية والتي فرضتها الإدارة الأميركية، وهنا قد لا يبدو موقفه منسجما مع الرئيس الذي لا يميل الى توجيه الانتقادات إلى موسكو في ما عدا نادرا .
ولد بولتون في 20 نوفمبر 1948 لعائلة متواضعة في ضاحية بلتيمور في مريلاند، وهو خريج جامعة يال العريقة وعرف خلال دراسته بمواقفه المعادية للشيوعية ولا سيما خلال حرب فيتنام.
وقبل تعيينه في الامم المتحدة شغل عدة مناصب حكومية في عهد رونالد ريغان وجورج بوش الأب. وفي وزارة الخارجية كلف العلاقات مع المنظمات الدولية (1989 – 1993). وقبلها عمل في وزارة العدل الاميركية (1985-1989) وفي وكالة التنمية الأميركية (يو اس ايد) (1981-1983).
وزراء اسرائيليون يرحبون بـ «صديقهم القوي”

رحب وزراء اسرائيليون الجمعة بتعيين الرئيس الاميركي دونالد ترامب جون بولتون المحافظ المتشدد مستشارا للامن القومي واصفين اياه بانه صديق مؤيد لاسرائيل.
وقالت وزيرة العدل الاسرائيلية اليمينية المتشددة وهي من حزب البيت اليهودي في بيان “يواصل الرئيس الاميركي ترامب تعيين أصدقاء حقيقيين لاسرائيل في مناصب عليا، جون بولتون احد البارزين منهم، ويتمتع بخبرة واسعة ولديه تفكير أصيل استثنائي”.
واضافت “هذا تعيين ممتاز… لقد اتضح ان ادارة ترامب هي الاكثر ودية لاسرائيل على الاطلاق”.
اما وزير التعليم نفتالي بينيت فوصف على حسابه على تويتر هذا التعيين بانه “عظيم “.
وقال بينيت وهو رئيس حزب اليهودي “ان بولتون خبير أمني استثنائي ودبولوماسي متمرس وصديق قوي لإسرائيل”.
اما وزير البيئة زئيف الكين من حزب الليكود الحاكم فقال لاحدى محطات التلفزة الاسرائيلية “هو بلا شك صديق مقرا لاسرائيل منذ سنوات عديدة، بما فيها سنوات عمله في منصب سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة. ليس لدي اي شك في أننا سنكون مرتاحين للعمل معه”.
جون بولتون المخضرم في إدارة الرئيس الاسبق جورج دبليو بوش وأحد قادة “الصقور” في صفوف الجمهوريين يمثل جزءا من أولئك الذين يدعون إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران في 2015 من أجل الحؤول دون حيازتها السلاح النووي.
وهو موقف يتناسب مع وعود ترامب الانتخابية الذي هدد بالانسحاب من الاتفاق في حال عدم تعديله لجهة تشديده، ومع المواقف الاسرائيلية.
ويؤيد بولتون كذلك الحروب الاستباقية اذ كان أحد مهندسي غزو العراق في 2003. وهو موقف يتخذ أبعادا مدوية مع اقتراب القمة التاريخية المرتقبة بين دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون.


بتاريخ : 27/03/2018