خديجة بوعلي تحتفل بمولودها الشعري «أحلام بلون الشفق» بمركز روافد» بخنيفرة

تماشيا مع احتفالاته بالمبدعين المحليين، في إطار ما يختزله الهامش من طاقات وطنية، أحيى «مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام» في خنيفرة، مساء يوم الجمعة 6 أبريل 2018، حفلا باذخا بمناسبة صدور الباكورة الشعرية الأولى «أحلام بلون الشفق» للشاعرة خديجة بوعلي، وسط حضور عريض واستثنائي مؤثث بعشاق الشعر والفكر والإبداع، وبالباحثين والمهتمين والفاعلين المحليين، والنساء والأطفال والتلاميذ، حيث أحسنت تسيير الحفل الشعري، بشكل إبداعي راق، ذة. مريم موصديق، التي تمكنت بلغتها المرهفة من كبح جماح المهمة لأجل عيون الشعرية الرائقة، حين عرفت كيف تدبر التقديم بوداعة وسلاسة النفاذ إلى دواخل المتلقي.
وبينما غاص الشاعر م. إدريس أشهبون والناقد حسام الدين نوالي بالحضور في تفاصيل الديوان المحتفى به، سافر الأستاذان، محمد بوقنبوع ويوسف الراشيد، بالجميع عبر أنغام العصر الذهبي للموسيقى، حين أطل فيها الأول بالناي والثاني بالبيانو على أجمل الخالدات التي جعلت المكان يغرق في صمت شديد، قربانا لتزاوج سحر الموسيقى بروح الكلمة، في الوقت الذي كانت فيه كل زوايا الزمان والمكان تنضح بالشعر، بما في ذلك طاولة استقبال الراغبين في اقتناء الديوان، التي لم يكن على رأسها سوى الشاعر أيوب كريم والشاعر عبدالعزيز أمزاز، وغير بعيد عنهما يحضر عدد من الشعراء والزجالين، منهم على سبيل المثال لا الحصر مالكة حبرشيد وقاسم لوباي وفتح الله بوعزة وم. إدريس أشهبون، وهدى أعراب وحسن كورياط، ثم توفيق البيض الذي ساهم بتصميم غلاف الديوان المحتفى به.
ومن خلال قراءته في ديوان «أحلام بلون الشفق»، تناول الشاعر م. إدريس أشهبون الهندسة الشكلية لهذا الديوان، وما يرتبط بالجانب الفني الجمالي فيه، إلى جانب بعض خصائص وبنية الإيقاع المرتبطة بقصيدة النثر (تكرار الأصوات والألفاظ والتوازي الصوتي والتنغيم والنبر..)، بينما لم يفت صاحب «انكسار الذاكرة»، التركيز على الصورة الشعرية وخصائصها الفنية في الديوان، على مستوى الصور التشبيهية والاستعارية والانزياحات بأصنافها اللغوية والدلالية، متناولا جوانب الغموض كخاصية فنية، والأسلوب واللغة الشعرية وإسهابها، وباقي العوالم المتنوعة كالخبر والإنشاء، لتأتي القراءة البنيوية للديوان تعتمد، حسب ذات الشاعر، على مناقشة بناء النص من حيث مكوناته اللغوية بكل المقاييس النقدية الحديثة التي تعتبر تفكيك النصوص اللغوية هو اكتشاف لمعانيها بشكل موضوعي.
أما الناقد حسام الدين نوالي، صاحب كتاب «العقل الحكائي»، فانطلق في قراءته، لمكامن العمل الشعري المحتفى به، من أن هذا الديوان ينخرط في سؤال كبير مفاده «هل الإنسان منفي داخل هذا العالم أم يسكنه؟»، حيث سعت الشاعرة خديجة بوعلي، على حد رؤيته، إلى الانتصار للانتماء، وعمدتْ إلى ترميزه عبر نقله من واقع الحيز والوطن إلى شعرية التخييل، وذلك ضمن معادل فني تطبعه الذاتية، بينما اعتبر نصوص الديوان بمثابة صرخة ضد الضياع وضد الغربة الإنسانية وأعطاب الحضارة، اشتغلت فيها الشاعرة بلغة شفيفة قريبة وموحية بشكل جعل من هذه الباكورة منجَزا لا يعكس الواقع وفي نفس الآن لا ينسحب من الحياة بل يبتلعها، حسبما جاء في ورقة الناقد.
وعلى مشارف الاختتام، أبت الشاعرة خديجة بوعلي إلا أن تفرز ما في مشاعرها من كلمات تقديرية للمنظمين والحاضرين، ولكل من بارك خطواتها، موجهة لهم جميعا «تحية معطرة بالحب والنقاء وبنكهة الصفاء»، قبل أن تمطر القاعة برذاذ قصيدتين من ديوانها، وهما «هذيان انكسار» و»صهوة الأمل»، قرأتهما على نغمات ناي ذ. محمد بوقنبوع، قبل قصيدة أخرى، من ديوان يوجد في مرحلة المخاض، وهي على «صهوة الأمل» خارج زحف الأوهام.
وبين كل اللحظات كان ديوان الشاعرة يعرف إقبالا بشكل فاق التوقعات، ومن أجمل المشاهد كانت لصبي شوهد وهو «يجر» والدته نحو «طاولة الديوان» ملتمسا منها أن تقتني له نسخة، ولم يكن سوى واحد من تلاميذ الشاعرة التي سحرت فطرته بأشعارها، وقد لقنته عشق الحرف والكلمة في حجرة الدرس، وبعد توقيع الديوان، وتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركين، اختتم اللقاء بحفل شاي على شرف الحضور.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 12/04/2018

أخبار مرتبطة

اشدّ على يدك وأغمرك بكل الحب على إثر اختيار ” المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ” ( الألكسو ) الباحث

أفاية: لا نهضة بدون ديمقراطية وقطع مع الريع حافظي علوي: داء العطب قديم أكد المشاركون في‮ ‬ندوة “سؤال النهضة بالمغرب”

  وقع النقيب محمد الصديقي يوم الأحد 12 ماي برواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان، خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب، كتابه»أوراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *