وجّه المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، رسالة احتجاج إلى وزير الصحة أناس الدكالي، بسبب ارتفاع حوادث النقل الصحي المتكررة، التي يسقط ضحية لها العاملون في المؤسسات الصحية والمرضى على حدّ سواء، آخرها حادث أول أمس الأحد 15 أبريل، الذي تعرض له الطاقم المداوم بالمركز الصحي القروي مع وحدة للولادة، التابع للجماعة الترابية القروية كف الغار بإقليم تازة، والمتكون من «القابلة» والسائق بعدما كانا في طريق العودة بعد نجاحهما في تحويل سيدة حامل في وضعية حرجة نحو قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي ابن باجة بتازة، حيث تعرضت «القابلة» لإصابات خطيرة على مستوى العنق والمرفق، ولكسور في فقرة العنق C1 وكذا الذراع، مما استوجب خضوعها للاستشفاء وإجراء عمليات جراحية مستعجلة بالمستشفى الإقليمي بتازة.
الدكتور كريم بالمقدم، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحة العمومية، أكّد في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الرسالة الموجهة لوزير الصحة، تروم تنبيهه إلى الكمّ الكبير من حوادث النقل الصحي التي باتت الأطر عرضة لها، خاصة الممرضين والممرضات، أثناء تحويل المرضى نحو الأقطاب الاستشفائية، إذ وصل عدد الحوادث الخطيرة خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى أزيد من 10 حالات، تسببت في وفاة البعض، كما هو الشأن بالنسبة للفقيدة «إيمان اوبلوش» بطاطا سنة 2012، والمرحوم «محمد ازيرار» سنة 2015 بالسمارة، والراحلة «السعدية جيدور» بالصويرة أواخر سنة 2017، في حين لايزال آخرون يحملون تبعاتها من الجنسين، ذكورا وإناثا.
وعبّر الدكتور كريم بالمقدم، عن استياء النقابة من هذه الحوادث المتعددة، منتقدا التعاطي السلبي لوزارة الصحة معها، لكونها لم تتجاوز في جلها بيانات المواساة والتكفل العلاجي، دون اعتماد أية مقاربة مندمجة أو سياسات ناجعة من شأنها وقاية الأطر الصحية بكل فئاتها من هذا النوع من الحوادث التي باتت تتهددهم يوميا أثناء مباشرتهم لمهام التحويل والنقل، في ظل غياب إطار ومرجع قانوني محدد، يضبط قواعد هذه المهمات الحساسة جدا، وغياب المواكبة والدعم النفسي والاجتماعي لضحايا هذه الحوادث، وكذا التداخل في المسؤولية الذي يعرفه هذا المجال من قبل باقي الفاعلين، خاصة الجماعات الترابية، فضلا عن تقادم أسطول العربات الناقلة خصوصا بالمناطق القروية وغياب التكوين الملائم في مهام النقل الصحي خاصة بالنسبة للسائقين في المجال القروي.