مشهد غير مسبوق عاشه ملعب الرازي ببرشيد، مساء الأحد الأخير، حيث تقاطر عليه جمهور غفير فاق 4500 متفرج، كما حضرت فعاليات جمعوية وسياسية ورياضيون سابقون، في التفاف واضح حول فريقهم يوسفية برشيد، الذي خاض مباراته السابعة والعشرون على أرضيته ضد شباب قصبة تادلة، الذي حل ببرشيد بأمل الظفر بنقط المباراة الثلاثة، أملا في الانعتاق من براثين الرتبة ما قبل الأخيرة في ترتيب فرق القسم الثاني من البطولة الاحترافية.
لذلك، ناور لاعبوه طوال الشوط الأول من المباراة، وخلقوا متاعب للفريق الحريزي الذي كانت عناصره تحث ضغط كبير، إذ لا مناص لهم من الانتصار للحفاظ على الريادة، وتحقيق حلم راود البرشيديين من زمان، ألا وهو معانقة قسم الأضواء، لأول مرة في تاريخه ومقارعة الكبار.
لهذه الاعتبارات كان اللقاء لا يقبل القسمة على اثنين (يا غالب يا مغلوب)، لينتهي الشوط الأول على نتيجة البياض.
الجولة الثانية دخل فيها الفريق الحريزي أكثر عزما على تحقيق الفوز، وهو ما تأتى له في الدقيقة 54، إثر هجوم منسق تسلم خلاله اللاعب يوسف الكربامي الكرة وأركنها داخل شباك الفريق التدلاوي، وهو الهدف الذي ألهب حماس الجمهور داخل الملعب وخارجه، فجل من لم يحضروا المباراة من أنصار اليوسفية تابعوها على أمواج الأثير.
الهدف الأول للمحليين حرر اللاعبين من الضغط وجعلهم أكثر تركيزا وحفاظا على الكرة، مع السيطرة عليها إلى حدود الدقيقة 66، حيث سجل المهاجم فتاح آيت أحمد الهدف الثاني، لتستمر المباراة على نفس الإيقاع، إلى أن أعلن الحكم عن نهايتها بفوز مستحق للحريزيين. فوز جعلهم يحافظون على ريادة سبورة الترتيب، أملا في تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، تفصلهم عنه ثلاث دورات، ستكون مبارياتها حارقة، إذ ستحل اليوسفية ضيفا على رجاء بني ملال الأحد القادم، في مباراة ستحدد بشكل كبير مسار الصعود، وتستقبل في الدورة التاسعة والعشرين وداد تمارة، على أن ترحل إلى الدار البيضاء لمواجهة الرشاد البرنوصي.