ندوة علمية بمناسبة الذكرى 62 لانطلاق جيش التحرير من الخميسات ومنطقة زمور 

 

بمناسبة حلول الذكرى 62 لانطلاق جيش التحرير من الخميسات ومنطقة زمور،  نظمت المندوبية السامية لقدماء  المقاومين و أعضاء  جيش التحرير بمقر عمالة إقليم الخميسات ، ندوة علمية بعنوان « منطقة زمور ومكانتها في معارك التحرير» ، تحت إشراف المندوب السامي الدكتور مصطفى الكثيري،  بحضور المسؤول اﻷول عن اﻹقليم ، وعدة مسؤولين محليين وإقليميين ،وعدد من المقاومين وأسرهم،  ومجموعة من المهتمين بتاريخ المقاومة. وكانت البداية بكلمة المندوب السامي، والتي جاء فيها «إنه لمن دواعي اﻹعتزاز  أن تعقد هده الندوة التي دأبنا  على عقدها بالخميسات في كل مناسبة حلول ذكرى انطلاق جيش التحرير من الخميسات وزمور، وهي مناسبة لاستحضار هذا الحدث التاريخي ، وهو من المحطات التي يزخر بها بلدنا ، وما تختزنه من منظومة وحمولة تاريخية ثقيلة من القيم الدينية،  الوطنية   واﻷخلاقية التي حملها الجيل اﻷول من رجال ونساء المقاومة وجيش التحرير، واستحضار  هذه الذكرى هو واجب، ﻷنها تشكل جزءا من الرأسمال اللامادي،  وواجب علينا القيام بهذه الوقفة حتى يتعرف الجيل الحالي على ما قام به وأسداه الجيل السابق لهذا البلد،  ومسؤوليتنا هي إيصال هذه الملاحم للأجيال اللاحقة  لكي تعتز بها وباﻹنتماء لهذا الوطن. اخترنا للندوة موضوع « منطقة زمور ومكانتها في معارك التحرير»، في هذا الصدد نستحضر كل النضالات  والتضحيات التي أبلى من خلالها  أبناء المنطقة البلاء الحسن إلى جانب باقي مقاومي المناطق  اﻷخرى،  قصد إشاعة قيم المقاومة والنضال…  اﻹحتفاء بالمناسبات  الوطنية هو من أجل ربط الجسور بين اﻷجيال والذاكرة التاريخية..  بلادنا لم تسلم من موجة اﻹستعمار الأوربي،  الذي كان يوجه بوصلته نحو هذه الربو ع ، مما أدى إلى تقسيم المغرب إلى حماية فرنسية و إسبانية وطنجة الدولية، وتغلغل اﻹستعمارمع بداية القرن 20، واكتسى صبغة ثقافية  مجتمعية، قدوم مستكشفين انتحلوا صفات  عربية،  إسلامية،  من أجل القيام باستطلاع عن البلاد من حيث ثقافته وجغرافيته،  تهييئا للإحتلال،  كما بعث المستعمر بعثات علمية قصد إعداد تقارير عن المغرب، بعد ذلك فرض اﻹستعمار معاهدات واتفاقيات  غير متكافئة، مغنية بالجزائر 1845،  مع بريطانيا 1856،  إسبانيا 1859،  وكلها مقدمات لمخطط استعماري عسكري ، انطلقت معالمه في مؤتمر مدريد سنة 1880،  والجزيرة الخضراء 1906،  احتلال توات  ووجدة سنة 1907،  اجتياح الشاوية ، الدارالبيصاء « أنفا « واحتلالها ، انتقاما  لمقتل الطبيب  موشان… في صيف 1911 داهم الجيش الفرنسي قبائل زمور التي اعتبرها المستعمر  استراتيجية لوجودها بين الرباط ومكناس، وتم تجنيد كبار الضباط ، مونيي، كورو… لكن القبائل قاومت بشراسة ، وخاضت  معارك شديدة، وعانت ساكنة هذه الربوع اﻷمرين،  ورغم ذلك ، وقفت بالمرصاد ، وتم قتل العديد من الجنود ، كشفت عنها تقارير  ودوريات، بعد ذلك لجأ الزموريون للجبال لمواصلة الجهاد ، تاركين ممتلكاتهم،  لرفضهم اﻹستسلام، بعد ذلك اتخذت المقاومة شكل حرب عصابات،  ولم يستطع  الجيش  التغلب  عليهم ، فلجأ للغدر والحيل، كما تجاوز الزموريون الحدود ، وشاركوا في معارك بكل من زعير، بني احسن، كروان، زيان..،مشرع بودرة، بورزيم، ولجنة السلطان،   والماس… رصيد وجب ألا يتم تغييبه.. أبناء اﻹقليم كانوا سباقين لاعتناق الفكر الوطني  واﻹنخراط في الحركة الوطنية،  انطلاقا من مطلع الثلاثينات،  وقاموا بنشر المبادئ واﻷفكار
الوطنية و التوعية والتنوير، ، فتح مدارس  التعليم الحر لتكوين الناشئة ورواد التعليم الوطني، اﻹنخراط في صفوف جيش التحرير بالشمال،  ادريس بنبوبكر،  بلميلودي…أولى الفرق المتجهة نحو الجنوب انطلقت من الخميسات  مرورابمجموعة محطات وصولا  إلى كلميم، كما أن أبناء المنطقة قاموا بأدوار في تأسيس جيش التحرير بمجموعة مناطق، صفحات وجب توثيقها من طرف المهتمين ليبقى التاريخ متو ارثا…» مضيفا «نحيي هذه الذكرى ونحن نعيش أجواء التعبئة من أجل الوحدة الترابية على إثر اﻹستفزازات الصادرة من اﻹنفصاليين بدعم من الجزائر».
المقاوم بنعاشر جناح، ذكر، من جهته ، بمجموعة محطات بدءا من 1907،  ثم التغلغل  اﻹستعماري،  مناهضة الظهير البربري، معارك بمختلف مناطق المغرب ومنها الخميسات.
اﻷستاذ الباحث ، مولود عشاق، من بين ماجاء في مداخلته،»  منطقة زمور أنجبت 3 أسماء ، ممن وقعوا على وثيقة المطالبة باﻹستقلال في 11 يناير 1944، وهم عمرو بن بناصر الزموري، عبد الله الرحماني،  عبد الحميد الزموري،  مضيفا «إن هناك وطنيا آخر ومن خلال البحث والتنقيب،  في ثنايا التاريخ هو عبدالعزيز بن ادريس الموقع هو اﻵخر على الوثيقة،  ثبت  أنه ينتمي لقبيلة أيت بويحيا التابعة لمنطقة زمور» .وتوقف المتدخل عند ما ذكره المقاوم محمد بن سعيد أيت إيدر،  في كتابه « صفحات من ملحمة جيش التحرير بالجنوب المغربي»، مشيرا إلى أن منطقة زمور كان لها النصيب اﻷوفر  واﻹسهام  الفاعل  في تشكيل  أنوية جيش التحرير سواء من حيث إرساء دعائم اللقاءات  اﻷولى لقيادة جيش التحريربالشمال،  أو من حيث إنشاء نواته  اﻷساسية ولبناته القاعدية بالصحراء، كما استحضر ما جاء في كتاب للمؤرخ الطيب بوعشرين عن بسالة وقوة شكيمة رجالات  زمور، و أشار إلى الوضعية المتردية التي توجد عليها مدرسة اﻷطلس الحرة التي تعد من المدارس الوطنية  وإحدى معالم الخميسات التاريخية، واستحضر مجموعة محطات من نضالات المنطقة والرجالات الذين ساهموا فيها.
الدكتور محمد  زاد، تناولت مداخلته ثلاثة  محاور، – المقاومة المسلحة بزمور – انخراط زمور في النضال الوطني السلمي – ابتداء من الثلاثينات، طلبة القرويين، الحركة الوطنية. – دور زمور في المقاومة وتأسيس الخلايا السرية….
وكان الختام بتكريم مجموعة مقاومين من اﻷحياء و  اﻷموات، ومنح إعانات  مالية لأسرهم .


الكاتب : أورارى  علي

  

بتاريخ : 24/04/2018