المهرجان الدولي لفن الفيديو للدارالبيضاء يقيم مؤتمره الدولي 24 بالمغرب : رصد للمشروع الفني وتقديم للحصيلة واستشراف الآفاق

جرت العادة أن يحضر للمؤتمرات الدولية ما يقارب 20 أو 15 دولة، وفق هذا المنحى وبحضور 30 دولة إلى المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء يمكن أن نعتبر الحدث مؤتمرا فنيا دوليا فوق العادة، هذا المؤتمر الذي يترافع من أجل الحضور الفني والتقني لهذا الفن الذي مزال يبحث عن موقعه سيما وهو يواكب المستجدات والتحولات التقنية المتطورة، ويتشرف المغرب من خلال كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك أنه كان سباقا على المستوى الدولي لتنظيم هذا المهرجان والإعداد لهذا المؤتمر الذي مازال يواصل الفعل والتفاعل.
يعتمد المهرجان على أربع مرتكزات وتتمثل في العروض الفنية والتنصيبات والورشات التكوينية، والماستر كلاس والندوات، إذ أن فلسفة المهرجان تكمن في التواصل مع الخبراء والمتخصصين والعموم والمهتمين عبر أطروحات هذه الوسائط التي تفصح من الداخل عن القيمة المضافة لهذا الفن الذي ينظر دائما إلى المستقبل وهو مولود للآتي.
التنصيبات يقول بها المهرجان أن فن الفيديو فن قريب أشد القرب من الغرائبي ومن المتطور الفني ومن الرقص والشعر ومن كل الفنون، في هذا الإطار قدمت خلال الدورة 24 من المهرجان تنصيبات خرجت إلى الناس ووظفت تقنية الاحتجاجات برؤية فنية، كما قمت لوحة فنية أخرى عبارة عن مباراة في الملاكمة بين فنانة والصوت وكانت النتائج متقاربة لاغالب ولامغلوب، عبر هذين النموذجين من التنصيبات يقول فن الفيديو أن أطروحته الفنية مختلفة وجديدة لذا يستحق هذا الفن أن يسمى فعلا فنا ثامنا. ووفق إحصاء تواصلي تمت الاستفادة من هذه التنصيبات ما يقارب 600 مستفيد.
كما تنخرط العروض الفنية ضمن المشروع الفني للمهرجان التي غالبا ما تدمج العرض الفني والتقني بين الآلة والإنسان في حوار تكاملي وتلاقحي وجدلي، مما يترجم شعار الدورة 24 لهذه السنة من المهرجان:»فضاء السبيرنيطيقا باعتباره الأغورا الافتراضية»، وشعار هذه السنة بعث كما هو ملاحظ للأغورا التي كانت ملتقى الفلاسفة ليشار إلى أن أغورا فن الفيديو لقاء بين فلاسفة فن الفيديو كون فن الفيديو فعلا يعتبر فكرا مختلفا يمارس الجدل والحكمة، والسبيرنطيقا بعمقها المعنوي والمعرفي في توافق مع المشروع الفني للمهرجان تترجم اللقاء بين الجسد والآلة والمحقق فعلا في هذا المهرجان من خلال كل مقترحاته الفنية والتقنية، التي أدمجتنا معها كأجساد وحاورت بنا الآلة وحاورت الآلة بنا.. ووفق إحصاء تواصلي فقد تم الاستفادة من هذه العروض الفنية ما يقارب 1000 مستفيد.
هنا تعتبر الورشات التكوينية حوارا مباشرا بين المقترحات الفنية لفن الفيديو والتواصل مع فعاليات المهرجان وعموم زواره ومتتبعيه وجمهوره الخاص، ومن جانب آخر هو اطلاع على المستجدات المتطورة ومع الابتكارات وتطلعا فنيا وتقنيا للآتي وهذا سر من أسرار استمرار هذا الفن في تجديد ذاته واستمراريته التي تجدد ذاتها بذاتها.
تكاملا مع الورشات تحضر الندوات التيماتيكية والماستر كلاس للتقرب من التجارب والخبرات وزيارة المختبرات الذاتية للمبدعين، وهي فرصة أخرى تكوينية بشكل آخر تحفز الشباب على الخوض في المجال بشكل علمي ومعرفي، وقد أكدت في هذا الشأن تجارب الدورات السابقة نجاعة هذا الفكرة وأثرها وتأثيرها على الشباب المبدع، وهذا سر آخر من أسرار نجاح هذا المهرجان/ المؤتمر الفني والتقني.. ( 6 ورشات و1 ماستر كلاس). ووفق إحصاء تواصلي فقد تمت الاستفادة من هذه الورشات التكوينية والماستر كلاس ما يقارب 400 مستفيد.
يذكر أ،ه حضرت خلال الدورة 24 من المهرجان عدة دول ممثلة لبلدان عربية، أوربية، أمريكية، وآسيوية وافريقية، وتم الاحتفاء بمرور خمسين سنة على الانتفاضة الشبابية ماي 1968 التي انطلقت بوادرها الأولى من فرنسا وشاع تأثيرها على المعمور.(30 دولة 50 عارض فني). وتوزعت فضاءات المهرجان بين كلية الآداب بنمسيك من خلال فضاء عبد الله العروي للعروض الفنية وفضاءات بعض الأقسام تحولت إلى فضاءات التنصيبات وأقسام أخرى إلى فضاءات التكوين، وقدمت العروض باستوديو الفنون الحية بالحي الحسني وبالمعهد الفرنسي بوسط المدينة وبلوزين وفضاء الشرايبي بعين السبع.. ( 7 فضاءات).
قد احتفت جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء باسم رئيسها الأستاذ إدريس المنصوري وعمداء وأساتذة الكليات التابعة لجامعة الدار البيضاء، بالمشروع الفني للمهرجان الدولي لفن الفيديو في دورته 24 بحضورها لحفلي الافتتاح والاختتام والتواصل مع المبدعين خلال أيام المهرجان وكذا شأن الجهة المنظمة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء بكل أطرها وأساتذتها وإدارييها وطلبتها برئاسة السيد العميد رئيس المهرجان الأستاذ عبد القادركنكاي. ونسجل بفخر واعتزاز احتفاء الإعلام المغربي بكل وسائطه بالحدث الثقافي وترويجه إعلاميا الأمر الذي اعتبرته الجهة المنظمة إسهاما في إشعاع هذا المشروع الفني، كما اعتبره ضيوف المهرجان تأكيدا على نجاح المؤتمر/ المهرجان في دورته 24، واحتفاء بهم وبتواصلهم الفني والتقني.
ووفق إحصاء إعلامي فقد تمت الاستفادة من فعاليات المهرجان ما يقارب 2000 شخص..، وتمت تغطية المهرجان في لدن 120 منبرا إعلاميا، ورقيا والكترونيا داخل المغرب وخارجه ..ن وأربع تغطيات إعلامية بالقناة الثانية، وثلاث للقناة الأولى، وتغطيات متعددة المناحي تفوق 10 لوكالة المغرب العربي للأنباء.


الكاتب : أحمد طنيش

  

بتاريخ : 05/05/2018