اختتام المهرجان الثقافي و الفني ولاد عريف بولاد زمام قضية الصحراء المغربية في صلب إنشغالات العالم القروي

أسدل التسار على النسخة الخامسة عشر للمهرجان الثقافي و الفني لولاد عريف بولاد زمام إقليم لفقيه بن صالح جهة بني ملال خنيفرة مساء يوم الإثنين الماضي، وهو مهرجان jنظمه الجماعة القروية لولاد زمام بشراكة مع جمعية ولاد عريف للتنمية القروية، الذي نظم هده السنة تحت شعار تعبئة الجبهة الداخلية سلاح مهم لمواجهة خصوم الوحدة الترابية، بحضور الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة و الوظيفة العمومية محمد بن عبد القادر وأعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي وعدد من أعضاء الفريق البرلماني الاتحادي، والمنتخبين المحليين، هذا المهرجان أعطيت انطلاقته مساء يوم الجمعة، وذلك بحضور بحضور عامل لفقيه بن صالح وعدد من الفعاليات المجتمع المدنية والمنتخبون بالإقليم.

المهرجان عرف مشاركة أكثر من ثلاثين سربة من مختلف مدن الجهة، أي مشاركة ما يفوق خمس مئة فارس وجواد، وقد كان اليوم الأول مخصص لانطلاق مشاركين في عملية ما يعرف بالتحية وهي عادة يستأنس بها الفرسان والجياد على أرضية المَحْركَ وكذلك تقديم التحية للجمهور العاشق للتبوريدة، الذي حضر بآلالاف، دون أن يكون هناك إطلاقا للبارود، ويلعب فيها المنشط دورا أساسيا من حيث أنه هو مايسترو المَحْرَكْ، ويجب أن تتوفر فيه شروط التنشيط، إذ أنه يكون على دراية باسم كل قادة السرب و الجهة التي ينتمون إليها، كما يكون مطلعا على ترتيب كل سربة، حتى تمر عملية التبريدة في نظام تام.
عملية التبوريدة وإطلاق البارود تستمر من الصباح إلى المساء طيلة أيام الموسم أو المهرجان ويتنافس فيها الفرسان على أحسن طلقة نارية جماعية للسربة دون تأخر لأحد الفرسان، وهي عملية يتم الاستعداد لها مباشرة من خط الإنطلاق بسرعة خفيفة، وبكلمة «الحفيظ الله»، لترتفع السرعة عند منتصف المَحْرَكْ، بكلمة وَا لَمْكاحَلْ وهو ما يعني رفع البنادق إلى الأعلى استعدادا لإطلاق البارود، لتبلغ قصوتها قبالة خط النهاية، إذ يصيح مْقَدَمْ السربة صيحة قوية وهي إشارة لإطلاق البارود في السماء أو في الارض.
القضية الوطنية كانت حاضرة في برمجة المنظمين للمهرجان، حيث تم تنظيم ندوة تحت عنوان» تعبئة الجبهة الداخلية سلاح مهم لمواجهة خصوم الوحدة الترابية» بالمركب الثقافي بمدينة لفقيه بن صالح، عرفت مشاركة كل من محمد بن عبد القادر كفاعل سياسي ومحمد الحرث رئيس المجلس العلمي من كرجل دين، وعبد الحق عندليب بوصفه كفاعل جمعوي وحقوقي، والإعلامي إبراهيم أبوهوش رئيس نادي الصحافة بالصحراء.
وقد حاضر المتدخلون في هذه الندوة كل من وجهة نظره، إذ تم إبراز الدور المنوط بالفاعل السياسي والجمعوي والإعلامي ورجل الدين، وكانت المناسبة لمعرفة مستجدات القضية الوطنية، وتسليط الضوء حول كيفية الترافع لمواجهى الخصوم وأعداء الوحدة الترابية، هذه الندوة تؤكد إنشغالات المغاربة سواء في الحاضرة أو في العالم القروي بقضية وحدتهم الترابية.
وعرف مهرجان ولاد عريف كذلك تنظيم عدة تظاهرات رياضية منها السباق على الطريق الذي شاركت فيه الفئات الصغيرة واليافعين والكبار، مهنم أبطال على الصعيد الدولي والقاري والوطني، في هذا التخصص مما أعطاه البعد السباق الوطني، وتم تخصيص جوائز مادية مهمة للفائزين.
كما تم تنظيم مسابقة لعشاق الكرة الحديدية، إذ خصص فضاء لهم يستجيب لمعايير ممارسة هذه الرياضة، وكان لمحترفي رياضة القنص والرماية على الصحون نصيب مهم للتنافس..
ومن الأنشطة الجديدة لهذا للمهرجان تنظيم سهرتين فنيتين شارك فيهما العديد من فنانين المحليين والشباب المتعطش لإبراز مواهبه أمام الجماهير التي غصت بها الساحة المخصصة للعروض الموسيقية، كما كانت المناسبة فرصة لتكريم أحد شيوخ العيطة بالإقليم ملقب بالسطاسا.
وكان للأطفال نصيبهم في هذا المهرجان، حيث تم تنظيم صبيحة لهم نشطتها فرقة من المهرجين تخللتها أغاني وأناشيد وألعاب سحرية.
خمسة عشرة سنة تمر من عمر هذا المهرجان، الذي يعرف تطورا وتجديدا من سنة إلى أخرى، وذلك لما يعرف من حضور جماهيري كثيف، لبرامجه المتنوعة، كما أنه مناسة لربط الحاظر بالماضي من خلال مسابقة التبوريدة المتجدرة في تاريخ المنطقة، وتشجيع الشباب على عدم التفريط في هذا الموروث، وحثهم كذلك على ممارسة الرياضة، بكل أنواعها.


الكاتب : عبد النبي المساوي

  

بتاريخ : 12/05/2018