وقائع يوم دراسي بإفران دور الإعلام في خدمة التنمية السياحية

بدد رئيس المرصد الإقليمي للصحافة والإعلام بإفران مخاوف المهنيين والفاعلين في المجال السياحي المحلي والمتمثلة أساسا في اعتبار الإعلام والصحافة مجرد شرفة للتشفي والنكاية  وإبراز العيوب والبحث عن نقائص وسلبيات القطاع السياحي بالإقليم، وكذا التقليل من أهمية الخدمات المقدمة  من قبل المهنيين والمنتسبين للقطاع بين الأهداف الأساسية لليوم الدراسي للمرصد  .
وأضاف محمد الخولاني  في كلمة بمناسبة  افتتاح اليوم الدراسي حول موضوع “الإعلام في خدمة التنمية السياحية”  بقاعة المناظرات بإفران السبت 21 أبريل الجاري والمنظم بشراكة مع عمالة إقليم إفران والمجلس الإقليمي  ومندوبية السياحة والجماعة الترابية للإقليم  بحضور أزيد من 20 منبرا إعلاميا محليا ووطنيا وثلة من أرباب الفنادق والمآوي السياحية ومهنيين وممثلين للإرشاد الخدماتي والسياحي بالإقليم  أن اللقاء الدراسي حول دور الصحافة المحلية يستشرف أدوارا طلائعية للصحافة والإعلام  كمساعد في تطوير السياحة عموما والجبلية منها على وجه الخصوص بالإقليم، وذلك من خلال التداول في الموضوع  وطرح الإشكاليات وتقديم الاقتراحات والخلاصات والتوصيات قصد الارتقاء بالقطاع السياحي بمشاركة الجميع.
كما أبرز الدور الريادي الهام  الذي من المفروض أن تلعبه الصحافة المحلية والجهوية  في الترويج للمنتوج السياحي بالمنطقة وأثنى على دور الصحافة المتخصصة في مجال تعزيز الإمكانات الطبيعية والموروث الثقافية المحلي لإفران، وجلب اهتمام  الزوار المغاربة والأجانب لاكتشاف مؤهلات الإقليم الأطلسي وما يزخر به من  كنوز طبيعية غنية.
وأوضح الخولاني  أن رسائلنا كإعلاميين قوية وواضحة، أهمها العمل يدا بيد، الإعلام بكل مكوناته، والنسيج المدني بأطيافه،والسلطات المنتخبون للنهوض والارتقاء بالقطاع السياحي.  واقترح رئيس المرصد تكوين جهاز إقليمي تفاعلي لتجميع المعطيات المرتبطة بالسياحة للتعاون والمساهمة في التنشيط  وترويج المنتوج السياحي والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والسياحية بالمنطقة. من جهة ثانية اعتبر الخولاني التوصيات والاقتراحات التي سيسفر عنها اليوم التواصلي خارطة طريق لإنعاش السياحة عموما والجبلية منها على وجه الخصوص . ودعا المهنيين وأرباب الفنادق والمآوي السياحية  إلى تجويد نوعية  الخدمات المقدمة  لزبنائهم والارتقاء بها، كما لفت انتباه الوزارة الوصية على القطاع إلى فتح ورش  التشوير السياحي  الذي يعتبر أساسيا لإبراز المؤهلات السياحية التي يزخر بها الإقليم.
وفي هذا السياق،ولتعزيز مناخ الاستقرار الاجتماعي لليد العاملة،  نبه المرصد إلى ضرورة إعطاء أولوية التشغيل لأبناء المنطقة، لضمان أمنهم و استقرارهم  مضيفا أن بطالة أبناء المنطقة تدفعهم إلى امتهان حرف تشوه القطاع،وتجلب المزيد من التردي للوضعية السياحية بالمنطقة، سيما في ظل فورة النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي داعيا وزارة السياحة إلى توفير الوسائل والإمكانات المادية الضرورية،وإيلاء الاهتمام إلى تكوين المرشدين السياحيين، مع اعتماد شعبة التكوين السياحي ضمن مقررات التكوين المهني،وخلق شعب في التكوين المهني لمسايرة وتنمية أولويات القطاع .كما  أكد المرصد على ضرورة دعم الجمعيات الجادة في المجال . معتبرا  تنظيم المهرجانات والأسابيع الثقافية  واللقاءات التواصلية والمسابقات بمشاركة مع مؤسسات وتنظيمات خطوة مهمة  التعريف بمؤهلات المنطقة وبنياتها السياحية خدمة للقطاع.
من جهة ثانية، سجل المتدخلون كل من جانبه ضعف المنتوج السياحي ، ونبهوا إلى الدور الإيجابي  للإعلام  المحلي والجهوي سيما خلال الأوقات الصعبة في أفق   إنعاش الحركة الاقتصادية  حتى لا يكون الاقليم مجرد محطة عبور . ولم يكتف المتدخلون بالعروض  النظرية ، بل  توقفوا عند مكامن الخلل ، وقدموا ملاحظاتهم واقتراحاتهم  وأكدوا على أهمية  مواكبة المؤهلات السياحية  بالتتبع والصيانة، وحذروا من  أن منهجية  الارتقاء بالقطاع  السياحي بالإقليم،  لا يجب أن تظل حبيسة الأكل والمبيت كخدمات ، بل يجب البحث عن استراتيجية ناجعة لتطوير الخدمات المقدمة وتنويع العرض السياحي ودمجه ثقافيا فنيا ورياضيا .مع تنويع الفرجة الهادفة  والفن الراقي بعيدا عن الأسلوب المتعارف عليه اليوم.
إلى ذلك، تضمن برنامج اليوم الدراسي عرض فيلم وثائقي  يبرز المؤهلات السياحية التي يزخر بها الإقليم.  كما تميز بسلسلة عروض كان أولها عرض  مندوبية السياحة  من تقديم السيدة مريم وادعني  في موضوع “الحقائق السياحية  وبرامج العمل”. حيث  ذكرت باستراتيجيات  الوزارة  في هذا الصدد وقدمت أرقاما ومعطيات بخصوص الطاقة الإيوائية للبنيات  التحتية للسياحة البيئية بالإقليم  من (الفنادق، وبيوت الشباب والمواقع المصنفة). وأشارت  المحاضرة إلى أن العديد من المؤسسات لا تقوم بالإبلاغ عن الأرقام الفعلية لزبنائها. كما ذكرت بحجم الاستثمارات ،وأسماء  العديد من المشاريع السياحية الجاري أنشاؤها  في إفران وكامل تراب المنطقة ، وأضافت أن هناك مشروعات أخرى قيد الدراسة، وقالت أن الرؤية المستقبلية لعام 2020  تتوقع مشروعات سياحية تبلغ قيمتها نحو 831 مليون درهم.  وفي النهاية ، قدمت  سلسلة من المقترحات الملموسة ، بما في ذلك إنشاء بنك مشروع لتنمية قطاع السياحة في المقاطعة ذات إمكانات طبيعية وتاريخية وبشرية وثقافية هائلة.
يونس صدقي مدير فندق بإفران من جهته  قدم عرضا بعنوان “السياحة و الرياضة، أكد من خلاله خصائص مدينة افران كمدينة جبلية وذات مناخ ملائم لإجراء التمارين والتدريبات الرياضية الفائقة المستوى، هي مكان مناسب ومميز لتطوير السياحة الرياضية. كما استعرض صورا لنجوم عالميين في الرياضة  استقاها من  مواقع التواصل الاجتماعي افتخروا بوجودهم بمدينة إفران  واستفادوا من مناخها في تدريباتهم ما شجعهم على تحقيق أحلامهم  في الرياضة العالمية خاصة كرة السلة الأمريكية .  استراتيجيته اعتبرها يونس متجددة وناجعة في تسويق المنتوج السياحي معتبرا الرياضة أسمى العملات للاستثمار في القطاع وجلب الزوار من دول العالم .
تلاه عرض تفاعلي لمدير المنتزه الوطني بإقليم إفران عبد الرحيم ديرو بتقديم فكرة عامة عن التنوع البيولوجي  للمنتزه، الذي تم إنشاؤه عام 2004 على مساحة 51800 هكتار في الجزء الغربي من أطلس المتوسط . كما قام  المدير بعرض الآفاق المستقبلية لتعزيز هذه الثروة الطبيعية، مع التركيز على أهداف محددة مثل إدارة المناطق الطبيعية، وتطوير السياحة الطموحة  والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لصالح السكان المحليين. ولم يفوت الفرصة للتذكير بخطورة عملية  تهريب القرد، الذي باتت بعض أنواعه مهددة بالانقراض. كما نبه إلى ضرورة  إشراك وتدريب المرشدين المتخصصين للتعريف التنوع البيولوجي للحيوانات والنباتات في المنتزه الوطني للمدينة .
كما قام  للدكتور  لحسن آبا   بتقديم   نتائج البحث الميداني للأهم المواقع السياحية بأزرو المنجز من طرف طالبات المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة.كما تم الاستماع إلى شهادات  ميدانية  تهم قطاع السياحة لكل من عبد الحميد غاندي  مدير مآوى بضاية عوا.  و محمد الكريمي صاحب LA FORESTIERE  بتمحضيت وحسن السدادي فاعل جمعوي في البيئة والتراث المادي واللامادي  و مولاي عبد الله الحريزي  رئيس جمعية مرشدي الفضاءات الطبيعية . كما استمع الحضور إلى قصيدة بالفرنسية والأمازيغية بعنوان ” توسلات  الغابات   “
وتميز اليوم الثاني من اللقاء الدراسي بقيام الوفد الإعلامي بزيارة لعدد من المناطق السياحية مثل  أحواض تربية السمك براس الماء  وعدد منالضايات  مثل احشلاف  أفراح  ايفير وضاية عوا.  كما توقفوا  عند  خدماتها  ومكامن قوتها وضعفها،  وساءلوا تراجع نقط جاذبيتها ، حيث لوحظ تراجع كبير في كمية المياه المتواجدة بضاية عوا. و حسب خبراء محليين، فإن ذلك راجع الى توالي سنوات الجفاف، والى استنزاف المياه  الجوفية  لسقي  أغراس الضيعات  الفلاحية  المتزايدة خلال العقد الأخير و الأشجار المثمرة، خاصة التفاح  التي لإفران  حصة 60بالمائة من الانتاج الوطني، كما ينتج إفران 80 بالمائة من فاكهة الكرز حب الملوك، و ذلك في إطار المخطط الأخضر لوزارة الوصية


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 14/05/2018

أخبار مرتبطة

صدر بالجريدة الرسمية، في عدد يوم 29 أبريل 2024، قرارات تتعلق بتعيينات جديدة وتجديد مهام في الهيأة العليا للاتصال السمعي

بعد أن ظلت مهجورة لسنوات عادت الحياة لدار النيابة، تحولت إلى متحف لصيانة ذاكرة مدينة طنجة ومنفتح على الإبداع التشكيلي

تحتفي الدورة الثانية من “ربيع المسرح” التي ستقام في مدينة تارودانت ما بين 6 و11 ماي 2024، بالفنان عبد الرحيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *