ضحكات أكلها الضوء

 

أحب القصائد
التي لا يقرأها أحد

القصائد التي
تعشق الطرقات
الأشجار
وتغني رفقة السماء
كي ترقص الغيمات
في سرير الحزانى

القصائد التي تشرب النبيذ
عند قارعة الطريق
و ترمي النساء
بالقبلات
القصائد التي
تركض كثيرا في غابة المجاز
دون أن تتعب
كي تعود بصمت الطرائد

– 2 –
أضحك
فيشرق وجهك في المرآة
المرآة
التي قلبها من ماء

الماء الذي يعزف
نشيد الشوق على كتف الجدار

الجدار الذي
يسهر طويلا كي ينام الحمام

– 3 –
سلامي للشجرة
التي حرست قبلاتنا
في حديقة الليل

سلامي للطريق
الذي مشيناه
بين قلبينا
سلامي للضحكات
التي تدحرجت
من جيوب روحينا
قبل أن يأكلها الضوء

سلامي للرصيف
الخافت
حين رمانا بأغنيات
لها لون قميصك

سلامي للماء
يذكرني برقصتك
في منعطف الحلم
سلامي للقصائد
التي تخرج من كرز شفتيك
كما أزهار ساحر

سلامي لأصابعك
جوقة العشق
على جسدي

– 4 –
عند عتبة الليل
التقيت قصيدة بكدمات زرقاء
على جسدها
قميصها غادرته الفراشات
تعرض لها قطاع الشعر
عند منعطف اللَّامعنى
و سلبوها محفظتها التي كانت تحوي
أقلام مجاز
مرآة استعارات
قارورة عطر رومانسي
وورقة صغيرة عليها عنوان شاعر

– 5 –
سلامي أمي
أعرف أنك هناك
في حديقة الغياب تسقين الحبق
و تغنين بالأمازيغية
التي كانت تعيد إليك رائحة أَدْرَارْ
و هواء النافذة
تلويحات الماء و أشجار الجوز

أمي
أخبرك أني مازلت هنا
أرتجل حياة كل صباح
و أتيه
في قلبي تقبع نظرتك من النافذة
كي يأتي بي المساء  إليك
كطفل ضاع في الزحام

أمي
سلامي لأخي
قولي له أن يعتني بقلبه جيدا
قلبه الذي نهشته الحياة
قولي له
إن ابراهيم مازال يروض الذئاب
بالاستعارات
و يداري جراحه
في انتظار أن ألتحق بك
قريبا
قبلاتي على جبينك أمي


الكاتب : ابراهيم قازو

  

بتاريخ : 01/06/2018

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

«هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟» مجموعة قصصية جديدة   «هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي المجموعة القصصية الثالثة لمحمد برادة، بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *