بعد تأكيد الوزارة على توفر التجهيزات والبنايات اللازمة .. نقائص كثيرة تحول دون الرقي بـ «الخدمات الصحية» بإقليم جرادة إلى المستوى المأمول

يعرف قطاع الصحة بمدينة جرادة، والإقليم ككل، نقائص كثيرة رغم المجهودات التي بذلت ببناء مستشفى إقليمي، ومركز للأمراض التنفسية والسحار الرملي لعلاج مرضى السيليكوز، ومركز تصفية الدم لتخفيف معاناة مرضى تصفية الكلي مع التنقل إلى مدينة وجدة في ظروف صعبة. إلا أن الإشكال القائم الآن هو غياب مدير مكلف بتسيير وتنظيم المستشفى ومراكز العلاج، الأمر الذي انعكس سلبا على جودة الخدمات المقدمة للمرضى والمرتفقين من نقص في الدواء الفعال الخاص بمرضى السيليكوز والأمراض العقلية وغيرها، إضافة إلى تقديم وجبات أكل لا تساهم في علاج المرضى..وسبق لجمعيات مهتمة أن قدمت ملاحظات في هذا الشأن لعامل الإقليم والمندوب السابق للصحة اللذين تعهدا بتحسين الوجبات في بداية سنة 2018، إلا أن دار لقمان ظلت على حالها.. إضافة إلى الخصاص في الأطر الطبية من أطباء وممرضين..
وفي هذا الإطار تقدمت النائبة البرلمانية ابتسام مراس عن الفريق الاشتراكي، بسؤال كتابي إلى وزير الصحة، عن البرامج المسطرة في مجال الصحة لتقريب الخدمات الطبية لساكنة إقليم جرادة، والإجراءات والتدابير الاستعجالية المزمع القيام بها..وفي معرض جوابه، أكد وزير الصحة توفر المستشفى الإقليمي بجرادة على 24 طبيبا مختصا، وأكد الخصاص في الأطباء العاملين والممرضين «وهو خصاص وطني تسعى الوزارة إلى تجاوزه، ونعمل على ذلك في إطار شراكات، كما هو الحال بالنسبة لإقليم جرادة حيث تم في إطار شراكة بين مجلس جهة الشرق، مجلس عمالة إقليم جرادة، عمالة جرادة، والجماعة الحضرية لجرادة، تشغيل 18 ممرضا إضافيا لتشغيل مركز الأمراض التنفسية والسحار الرملي، كما تم دعم مركز تصفية الدم بـ 8 ممرضين إضافيين» يقول الوزير.
وأضاف بأنه تم إحداث مؤسسات استشفائية ومراكز صحية لدعم الخدمات الصحية، حيث تم بناء وتجهيز مستشفى الأمراض التنفسية والسحار الرملي مجهز بمولد الأكسجين، بناء وتجهيز مركز تصفية الكلي مع توسيعه من 10 إلى 18 آلة تصفية، تجهيز قسم المستعجلات وقسم طب الأطفال، زيادة على توسيع وإصلاح صيدلية المستشفى الإقليمي وتزويد المستشفى الإقليمي بحافلة التنقل و4 سيارات إسعاف. كما تم توسيع وتجهيز دار الولادة بالجماعة الحضرية عين بني مطهر بشراكة مع junta andaloucia واقتناء سيارة إسعاف مجهزة بنفس المدينة في إطار نفس الشراكة.
وإلى جانب ذلك، وعلى مستوى المستشفى الإقليمي لجرادة ذكر الوزير في رده بأنه سيتم اعتماد برنامج التطبيب عن بعد بشراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، وزارة الصحة، عمالة جرادة، مجلس إقليم جرادة، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. توسيع وتجهيز قسم الجراحة ب (3) قاعات جراحية، توسيع وتجهيز قسم التعقيم، اقتناء 5 حاضنات طبية مجهزة بآلات العلاج بالأشعة البنفسجية للأطفال حديثي الولادة، اقتناء 4 حاضنات طبية متنقلة. إنشاء مركز التشخيص المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم، بشراكة مع مؤسسة للا سلمى للوقاية ومحاربة السرطان. إنشاء مركز فضاء الشباب والصحة المدرسية.
وفي ما يتعلق بتقريب الخدمات الصحية بالعالم القروي، أشار إلى تجهيز جميع المراكز الصحية بجهاز تخطيط القلب مع إمكانية إرسال التخطيط إلى طبيب القلب بالمستشفى الإقليمي. بناء وتجهيز مختبر التحاليل الطبية وقاعة الأشعة بالمركز الصحي الحضري بعين بني مطهر وإنجاز مستشفى القرب. بناء 14 سكنا وظيفيا لدعم العالم القروي. مع تمكين جميع المراكز الصحية القروية من سيارتي إسعاف على الأقل.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو هل ستتدخل الوزارة بتعيين مدير للمستشفى الإقليمي يضمن السير العادي والمسؤول لهذه المؤسسة الصحية للحد من الفوضى في التسيير، فالمستشفى يتوفر على سكانير ولا يستفيد منه إلا ذو حظ أو نفوذ، ومرضى السيليكوز يتساءلون عن مصير 65 مليونا المخصصة لشراء الأدوية الخاصة بهذا الداء؟


الكاتب : لحسن الغالي

  

بتاريخ : 06/06/2018