حوار مع القاصة التونسية نورا الورتاني نصوص جدي أضاءت الطريق، ومجموعتي واصلَتها

نورا الورتاني أستاذة أولى فوق الرتبة ، قاصة من تونس العاصمة ، نائب رئيس «حركة النساء قادمات» ، عضو نادي القصة ، وناشطة جمعوية بامتياز .خرجت من برنس جدها « محمد المقداد الورتاني « ، لتصدر مجموعتها القصصية الأولى « ليلة انتشى فيها القمر…» ، والتي لقيت استقبالا لافتا في المشهد القصصي التونسي ، وفي انتظار مجموعتها الثانية «خطأ حنبعل « كان لنا معها هذا اللقاء :

 

p من أين جئت عوالم القصة ؟ ومتى أحسست أنك قاصة تونسية ؟
n القصة في حياتنا وشم تعلمتاه عن أجدادنا. نحن نقص لنحيا وجدي محمد المقداد الورتاني صاحب كتاب « البرنس في باريز « كان سببا في بناء عالمي القصصي دون أن نغبط حق المدرسة التونسية التي كانت تسمو بنا عبر القصص لبناء عوالم الخيال .
p ما الذي أوحى لك بهذا العنوان المعلق في سقف غلاف مجموعتك « ليلة انتشى فيها القمر» ؟ وما حكاية هذا الانتشاء ؟
n عنوان المجموعة القصصية « ليلة انتشى فيها القمر…ّ بدأت بمغامرة مع كتاب جدي آنف الذكر و خاصة قصة بونيفار Bonivard السجين السياسي بقصر شييون Chillon سنة 1530 بفرنسا و الذي صوره جدي طالبا الحرية ناشدا الحب و التسامح رغم قيود الظلم ، لذلك تراه في صورة الغلاف منتشيا رغم قيوده، أمله بصيص ضوء الشمس المنبعث من كوة من القصر .كذا القمر الذي لا يأتي إلا ليلا ليشع نورا بعد عتمة فكل حرية هي انتشاء و ليلة الثورة التونسية هي انتشاء للحرية .
p ما قصة هذا التوزيع الثلاثي لمجموعتك إلى حبات قصصية ؟
n الحبات الثلاث من العقد الثمين هي هدية إلى القمر ليلة انتشائه لذلك وزعت مجموعتي القصصية إلى هذا التصنيف الذي يحتكم في القسم الأول الى الأقصوصة الكلاسيكية بمفهوم تشيخوف وموباسون و إدغار ألان بو ، والقسم الثاني اعتمدت فيه التجريب القصصي عن طريق أمرين هماالقصة_المشهد (nouvelle_scène) بعبارة الجلجلي في التقديم و التشكيل الفني من ألوان وأشكال ورسوم و غيرها من الفنون بعبارة عبد الله المتقي في محاضرة له بتونس يوم 1 ماي 2018 .و القسم الثالث جربت فيه القصة القصيرة جدا التي تعتمد الموقف و الكتمان و بهذا فكأني كتبت ثلاث مجاميع قصصية علني أختزل الزمن و أعوض تأخري في النشر.
p حبات عقدك القصصي ثلاث ، فأي الحبات تملأ عينيك ؟
n حبات عقدي كبناتي لا أفرق بينها كما يقول أحمد ممو في كتابه « مريم الحبلى دائما» «أنتم جميعا أبنائي …شجرة الزيتون لا تفرق بين حباتها…»
p أي ليلة قصصية ؛ انتشى فيها قمرك القصصي ؛ وهل تكفي ليلة واحدة لتكتمل الحكاية ؟
n انتشى قمري القصصي يوم أطلق السجين بونيفار bonivard بعد عهد من الظلم و ما ليلة الانتشاء الا انطلاق للحكاية فالحكاية لاتزال في بدايتها.
p وما قصة هذا الحضور للتشكيل في بعض من انتشائك القصصي؟
n إنه التشكيل الفني ويمثل منهلا للقص ليتواسع بناء الأقصوصة خاصة الاحتفاء بالألوان في بعض قصصي ك «المتحف و العملاق « و «و أسدلت الظلام على الضياء « و «المدائن الجوفية « هو تفاعل بين الفنون. فالأقصوصة تأخذ من الفنون ما يفيد بنيتها ويجعلها منفتحة على الذاكرة الفنية. فكل فن هو ذاكرة لا يمكن للقص أن يستغني عنها.
p أين هذه القصص من جدك الرحالة -السارد؟
n كما أشرت آنفا فإني ضمنت في قصصي بعض ما ورد في كتاب جدي محمد المقداد الورتاني مستفيدة من المنحى العام للكتاب الداعي للحرية، ولكن الطريف هو تساوق أسلوب جدي مع أسلوبي فاندغم الأسلوبان في قصة الانتشاء و مثال ذلك أقصوصة « و أسدلت الظلام على الضياء…»مع بونيفار و أقصوصة « ليلة انتشى فيها القمر « تأكيدا على صفات الحاكم العادل و أقصوصة « المدائن الجوفية» تأكيدا على التسامح وحقن الدماء و …و.. نصوص جدي أضاءت الطريق و مجموعتي واصلت الطريق .
p حباتك تبدو كما لو منفصلة ، فأي خيط يجمعها عقدا قصصيا ؟
n في تمام الانفصال كما رأيت اتصال. أليس في العربية معنى نحوي يسمى « تمام الانفصال» فالربط بالفصل من أهم الروابط في العربية و هو عينه في هذه المجموعة إذ حافظت على أسلوب الأقصوصة في أقسامها الثلاثة و طرزت معانيها بوشاح هو العقد القصصي.
p هل من عادات لنورا الورتاني وهي تكتب نصها القصصي ؟ أي مكان وأي زمان ؟
n عاداتي هي القراءة كثيرا و الكتابة قليلا و كتابة الليل هي كتابة الذاكرة و كتابة الخيال الذي لا يكون إلا متوا سعا بحكم السكينة و الحلم.
p الناقد البشير الجلجلي يرى في خطابه المقدماتي لمجموعتك أنك تمتلكين نفسا قصصيا يقارب الرواية … فما تعليقك ؟
n لم يتقصد الجلجلي على هذه العبارة أني أكتب أقصوصة تشبه الرواية لأن لكل جنس أسلوبه ولكنه أراد القول إن القسم الأول من مجموعتي يحتكم على أقاصيص طويلة يمكنأن توحي بالنفس الروائي و كذلك القسم الثاني الذي قسمته إلى مشاهد أو فصول ( وهو ما يتساوق مع روح الرواية التي أزمع أن أخوض غمارها بعد إتمام مجموعتي الثانية «خطأ حنبعل»)
p بم تحلم نورا الورتاني قصصيا ؟
n الحلم هو القصة نفسها وحلمي أن تنشر قصصي في العالم العربي و العالم وهو ما أصبو إليه خاصة بعد ترجمة مجموعتي إلى اللغة الانجليزية و اللغة الفرنسية (المجموعة بصدد الترجمة).


الكاتب : حاورها : عبدالله المتقي

  

بتاريخ : 07/06/2018

أخبار مرتبطة

  تشكل القراءة التاريخية لتجارب بعض الأعلام المؤسسة للفعل السياسي و الدبلوماسي في المغرب المستقل، لحظة فكرية يتم من خلالها

لحظة شعرية بمسيم كوني، احتضنها فضاء بيت المعتمد بن عباد بأغمات، ضمن احتفاء دار الشعر بمراكش بمرور سبع سنوات على

يقول بورخيس: “إن الفرق بين المؤلف والقارئ هو أن الكاتب يكتب ما يستطيع كتابته، بينما يقرأ القارئ ما يشاء”. فالكتابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *