الاتحاد الاشتراكي بمراكش : مساندة نضالات الجماهير الشعبية ودعوة إلى «محاكمة المفسدين»

أكد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش مساندته لنضال الجماهير الشعبية «ضد الأوضاع المزرية والمتفاقمة التي تعيشها غالبية الفئات الاجتماعية»، جاء ذلك في بيان أصدرته الكتابة الاقليمية للحزب عقب اجتماع أعضائها يوم الاثنين 04 يونيو 2018، حيث أعلن الاتحاد الاشتراكي عن «المساندة المطلقة لكل المعارك والنضالات الاجتماعية التي تخوضها الجماهير الشعبية، وعلى رأسها الطبقة العاملة وكل المستضعفين من أجل مناهضة غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين ومطالبة الحكومة بسن سياسة ناجعة تقضي برفع المعاناة الاجتماعية عن الطبقات المسحوقة، وهي المعاناة التي بدأت منذ أن اتخذت الحكومة السابقة لعبد الإله بن كيران مجموعة من التدابير اللاشعبية والمتمثلة أساسا في إلغاء صندوق المقاصة وتجميد الأجور ورفع مساهمات المأجورين في صندوق التقاعد والاقتطاع من رواتب الموظفين بسبب الإضراب، بالإضافة إلى إطلاق العنان للريع والاحتكار والتوزيع غير العادل للثروة الوطنية والعجز عن القضاء على مظاهر الفساد الاقتصادي والاجتماعي ونهب وسوء تدبير المال العام».
وشدد البيان على «المطالبة العاجلة بفتح حوار وطني جاد ومسؤول مع ممثلي الشعب المغربي من أحزاب وطنية ومركزيات نقابية وجمعيات المجتمع المدني وكل المؤسسات التمثيلية قصد إيجاد الحلول الناجعة الكفيلة بالاستجابة للمطالب الاجتماعية والحقوقية العادلة والمنصفة والمشروعة للجماهير الشعبية المحتجة والغاضبة جراء تفاقم مظاهر الظلم والإقصاء الاجتماعي».
وأكد البيان على «الانخراط التام والكامل لكل مناضلات ومناضلي الحزب بالاقليم في معركة الدفاع عن وحدتنا الترابية ومواجهة كل المخططات الرامية إلى تغيير الوضع في المنطقة العازلة من صحرائنا المغربية والتصدي لكل محاولات التهديد التي يمارسها الانفصاليون بدعم وتوجيه من حكام الجزائر».
وأدان الاتحاديون في مراكش من خلال هذا البيان «الحملة الإعلامية المغرضة التي تستهدف حزبنا ومسؤولينا الوطنيين ومناضلاتنا ومناضلينا، والتي تدبرها وتحرك خيوطها جهات مشبوهة معادية لحزبنا ولبلادنا ولمستقبل الديمقراطية في وطننا».
وعلى صعيد مراكش انتقد الاتحاديون «تباطؤ وتلكؤ المسؤولين بالإقليم في إنجاز برنامج الحاضرة المتجددة، مما ترتب عنه حرمان ساكنة الإقليم من المشاريع الإيجابية التي يمكنها أن تساهم في إخراجها من وضعية الخصاص المهول على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية». كما استنكروا «حرمان ساكنة العديد من المناطق لاسيما جماعات سعادة وتسلطانت والأوداية وحربيل والمحاميد وغيرها من الحد الأدنى الضروري من برنامج تعبيد الطرقات والمسالك ومن الربط بشبكة الصرف الصحي وشبكة الإنارة العمومية وشبكة الماء الصالح للشرب ، ومن البنايات والتجهيزات اللازمة في مجالات التعليم والصحة العمومية والرياضة وغيرها».
وطالب البيان «بالصيانة الضرورية لما هو متواجد من بنيات تحتية وتجهيزات عمومية مهترئة، حيث أصبحت العديد من الأحياء السكنية تشكو من انتشار الحفر وإتلاف مصابيح الإنارة العمومية وغياب خدمات النظافة وانتشار المطارح العشوائية للنفايات والأزبال، وبوضع برنامج وتصميم حقيقيين لتنظيم السير والجولان على المدى القصير والمتوسط والبعيد من أجل إنقاذ المناطق الحضرية بالإقليم من الاختناق والازدحام، وتجنب هدر المال العام في الحلول الترقيعية مثل إضافة بضعة حافلات كهربائية لأسطول النقل العمومي للتباهي والاستهلاك الإعلامي غير المجدي». وفي هذا الصدد ذكر البيان «بمعاناة الراجلين من جراء ضعف الاستجابة لحاجياتهم الخاصة في وضع تصاميم وهندسة الطرقات والمسالك حيث يتم الترامي على ممرات الراجلين من طرف أرباب المقاهي والمتاجر، وحيث أن غياب إشارات التشوير الطرقي في العديد من الطرقات والممرات جعل حوادث السير بالإقليم تتصاعد بشكل مهول خلال السنوات الماضية والتي يعتبر الراجلون أول ضحاياها».
ودعا بيان الكتابة الاقليمية بمراكش «إلى إصلاح وتقوية قنوات الصرف الصحي بالمناطق الحضرية لمعالجة معضلة تسرب المياه العادمة إلى المنازل كلما تساقطت الأمطار وهو ما يتسبب للساكنة في أضرار بليغة».
وطالب «بوضع حد لظاهرة تفويت والاستيلاء على الممتلكات والعقارات والتجهيزات العمومية، وذلك على شكل ريع وامتيازات غير قانونية، وهو ما تتعرض له أراضي الكيش وأراض تابعة لبعض الجماعات المحلية حيث يتم تفويتها لفائدة شخصيات نافذة لا سيما بجماعة سعادة والأوداية والمحاميد»، مشيرا في هذا الصدد «إلى المحاولات الجارية مؤخرا من طرف المجلس الجماعي لمدينة مراكش لتفويت حديقة الحارثي أو جزء منها، مما يهدد هذه المعلمة التاريخية التي ترمز إلى الذاكرة المراكشية بالتشويه والاختفاء وإلى عمليات البيع و الشراء غير القانونية في البقع المخصصة لعرض المأكولات بساحة جامع الفناء من طرف مستشارين جماعيين تابعين لمقاطعة مراكش/المدينة». كما أشار « إلى الاستغلال المفرط للفرشاة المائية من خلال حفر الآبار بشكل عشوائي ولا قانوني من طرف بعض كبار الملاكين خاصة بجماعة سيدي غيات وجماعة الويدان وهو ما يشكل تهديدا للحوض المائي للإقليم».
وندد الاتحاديون من خلال هذا البيان «بتحويل ساحة جامع الفناء كتراث شفوي عالمي، إلى سوق و«كنتينة» كبيرة لعرض المأكولات وهو ما يعتبر مسا بالوضعية الاعتبارية لهذا التراث الحضاري والإنساني وخيانة للمجهود الذي قام به الكاتب والمفكر الاسباني خوان غواتيصولو، الذي تحل الذكرى الأولى لوفاته، والذي دافع قيد حياته عن احتلال الساحة مرتبة التراث العالمي حيث عشق المدينة الحمراء وعاش بين أحضانها إلى آخر رمق من حياته. هذا الوضع المأساوي الذي سيفقد الساحة طابعها الثقافي وسيؤثر بالتالي سلبا على السياحة في المدينة الحمراء وعلى القطاعات الاجتماعية المرتبطة بها».
وطالب البيان الأمن الإقليمي والجهوي «بالقيام بواجبه في التصدي بحزم لعصابات اللصوص والمنحرفين الذين يعتدون بشكل مستمر على المواطنات والمواطنين ويسلبون ممتلكاتهم وأمتعتهم ويعرضونهم للضرب والجرح، ولترويج المخدرات الذي يهدد السلامة العقلية والجسدية لشبابنا لا سيما الشباب المدرسي»، مشيرا «إلى غياب مخافر أو مراكز للشرطة في أغلبية الأحياء السكنية وغياب دوريات منتظمة للأمن وذلك رغم قيام الوداديات السكنية بالتوقيع على عدة عرائض وتوجيه العديد من الشكايات إلى الدوائر المسؤولة».
ودعا إلى وضع حلول ناجعة لظاهرة التسول والتشرد التي أصبحت تؤرق ساكنة الإقليم، خاصة بعد تسوية الأوضاع القانونية للآلاف من الأجانب الأفارقة والسوريين، وهو ما يقتضي العمل على إدماج هذه الفئات في النسيج الاجتماعي والاقتصادي حفظا لكرامتها وصونا لحقوقها المدنية والاجتماعية وفقا لمقتضيات الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان».
وشدد بيان الكتابة الاقليمية بمراكش على «أن تتحمل سلطات الوصاية والسلطة القضائية كامل مسؤوليتها لمتابعة المفسدين وناهبي ومبذري المال العام على مستوى الجماعات المحلية والإدارات العمومية، وذلك من اجل الحماية وإعادة الاعتبار والثقة إلى المرفق العمومي».
كما أدان «المحاولة الدنيئة لأحد رموز الفساد بجماعة حربيل – تامنصورت لإخراس صوت الأخ المناضل محمد مروان المنسق الإقليمي للإعلام الحزبي وعضو فرع الحزب بجماعة حربيل – تامنصورت، والذي ما فتئ يدافع عن المصالح العليا للمواطنات والمواطنين بالجماعة ويفضح الفساد والمفسدين باعتبار هذا العمل يندرج ضمن المهام النضالية المخولة لكل مناضلات ومناضلي حزبنا الأوفياء بالإقليم».
وعبر البيان عن «إدانته الصارخة للحملة الإعلامية المسعورة التي يقودها الحاقدون والمنحرفون والهامشيون ضد الكتابة الإقليمية للحزب بمراكش وضد مسؤولينا الوطنيين والإقليميين والهادفة إلى تشويه صورة الحزب والنيل من مصداقيته وصموده وعرقلة مهامه التأطيرية والإشعاعية والتحسيسية».
وعلى المستوى العربي والدولي أكد بيان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش على «إدانة المجزرة الصهيونية الفاشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل كرد إجرامي على نضاله البطولي من أجل العودة إلى وطنه ودياره. وبهذه المناسبة ينحني كل مناضلات ومناضلي الحزب بالإقليم بإجلال أمام الأرواح الزكية لكل شهداء مسيرة العودة، ويؤكدون مرة أخرى إدانتهم الصارخة للقرار الأمريكي الجائر القاضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس الشريف عاصمة فلسطين، ويدينون كذلك الصمت العربي المطبق وغياب أية مبادرة عربية لردع الغطرسة الصهيونية».
كما شجب الاتحاديون «الحروب والنزاعات المدمرة التي تشهدها بلدان عربية، خاصة في العراق وسوريا واليمن وليبيا، بسبب غياب الديمقراطية والحريات وبسبب الإرهاب الأعمى وبسبب التدخل العسكري الأجنبي، خاصة ذلك الذي تخوضه القوى الامبريالية بمشاركة وتزكية من بعض الأنظمة العربية…».


الكاتب : مكتب مراكش: م. المبارك البومسهولي

  

بتاريخ : 12/06/2018