الدكتور التازي: يجب الحذر من الوزن الزائد بعد رمضان السمنة ثاني مسببات الوفيات عبر العالم

دعا الدكتور الحسن التازي، الاختصاصي في جراحة التجميل والسمنة، الراشدين إلى الانتباه بعد شهر رمضان بسبب تغير النظام الغذائي، والحرص على عدم كسب وزن زائد مقارنة بالوضع الذي عاشوه خلال شهر الصيام، مؤكدا على أن الكثير من الأشخاص يقبلون بشكل كبير على تناول كل ما تفادوه خلال رمضان وبكميات غير محسوبة الأمر الذي تكون له تبعاته على وزنهم ومن خلاله على صحتهم.
وحذّر الخبير الدولي في جراحة التجميل والسمنة في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» من كون السمنة لم تعد مجرد مرض بل أضحت وباء عالميا، بانتقالها من الرتبة الخامسة إلى الثانية ضمن خانة الأمراض التي تُعدّ سببا في الوفيات، مشددا على أن لها العديد من التبعات العضوية والنفسية على المرضى، فضلا عن كلفتها الاقتصادية والاجتماعية الباهظة على المرضى الذين يعانون من فرط الوزن، وعلى أسرهم والمجتمع عامة.
وشدّد الدكتور التازي، على أن السمنة هي معضلة صحية تتطلب تضافر الجهود، بالنظر إلى أن مغربيا واحدا من بين ثلاثة يئن تحت وطأتها، فضلا عن كونها مصدرا للعديد من الأمراض المكلّفة، كأمراض القلب والشرايين، والسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، ومشاكل المفاصل، وصعوبات التنفس، واضطرابات النوم، وغيرها…، دون إغفال التبعات النفسية المختلفة نتيجة لها، كما هو الحال بالنسبة للعزلة والاكتئاب…
الحديث عن الوزن الزائد ومن خلاله التطرق لمعضلة السمنة، دفعت الدكتور التازي للتأكيد على أن الكلفة المالية في المغرب لمواجهة داء السمنة والأمراض المرتبطة به، تصل سنويا إلى 24 مليار درهم، أي حوالي 3 في المئة من الناتج الداخلي الخام، مبرزا أن هذا المبلغ كان من الممكن أن يُصرف لبناء مراكز استشفائية جامعية متعددة، أو مئات المراكز الصحية وعشرات المؤسسات التعليمية، وعليه يقول الخبير المغربي، أنه يجب على الجميع، اليوم وبشكل ملحّ، أكثر من أي وقت مضى، الانخراط في نقاش جماعي، يجعل من السمنة أولوية يومية، عند الأطباء والمسؤولين والإعلاميين والفاعلين الجمعويين، وكل المغاربة، بهدف تحسيس المواطنين وتوعيتهم بتفاديها، وبالعمل على نهج سياسة وقائية من الداء باعتماد نمط غذائي سليم وممارسة الرياضة، باعتبارها أفضل من الدخول في دوامة العلاج المكلّفة والخضوع للجراحة، التي لا يمكن أن تكون الوسيلة الأولى للتعامل مع السمنة، علما أن الدولة ليست لها الإمكانيات المادية والمعنوية المطلوبة لمواجهتها، أو الاستسلام للمرض وتبعاته.


بتاريخ : 21/06/2018