بكتيريا «السالمونيلا» وبقايا الدجاج سبب تعفن أضاحي العيد

 

خلق برنامج إذاعي، تم بثه يوم الاثنين الفارط على أمواج إحدى الإذاعات المغربية الخاصة، موجة نقاش واسعة، بسبب نوعية وطبيعة التدخلات التي عرفتها الحلقة التي خصصت للحديث عن إشكالية تعفن أضاحي العيد، وحدود التماس بين قطاع الصيدلة والبيطرة، ومجال المسؤولية الفردية والمشتركة، خاصة بالنسبة للسلطات المختصة، التي أدت إلى وقوع تلك الفضيحة.
برنامج عرف رمي أحد المتدخلين بلائمة تعفن أضاحي العيد على نوع معين من حبوب منع الحمل، وهو ما جعل عددا من الصيادلة ينتقدون هذا الحكم الذي وصفوه بكونه يفتقد لسند علمي، مؤكدين أن كل الأرقام والمعطيات الرسمية تكذب ذلك في ظل غياب أي استعمال مفرط وغير طبيعي خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن كون أية حبوب من هذا القبيل هي تفقد فعاليتها على فرض تناولها من طرف المواشي، وذلك تحت تأثير أنزيمات الجهاز الهضمي والأحماض قبل وصولها إلى الدورة الدموية حيث تصبح شبه منعدمة، وبالتالي فقطاع الصيدلة بريء تماما مما يحاول البعض نسبه إليه ظلما.
وشدّد عدد من الغاضبين في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» على كون النقاش المرتبط بإشكالية تعفن أضاحي العيد جانب الصواب ولم يتم التطرق فيه للأسباب الفعلية، التي تم المرور عليها مرّ الكرام خلال البرنامج الإذاعي وتمت الإشارة إليها بشكل محتشم، ويتعلّق الأمر ببكتيريا «السالمونيلا» التي تواجدت بالقناة الهضمية للأغنام التي تم تعليفها بمخلفات الدجاج، مؤكدين أن هناك دراسة أوروبية أجريت منذ عشرات السنين تؤكد مسؤولية «السالمونيلا» المتواجدة بكثرة في بقايا ومخلفات الدجاج. وأكدت مصادر الجريدة أن هناك بعض الكسّابة الذين كانوا يقودون ماشيتهم إلى «حظائر» تربية الدجاج بعد إفراغها لتناول ما بها من بقايا، مشددين على عامل آخر وهو المتعلق بطريقة الذبح، إذ يجب سد بلعوم الأضحية لتفادي تلويث لحم الذبيحة، فضلا عن دور ميكانيزمات فيزيوكيمائية في تحول لونها إلى الأخضر والأسود بسبب الأكسدة عن طريق الأوكسجين، دون إغفال مشكل احترام مدة العلاج كما تنص عليه بعض الوصفات بعد تناول المضادات الحيوية وعدم ذبح الأغنام قبل استيفاء المدة المنصوص عليها.
وشدّد الصيادلة الذين استقت «الاتحاد الاشتراكي» آراءهم، على ضرورة التحلي بالأمانة والنزاهة الفكرية والعلمية من أجل تنوير الرأي العام، مبرزين أن قطاعهم والأدوية فضلا عن الأدوية البيطرية بريئة من أية تهمة في هذا الصدد، ودعوا إلى معالجة الإشكاليات الحقيقية المرتبطة بهذا الموضوع عوض اختلاق معارك جانبية غير صحيحة تسهم في توسيع دائرة الشك وتؤدي إلى فقدان الثقة، مؤكدين أن صحة المواطن تمر من صحة وسلامة المواد التي يتناولها، تفاديا لكل الأمراض التي قد تصيب الإنسان والتي باتت تعرف بأمراض العصر الحديث، في الوقت الذي لم تكن حاضرة فيه قبل عشرات السنين، وتفادي السعي نحو الإجهاز على ما تبقى من أدوية بيطرية داخل الصيدليات، مع الحرص على ترشيد الدواء للاستعمال البشري والبيطري على حدّ سواء، والتشديد على أن من يصف الدواء لا يجب أن يصرفه.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/06/2018