وفد عن برلمان مجموعة دول الأنديز يطلع بالعيون على مظاهر التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية

اطلع وفد عن برلمان مجموعة دول الأنديز، أول أمس الأربعاء، على مظاهر التنمية والتطور الذي تشهده جهة العيون الساقية الحمراء في مختلف المجالات. وعقد الوفد، الذي يقوده رئيس هذا البرلمان فيرناندو ميزا، سلسلة من اللقاءات مع السلطات المحلية وأعضاء المجلس البلدي، وشيوخ القبائل الصحراوية، كما قام بزيارة لعدد من المشاريع والأوراش التنموية.
ووقف الوفد، الذي حل مساء الأربعاء بمدينة العيون، في إطار الزيارة التي يقوم بها للمملكة بدعوة من رئيس مجلس المستشارين، من خلال اللقاء الذي عقده مع رئيس المجلس البلدي للعيون مولاي حمدي ولد الرشيد، والزيارات الميدانية والعروض، على المؤهلات التي تزخر بها الجهة، والبنيات التحتية التي تتوفر عليها في مختلف القطاعات الواعدة الاقتصادية والاجتماعية وعلى المجهودات المبذولة لضمان تنمية سوسيو- اقتصادية مستدامة بجهة العيون الساقية الحمراء.
وشكلت هذه الزيارة فرصة لأعضاء الوفد البرلماني للاطلاع عن قرب على أجواء الأمن والطمأنينة والاستقرار التي تسود هذه الأقاليم، وعلى دور واختصاصات المجالس المنتخبة في تدبير الشأن المحلي، والمجهودات المبذولة لتعزيز البنيات التحتية الأساسية بالجهة والإجراءات التي اتخذتها الدولة لتسريع وتيرة التنمية بها من خلال البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية .
وهكذا اطلع أعضاء الوفد البرلماني على الأوراش الكبرى، والتأهيل الحضري، اللذين تشهدهما جهة العيون الساقية الحمراء، وشملت هذه الأوراش، على الخصوص، محطة تحلية، ميناء العيون، والوكالة الوطنية للموانئ، والميناء الفوسفاطي بمدينة المرسى، والقرية الرياضية، والمكتبة البلدية، والقاعة المغطاة الجديدة بالعيون.
وعبر رئيس الوفد فرناندو ميزا، في تصريح للصحافة، على أهمية هذه الزيارة لمدينة العيون، واللقاءات التي عقدها مع والي الجهة والمنتخبين وشيوخ القبائل والتي ستمكن من تعزيز وتوطيد العلاقات بين المغرب ودول الانديز.
وأشاد فرناندو بالمستوى التنموي الذي تحقق بهذه المنطقة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والتي لم يكن أعضاء الوفد يتوقعونها، مشيرا إلى أن المغرب يعد نموذجا يحتذى في المجال التنموي، وبوابة دول المجموعة نحو أوروبا وإفريقيا، والعالم العربي.
ومن جهته أكد فرانسسكو تشوان، عضو البرلمان الشيلي، أن البرلمان الشيلي بغرفتيه هو أول من أيد ودعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل مشكل الصحراء.
وقال في تصريح للصحافة « نحن نثق في مبادرة الحكم الذاتي كمبدإ للوحدة الترابية» مبرزا أن المغرب والشيلي يتوفران على مؤهلات كبيرة لتعزيز التعاون الدولي جنوب-جنوب .
ومن جانبه أكد عضو مكتب مجلس المستشارين أحمد لخريف أن زيارة وفد برلمان دول الأنديز للمملكة بدعوة من رئيس مجلس المستشارين، تشكل مناسبة للوفد «للاطلاع عن قرب على المنجزات التي تحققت بهذه الجهة بفضل العناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للأقاليم الجنوبية للمملكة».
وأضاف الخريف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الزيارة مكنت الوفد أيضا من الوقوف على أجواء الأمن والاستقرار التي تنعم بها هذه الأقاليم تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
وجدد شيوخ القبائل الصحراوية والمنتخبون، خلال لقاء مع أعضاء الوفد، التأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي والذي حظي بدعم المنتظم الدولي، هو الحل الوحيد لتسوية قضية الصحراء، منوهين بدعم برلمان دول الانديز لهذا المقترح الذي تقدمت به المملكة المغربية، والذي يعد ورشا كبيرا وحقيقيا وقابلا للتنفيذ، يضمن الكرامة والحرية والحقوق لكافة الساكنة، ويمكنهم من تدبير شؤونهم المحلية بأنفسهم.
وأعربوا خلال هذا اللقاء، عن قناعتهم الثابتة تجاه الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدين أن هذه المبادرة خيار نابع من قناعة الصحراويين المبنية على الارتباط الذي يجمعهم بالعرش العلوي المجيد من خلال بيعتهم الشرعية للملوك العلويين.
يذكر أن رئيس برلمان مجموعة دول الأنديز، فيرناندو ميزا، يقوم بزيارة عمل رسمية إلى المملكة من 2 إلى 7 يوليوز الجاري، مرفوقا بالأمين العام لبرلمان المجموعة.
وكان برلمان مجموعة دول الأنديز قد عبر عن دعمه الكامل لقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، كما أصدر ذات البرلمان توصية تدعم جهود المملكة في حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية من خلال مبادرة الحكم الذاتي، وفي استتباب السلم والاستقرار بالمنطقة.
ويضم برلمان الأنديز برلمانات دول الشيلي وكولومبيا والبيرو والإكوادور وبوليفيا.
وكان مجلس المستشارين قد أكد أن هذه الزيارة تندرج في إطار العلاقات الجيدة التي تربط المجلس ببرلمان مجموعة دول الأنديز، وتجسيد للدينامية المتميزة التي تعرفها العلاقات بين المؤسستين، والتي تعززت أكثر في السنوات الأخيرة بفضل تعدد زيارات مسؤولي برلمان مجموعة دول الأنديز إلى المملكة المغربية.


بتاريخ : 06/07/2018