عبد الكريم برشيد، هرم مبتسم في مهرجان ابن جريرالمسرحي

إن يجد رجل ذواق للجمال بمختلف تجلياته الإبداعية والبشرية نفسه، بين امرأتين جميلتين – وإن في مهمة رسمية – فهذا في حد ذاته شيء جميل ورائع، أقل ما يمنحه إياك شحنة من الطاقة والإقبال على مهمتك بمزاج رائق وطاقة متجددة… هذا ما حدث ويحدث معي من خلال وجودي، بين فنانتين رائعتين مجيدة بنكيران رئيسا وفاطمة بوجو عضوا ضمن لجنة تحكيم مهرجان نورمينا للمسرح الاحترافي بابن جرير. والفنانتان معا غنيتان عن التعريف كممثلتين على الركح والشاشة بحجميها الصغير والكبير. وزيادة على كونهما خريجتي المعهد العالي للفن والمسرحي والتنشيط الثقافي، ومتمكنتين من أدواتهما الفنية، فهما يمتازان بأخلاق عالية في آداب السلوك والتعامل الإنساني كما المهني من حيث احترام المهنة والزملاء على حد سواء.

1 – افتتاح الاعتراف

استهل حفل افتتاح المهرجان الذي أشرفت على تقديمه وبطلاقة وتمكن حرفي، الصحفية الزميلة سارة فارس، بتكريم رمز ثقافي وفني كبير على المستوى الوطني والعربي، هو الكاتب والمنظر المسرحي الدكتورعبد الكريم برشيد صاحب مدرسة الاحتفالية والعديد من المسرحيات الأثيرة التي تم إخراجها على يد عدد مهم من المخرجين الكبار، مغاربة وأشقاء عرب من المغرب العربي كما من مصر والعراق وسوريا ولبنان وغيرها… مسرحيات تمتح من التاريخ والأدب والفن الشعبي المغربي والعربي ك: (جحا في الرحى) و(عنترة في المرايا المكسرة) و(ابن الرومي في مدن الصفيح) و(عرس الأطلس) و(سالف لونجة) و(امرؤ القيس في باريس)…كما من الأدب الغربي: (فاوست والأميرة الصلعاء) و(النمرود في هوليود) و(خيطانو المجنون) وغيرها… حيث تجاوز عدد نصوصه المصاغ جلها باللغة الغربية الفصحى 35 نصا مسرحيا، ترجم بعضها للفرنسية والإنجليزية والإسبانية والكردية.
كما تدرس في الثانويات المغربية وفي مدارس البعثة الفرنسية وفي كثير من الكليات والمعاهد المسرحية المغربية والعربية والجامعات… قدمت بشأنها أطروحات لنيل شواهد عليا في مختلف أرجاء البلاد العربية. الرجل هرم.. مفخرة مغربية بامتياز.. كما أنه قبل وبعد كل هذا إنسان خلوق.. وديع.. قمة ونموذج حي في البساطة والتواضع.. من أجمل سماته: الابتسام الدائم.
بعد ذلك تم تكريم الفنانة الممثلة زهور السليماني المعروفة بفليفلة. والتي استقبلت بالتهليل والزغاريد والترديد الجماعي ل» الصلاة والسلام على رسول الله…» وكان أول وأكثر مردديها من الرجال كما لاحظت الفنانة فاطمة بوجو وهي بجانبي. زهور السليماني تنوعت أدوارها رغم أنه لحد الآن لم تسند لها بطولة مطلقة في أي عمل من الأعمال الدرامية.. وهذا إجحاف في حقها.. وبالتالي لم تسقط في التنميط. فهي مرة خادمة.. وتارة أم.. أو مربية.. أو معلمة.. ومرة شيخة.. وأخرى مغلوب على أمرها… والأمثلة كثير ابتداء من (الطفولة المغتصبة) مرورا ب (فيها الملحة والسكر وما بغاتش تموت) لحكيم نوري حتى (المليار) لمحمد رائد المفتاحي…
أما الشخصية الثالثة التي تم تكريمها فتجسدت في الدكتور حسن بودواح رئيس رابطة الجالية المغربية بفرنسا الذي لم تعذر عليه وتسلمت الذرع نيابة عنه الفاعلة الجمعوية السيدة وهيبة.

2 – خديجة عدلي، دينامو المهرجان

إن أهم ما ومن يقدم فنانا ما هو عمله وإنتاجه.. وفي هذا المهرجان حضرت فنان نشيطة لا ليتم تكريمها فيه ولكن لتكرمه هي بحضورها وديناميتها من حيث التنظيم وربط العلاقات والاتصال بين ضيوفه والمسؤولين عن شؤون الإدارة والسلطة والفن وثقافة عامة.. كما بين هؤلاء كلهم والجمعية المنظمة التي يتألف سائر أعضائها من شباب طموح ومطالب بالمزيد كداب سائر الشباب. إنها الفنانة الممثلة خديجة عدلي التي غدت ننتقل بين إيطاليا وفرنسا والمغرب، بنفس الحركية التي تنتقل بهل بين الدارالبيضاء والرباط وابن جرير. فخديجة كانت ولاتزال تركض وبالمعني الفيزيولوجي إن لم أقل الرياضي لضبط إقامة وتغذية الضيوف.. وتنظيم حفل الافتتاح.. بتكريماته.. وشواهده.. وذروعه.. وكلماته… كما تنفيذ فقرات البرنامج العام للتظاهرة ككل.. وبالتالي فهي تستحق تكريما «خاصا» حبذا لو انتبه له طاقم إدارة المهرجان…


الكاتب : خالد الخضري

  

بتاريخ : 12/07/2018