«لو مر سيف بيننا…» 

لم أتفق مع الصديق الفنان محمد الشوبي على موعد محدد لأسلمه نسخته الأولى من كتابي/كتابه: (محمد الشوبي الممثل الملحاح)..لكن اللقاء تم عن طريق الصدفة البارحة بالرباط التي قدمت إليها لغرض إداري في المركز السينمائي المغربي. وليلا بأحد المطاعم في العاصمة حدثت مفاجأة اللقاء غير المتوقع.. فانهال علي كعادته شتما جميلا.. وضربا مريحا سائلا  عن الكتاب.. ومن حسن الصدف أنني كنت أحمل معي نسخة للتصفح الفوري والشامل بعد تسلمي لعينة منه من المطبعة قبل أمس فقط. فماذا أقول أو كيف أعبر عن موقف الشوبي وهو يرى ابني الذي تحول إلى ابنه لأول مرة؟.. وكيف كان يعامله وهو يقلب أطرافه الرخوة ؟..  كما يدغدغ خديه الطريين ؟..  وكيف قبله بين عينيه؟ ثم وهو يمد له سبابته التي قبض عليها الرضيع بكامل أصابعه الرطبة لا يبغي تركها.. عانقني الشوبي ثم رفع كفه إلى أعلى وانهال علي ضما وتقبيلا في الرأس.. كما في الجبين والصدغين..  وأينما اتفق…   وهو يردد بانتشاء أب يرنو إلى ابنه الحديث الولادة لأول مرة:
– « ولد الحرام، درتي كتاب زوين»..
فأجبته وأنا أغالب ضحكي وتأثري بإحساسه الجميل:
– راه حينت انت زوين أيها «الشيطان الأزرق».
فرد هو: – وسير الله يمسخك يا بن الناقد الآخر. كتغبر حتى تعيا وتديرها قد راسك.
فرددت:
– وغير قول بعدة: « بحال راسك»  لأن رأسي صغير!!
ثم ضحكنا ضحك طفلين معا أمام مرأى ومسمع ثلة من الأصدقاء المبدعين على رأسهم الكاتب الكبير الميلودي شغموم.. والفنان الموسيقي محمد الأشراقي والباحث إبراهيم إغلان…  وتبادلنا العناق والضم، بينما الكتاب بيننا كل واحد منا يمسك بطرف من طرفيه دون شد مراعاة لحداثة إنجابه ورقة صفحاته.. حتى لم أعد أعرف هل هذا الكتاب /الابن الذي عذبني – كمعظم أبنائي الورقية – هل هو  كتابه / ابنه؟ ام ابني؟ الشيء الذي أحالني على ذلك البيت الرائع من قصيدة (أضنيتني بالهجر) لبشارة الخوري التي لحنها وأداها الراحل فريد الأطرش، حيث يصف الشاعر انصهاره مع الحبيب  في عناق وضم وتقبيل جعله يشعر أن صدر الحبيب وثغره ومعصمه، قد غدا صدره هو وثغره ومعصمه… إلى درجة افترض أنه لو مر سيف بينهما، لم يعرف هل أجرى دمه أم دم الحبيب.. ؟!!..
(( كان أحلى قُبلات الهوى،  إن كنت لا تذكُر فاسأل فمك….
تمر بي كأنني لم أكن ثغرك أو صدرك أو معصمك….
لو مر سيفً بيننـا، لــم نكن نعلمُ هل أجرى دمي أم دمك؟ ))
فهذا كان شعوري وأنا أمسك بطرف من الكتاب بينما يمسك الشوبي بالطرف الثاني، لنلتقط صورا متسائلا:
لمن الكتاب / الابن؟ ومن أحق بالتهنة: أنا أم هو ؟ الكاتب أم المكتوب عنه؟…
لم أستمر في طرح الأسئلة، بل اكتفيت بأن أعيش اللحظة وأقتسم فرحة الولادة – بعد عسر مخاض قاس – مع الأب الثاني لهذا الابن الجميل و الذي على فرض أنه:  «لو مر سيف بيني ويبني الشوبي لحظتئذ، لم أكن أعلم هل هل مزق كتابي أم كتابه ؟؟!!
تذكير: الكتاب سيوقع لأول مرة بحضور الفنان الشوبي بفضاء المكتبة الشاطئية بالجديدة يوم الثلاثاء: 24 يوليوز 2108 المقبل ابتداء من الساعة 7 والنصف مساء.


الكاتب : خالد الخضري   

  

بتاريخ : 24/07/2018

أخبار مرتبطة

تحتفي الدورة الثانية من “ربيع المسرح” التي ستقام في مدينة تارودانت ما بين 6 و11 ماي 2024، بالفنان عبد الرحيم

انتهت الإعلامية “فريال زياري” من تصوير حلقات برنامجها الاجتماعي “فيس تو فيس مع فريال”، وسيعرض قريبا على قناتي روتانا و

تنظم صديقات وأصدقاء الإعلامية، الفنانة والسيناريست، المرحومة فاطمة الوكيلي حفل تأبين لها، وذلك يوم الجمعة 10 ماي، في الساعة السابعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *