بإقليم الجديدة : «الدودة القرمزية» تزيد من معاناة ساكنة «العالم القروي»

 

بعدما كان نبات الصبار يشكل حواجز طبيعية يتم بها تسييج المنازل القروية أو فضاءات غرس التين والعنب « الجنانات « لحمايتها من سهولة ولوجها من طرف الغرباء واللصوص، ويجعل منها سكان البوادي والقرى «زريبة « محصنة لماشيتهم ودوابهم ، وبعدما كان هذا النبات يشكل موردا غذائيا وماليا لساكنة العالم القروي في كل فصل صيف من خلال بيع ثماره « الكرموس « الشوكي ويدر عليهم مداخيل تساعدهم على تحمل نفقات معيشتهم مثلما توفر للعديدين منهم فرص شغل موسمي، سواء على مستوى جنيه أو تسويقه ، كما كان بمثابة « كلأ « للبهائم والمواشي والدواب تتم الاستعانة به في أوقات ندرة العشب الأخضر وأيام الجفاف ، وأيضا جذوعه كحطب للطبخ ، تحول ذات النبات إلى كابوس مزعج يقض مضاجعهم ويحول « سياجاتهم « الطبيعية إلى ما يشبه مرور «كارثة طبيعية» بالمكان حيث تحول معظمه إلى هشيم شائك بشع المنظر ، بينما الذي ما زال شبه أخضر منها فقد علته « صوف « منفوشة بيضاء بفعل غزوه من طرف الحشرة القرمزية ..
إلا أن الأخطر في موضوع الحشرة القرمزية هو هجومها الكاسح على المنازل والسكنيات يوميا مع نزول أولى خيوط الظلام ، حيث تسبب لسعاتها آلاما قوية لا سيما عندما تلدغ أجساد كبار السن والأطفال الصغار وتصيبهم بتورمات مؤلمة تمنع عنهم النوم ، مثلما يشكل هجومها الليلي منعا مباشرا من تناول وجبة العشاء تحت الأضواء وهو ما يجعل الساكنة تتناول هذه الوجبة قبل حلول الظلام تفاديا لاختلاطها مع الأكل وابتلاعها .. وبحسب روايات الساكنة من عدة دواوير تابعة لجماعات بإقليم الجديدة، فإن الوضع لا يطاق ، وأن عمليات مداواة هذا النبات وطمره بالتراب لم تؤت نتائجها المرجوة التي من شأنها تخليص الساكنة من هذا المنظر المروع ومن هذا العذاب اليومي .. وللإشارة فمنطقة دكالة سبق لها أن شهدت، في السنين الأخيرة، عدة «أمراض فلاحية» تضررت منها عدة أنواع من الزراعات مثل «وباء الذبابة البيضاء» الذي كان قد أصاب الطماطم في بداياته وتسبب في إتلاف العديد من حقولها بالشريط الساحلي للإقليم على مستوى ولجة هشتوكة وولجة الواليدية ، قبل أن ينتقل إلى مناطق الإقليم الداخلية ، وقبل أن يطال استهداف هذه الحشرة الخبيثة عدة نباتات أخرى مثل الفصة وبعض الأشجار المثمرة ، كما عرف الإقليم كذلك في وقت سابق إصابة أشجار وثمار التين المشهورة بها منطقة أولاد زيد والمناطق المجاورة بمرض غريب لم تجد الساكنة من تسمية له غير اسم « الصفرة «
فهل تتدخل وزارة الفلاحة وكافة الجهات المعنية بالنجاعة المطلوبة لحماية المنتوج الفلاحي من ثمار التين الشوكي ونبات الصبار ، وأيضا وقاية وحماية الساكنة من أضرار الدودة القرمزية ؟ وما موقع منطقة دكالة برمتها من مضمون اتفاقية الشراكة التي أبرمها المغرب مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة « الفاو « على هامش الدورة 12 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس يوم الجمعة 21 أبريل 2017 من أجل حماية أشجار الصبار بالمملكة ومكافحة الحشرة القرمزية ؟


الكاتب : عبدالكريم جبراوي

  

بتاريخ : 26/07/2018

أخبار مرتبطة

  عرف ملف الأساتذة الموقوفين منعطفا جديدا، صباح أمس الاثنين، فبعد أن كان المعنيون على موعد مع المجالس التأديبية التي

نصف المصابات بسرطان عنق الرحم يفارقن الحياة بسبب تشخيص المرض في مراحل متأخرة     أكد الدكتور محمد بنعزوز، المسؤول

لن يستغرب الشاهد على ما يجري في العالم القروي بإقليم تارودانت، وفي القبائل المنتمية إلى دائرة ايغرم على وجه الخصوص،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *