فصل الصيف بجهة درعة – تافيلالت : لدغات العقارب تتربص بساكنة الدواوير النائية والمطالبة بتوفير «الأمصال» بالمستشفيات

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في عدد من مناطق المغرب، وخاصة بجهة درعة تافيلالت ، تكثر العقارب والثعابين و يزداد خطرها، و تصبح، بالتالي ، مصدر تهديد حقيقي لحياة السكان ، خاصة في الدواوير النائية البعيدة عن المراكز الاستشفائية.
وقد عرفت عدة مناطق من هذه الجهة في بداية الصيف الحالي 2018 ، عدة إصابات بعضها كان مميتا ، مثل طفلة في الثامنة من عمرها، تنحدر من قيادة النقوب إقليم زاكورة ،التي لفظت أنفاسها الأخيرة مؤخرا بالمستشفى الإقليمي لورزازات إثر تعرضها للدغة عقرب .
ويرجع سبب وفاة هذه الفتاة، حسب جمعيات مدنية ، إلى «غياب وسائل التدخل السريع والعلاج وغياب الأمصال وبعد المسافة بين السكان و الوحدات الاستشفائية التي لا تتوفر في الغالب على إمكانيات الإنعاش الطبي وإنقاذ المصاب أو المصابة «، وغالبا ما يحدث هذا في المدن والقرى التي تعاني بعض التهميش في مايخص التجهيزات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية ، و»هو ما كان أحيانا مبعث احتجاج ساكنة هذه المناطق ضد الإقصاء واللامبالاة كما وقع مؤخرا بمدن زاكورة و تنغير ومرزوكة …» تضيف المصادر ذاتها، مضيفة «أن الطفلة المتوفاة ، تم نقلها على وجه السرعة نحو المستشفى الإقليمي لوارزازت، وتم وضعها بقسم الإنعاش لتلقي العناية و العلاجات الضرورية نظرا لتدهور حالتها ، ورغم ذلك تدهورت حالتها ولفظت أنفاسها الأخيرة في اليوم الموالي متأثرة بمضاعفات لسعة العقرب» .
وأشارت نفس المصادر إلى «أن لدغات العقارب ازدادت بشكل ملموس في الآونة الأخيرة ، مع التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في عدد من مناطق الجنوب الشرقي ( زاكورة ، النيف ، مرزوكة ، تنغير ،أرفود ، الريصاني …) والتي تدفع العقارب والثعابين إلى الخروج من الجحور، فيتعرض أغلب أبناء البوادي والقرى الواقعة بالقرب من الجبال وفي الصحاري الى اللدغات السامة ، فيضطر الأهالي الى نقل المصاب أو المصابة على متن الدواب لساعات قبل الوصول الى «مركز استشفائي» ، غالبا ما يكون مقفلا أو لا يتوفر على الأمصال المعتمدة دوليا بالوحدات الصحية الوقائية المضادة للسم» .
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة النقوب إقليم زاكورة ومناطق أخرى مجاورة ،عرفت وتعرف حالات تعرض بعض السكان ، من مختلف الأعمار ، للدغات الأفاعي ولسعات العقارب خلال فصل الصيف ، مما يستدعي توفير أدوية ومضادات للسموم بمستوصفات القرب،للتخفيف من عناء التنقل نحو المستشفيات، وانقاذ حياة المواطنين.
وقد تم تسجيل حالتين للدغة أفعى بذات الجماعة «النقوب» شهر يونيو الماضي، الحالة الأولى لحامل في شهرها السابع جرى نقلها إلى مراكش، والثانية لطفلة تبلغ من العمر 12 سنة ونقلت إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية ، مما يبين الحالة التي يواجهها هؤلاء السكان مع كثرة الزواحف الضارة و المميتة .
واللافت أن المستشفى الإقليمي لزاكورة و المستشفيات الأخرى بالجهة ، تفتقر  لقسم الإنعاش، الشيء الذي يزيد من تعميق جراح المواطنين ويزيد من كلفة تحملهم لعناء السفر صوب مدن المستشفيات الجامعية بفاس أو مراكش ..
وفي ظل الصعوبات التي يواجهها المواطنون بمناطق الجنوب الشرقي عند الإصابة بلدغات العقارب أو الأفاعي ، تضطر الأسر إلى الاستعانة بالوسائل البدائية والتقليدية في حالة تعرض أحد الأفراد للدغة عقرب ، مثل استخدام عصير الثوم والبصل، يتم وضعه على الجرح لامتصاص السم والقضاء عليه ، وهي طريقة بدائية يستخدمها سكان المناطق الجبلية نظراً لبعد الوحدات الصحية عنهم. فغالبا ما يقوم سكان المناطق النائية والبعيدة باستخدام الطب التقليدي لعلاج لدغات العقارب وحتى الأفاعي ، و تختلف طرق العلاج التقليدي من منطقة إلى أخرى .
وتفاديا لوقوع الأسوأ ، يطالب سكان المناطق النائية و خاصة مناطق الجنوب الشرقي التي تكثر فيها لدغات العقارب و الأفاعي في فصل الصيف ، الجهات المسؤولة بتجهيز مستوصفات القرب و المستشفيات بالأطباء و الممرضين وتوفير الأدوية وخاصة الأمصال المعتمدة دوليا بالوحدات الصحية الوقائية ، حتى يتم تأمين حياة مطمئنة لهذه الشريحة من السكان التي تقطن في الأماكن البعيدة عن المستشفيات . . كما تطالب الساكنة ، وجمعيات المجتمع المدني بتوفير مضادات لسموم الأفاعي والعقارب، و طبيب في المستوصف، حيث سبق لها أن دقت ناقوس التنبيه بهذا الشأن على هامش الزيارة الأخيرة لوزير الصحة لزاكورة، خصوصا مسألة غياب مضادات السموم في المستوصفات؟


الكاتب : فجر مبارك

  

بتاريخ : 01/08/2018