الأدخنة الملوثة تضاعف معاناة ساكنة «أنزا»

يعاني حي أنزا بمدينة أكادير، من وضعية بيئية مقلقة، فبعد تلويث مياه البحر بسوائل مائية «سامة» ترميها وتقذفها بعض المصانع مباشرة في البحر، تغطي سماء هذا الحي، ومنذ يوم 20يوليوز2018، أدخنة كريهة ملوثة تنفثها على الدوام وحدات صناعية لتصبير السمك.
وتداول نشطاء جمعويون ، مؤخرا ، مقاطع”فيديو» و»صورا فوتوغرافية”ملتقطة من عين المكان ، تشير إلى حجم وفظاعة الوضع البيئي المتردي، وكشفت أيضا عن أسرار الوضع الصحي الذي ظلت معه ساكنة الحي ولسنوات تعاني الأمرين : روائح كريهة تنفثها من حين لآخر، مداخن معامل تصبيرالسمك، وتزايد إصابات السكان بمرض الربو نتيجة الإختناقات التي تتسبب فيها هذه الأدخنة الملوثة.
هذا وأمام هذا الوضع المتردي استنكرت جمعية الأمواج الزرقاء بحي أنزا،تمادي بعض الوحدات الصناعية «في نفث الأدخنة دون التقيد بالقوانين البيئية المعمول بها في هذا المجال»، معبرة عن قلقها «العميق من تداعيات هذه الأدخنة على صحة السكان، علما بأن العديد منهم يعانون من مرض الربو،وذلك في غياب تام لأجهزة قياس جودة الهواء المتردي،لتحديد حجم الأخطارالناجمة عن هذه الأخطار» وفق المصدر ذاته.
وقد طالبت الجمعية الجهات المسؤولة ب»التدخل العاجل لوضع حد لهذه الكوارث البيئية التي يعرفها الحي على مدارالسنة وإيقاف نزيف هذه الأدخنة الكريهة والسامة التي تهدد سلامة وصحة السكان وتمس بالوضع البيئي عموما بهذا الحي الصناعي»، ودعت مختلف السلطات المعنية إلى “تفعيل القوانين الزجرية المتعامل بها في هذا المجال،وإشراك المجتمع المدني في أية لجنة معاينة حتى تستطيع القيام بدورها في الترافع السليم الرامي إلى تجويد الهواء المتنفس في سماء حي أنزا بمدينة أكَادير».
كما عبرت الجمعية عن امتعاضها من « إقصاء جمعيات المجتمع المدني من لجن المعاينة في حوادث بيئية سابقة عرفتها شواطئ أنزا»،ولذلك حثت هذه الجمعيات على “تشكيل تكتل قوي رفقة الساكنة من أجل الترافع عن حي أنزا والدفاع عن حق الساكنة في تنفس هواء نقي وسليم،وتمكينها من وحدة طبية متخصصة في تشخيص أمراض الربو بالمركز الصحي بحي أنزا».


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 01/08/2018