رسالة سطات … شعيب حليفي في لقائه بموسم الفروسية سيدي الغليمي: من أجل بناء ذاكرة تصونُ المستقبل

عرفت صبيحة يوم السبت 28 يوليوز اللقاء الثقافي الذي استضاف شعيب حليفي صاحب « زمن الشاوية « و « رائحة الجنة « وكتاب» سطات « بالخيمة الرسمية للتبوريدة ضمن الدورة 13 لفعاليات المهرجان السنوي للفروسية سيدي الغليمي بسطات، بحضور جمهور متنوع أغلبه من شيوخ ومقدمي السربات وكذلك من الفرسان المشاركين في هذه الدورة.
وقد اختار شعيب حليفي الحديث عن الفارس والفروسية من خلال دور الفارس في تاريخ تامسنا والشاوية خلال كل المراحل التاريخية وصولا إلى سطات، والتي كانت عبر التاريخ فضاء لفرسان الشاوية من العلماء والفقها والمجاهدين في لحظات حاسمة من تاريخ المغرب.
ومن أقوى الفقرات التي جاء في كلمة صاحب « زمن الشاوية «:
مدينة سطات، لم تكن أبدا عبر تاريخها الطويل الذي يتجاوز بكثير ثلاثة قرون اسما عابرا أو هامشا وإنما مركزيا في مساحة تامسنا أولا ثم الشاوية.
ولم يكن رجالها ونساؤها الذين تذكرهم التآليف والمدونات بكثير من الفخر والتقدير ينتظرون منا أن ننساهم ونهمل الأفكار والقيم التي عاشوا وماتوا في سبيلها.
إنّ التنمية الحقيقية ليست فقط في الاقتصاد والتجارة وتحويل كل الفضاءات إلى اسمنت صامت، وإنما أيضا وربما من الأولويات التنمية والاستثمار الحقيقي في بناء الذاكرة واستعادة الجوانب المُشرقة لبناء روح الإنسان، فمدينة سطات وأطرافها ليست فقيرة إلى هذا الحد الذي لا يجد أبناؤها رجالا ونساء وأطفالا ما يفخرون به، بل تمتلك ذخيرة مطمورة على مدى قرون مديدة في مجالات العلم والمعرفة والبطولة الوطنية ، وبها الآلاف من الأعلام، نساءً ورجالا، في كل المجالات، من العلماء والفقهاء والصلحاء والأدباء والمجاهدين ومن المواطنين بشكل عام ممن هم قدوة ومنارة وساهموا في رسم الكثير من الأحلام التي لم تجد بعد من يدونها ويجعلها متاحة للعموم…
يكفي إبراز هذا الغنى ووضعه رهن إشارة الجميع ليدركوا أنهم ينحدرون من تاريخ يحق أن يفخروا به ، ومن ذاكرة تزيدهم أملا وإصرارا على تعزيزها وتقويتها وصونها.
وفي ختام كلمته اقترح مجموعة من المقترحات مناشدا المسؤولين في كل المستويات والمناصب الإنصات إليها:
مصالحة المدينة مع تاريخها وذاكرتها من خلال إطلاق أسماء علمائها ومجاهديها من الشاوية على الشوارع والساحات.
خلق لجنة من الباحثين والمؤرخين لكتابة تاريخ سطات، ضمن تاريخ الشاوية، وخلق فضاء لتوثيق وتجميع كافة المصادر والمراجع والوثائق والصور والأشرطة.
تثمين كل المآثر التاريخية المادية واللامادية والمواقع التاريخية، وإعادة تأهيلها لتكون فضاءات ثقافية تربط الأمكنة بذاكرتها والإنسان الشاوي بهويته.
إعداد كتاب تعليمي ( ضمن برنامج الثقافة الجهوية ) موجه للتلاميذ والطلبة وعموم الناس حول تاريخ سطات والشاوية، بتنسيق بين الأكاديمية والجامعة.
التشجيع على مناظرات سنوية في مجالات التنمية بمشاركة خبراء في الاقتصاد والاجتماع وباقي القطاعات، تنتهي بخلاصات وتوصيات توضع رهن إشارة المسؤولين في القطاعات المعنية.
توسيع النظر إلى المدينة من خلال إشراك باديتها والاهتمام بها وجعلها أفقا وليس هامشا.


الكاتب : متابعة: عمر البوقالي

  

بتاريخ : 08/08/2018